سور الصين العظيم

سور الصين العظيم

سور الصين العظيم و بالانجليزية Great wall of china و بالصينية 万里长城
يعتبر هذا السور العملاق من التي بناها الانسان ، و ربما هو الأكثر استحقاقاً لأن يكون من ضمن . فهذا السور العملاق الذي تم بناؤه قرابة عام 221 ق.م ، احد الأبنية التي يقف الكثيرون اليوم بذهول غير مصدقين ان هناك مثل هذا الإصرار العظيم من عمال الحضارات القديمة على تنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة في ظل انعدام الإمكانات التكنولوجية و التقنية المتوفرة اليوم و التي تسهل عمليات البناء و التشييد و تتيح إمكانية البناء لملايين الوحدات السكنية و ناطحات السحب و السدود و غيرها في مختلف بلدان .

ما الهدف من بناء السور الصين العظيم ؟

تم بناء هذا السور العملاق لأهداف عسكرية بحتة، كما هي العادة في الحضارات القديمة في بناء الأسوار و القلاع ، لحماية حدود البلدان من المعتدين أو من أي هجمات معادية مفاجئة، و قد تم هدم عدة أجزاء من هذا السور أكثر من مرة ، و لكن كان يتم العمل على ترميم الأجزاء المهدومة من جديد في العصور اللاحقة، و المتبقي من سور الصين حالياً هو جهته الشرقية فقط و هي ممتدة على مسافة عدة كيلو مترات، يُشار إلى أن هناك أقوال انه قد مات أثناء تشييد هذا السور الضخم عدد كبير جداً من عمال البناء يُقدر بحوالي عشرة آلاف عامل و قد تم دفنهم بالقرب من السور ، لم تكن هناك حقوق كثيرة في الحضارات الكثيرة عند الشروع في أعمال ضخمة لصالح الامبراطوريات .

قد يهمك هذا المقال:   بحث عن شخصية حاتم الطائي

ما هي مواد البناء المستخدمة في سور الصين العظيم؟

تم بناء سور الصين العظيم من الحجارة و الطين ، و قد تمّ بناؤه ، في وسط تضاريس مختلفة و متباينة، فقد عبر هذا السور العجيب الصحراء والجبال كما قطع الأنهار أيضاً، و تم الاستعانة في بنائه بالطوب و التراب الأصفر و يختلف الشكل المعماري للبناء من منطقة لأخري حسب تضاريس المنطقة التي يخترقها السور، و قد وجد الباحثون أن مواد البناء التي بني منها سور الصين العظيم تختلف حسب تضاريس المنطقة فاذا كانت هذه المنطقة تضاريسها يكون هذا الجزء مبني من الحجارة المحلية و لو كانت هذه المنطقة هضبة من الهضاب فإن السور يكون مبني من الطوب غير المحروق و التراب المدكوك ، كما يوجد في سور الصين العظيم قنوات لتصريف مياه الأمطار حال تجمعها ، و ذلك لحماية السور من الانهيار.

طول و أبعاد سور الصين العظيم

يبلغ عرض سور بالمتوسط أربعة أمتار وستة من السنتيمترات في بعض مناطق السور، و يزداد عرض السور بشكل كبير من القاعدة حيث يبلغ حوالي 9 م ، أما من ناحيته العلوية فهناك انخفاض بحيث يبلغ عرض السور 3 م و بضع سنتيمترات . و من الجدير بالذكر أن ارتفاع السور العظيم هو 3م كمتوسط في معظم أماكن السور، و قد يصل في بعض المناطق الى 8 م ، يتخلل السور أبراج حراسة يبلغ طول الواحد منها 12م و المسافة بين كل برج و آخر تقريباً 100م.
اما طول السور فهناك اختلاف قائم حول رقم ثابت ، فتحديد الطول لهذا السور بدقة ، كان أحد الأمور الخلافية بين الباحثين و المختصين، فوفق رواية رسمية يبلغ طول سور الصين العظيم 6700 كم ( ستّة آلاف وسبعمئة كيلو متر) ، إلّا أنَّ الوكالة الصينية للمحافظة على التراث أكدت عام 2008 م ان الطول الحقيقي للسور يبلغ 8850 كم ( ثمانية آلاف و ثمانمائة و خمسين كيلو متر) ، لتعاود هذه الوكالة تصحيح المعلومة في عام 2012م لتصحح المعلومة بان الطول الحقيقي للسور يبلغ 21196 كم ! ( واحداً وعشرين ألفاً ومئة وستّة وتسعين كيلو متر ) .

قد يهمك هذا المقال:   فوائد الحنة للشعر

سور الصين قديماً و حديثاً

كما ذكرنا فان الهدف الأساس لبناء الأسوار حول المدن و البلدان قديماً كان من اجل اهداف عسكرية للحماية من الغزو و تأمين الحدود من الهجمات المعادية . و بالرغم من ضخامة السور و التضحيات الكبيرة في بنائه من قبل حُكام الصين ، إلّا أنّه هذا السور بكل ضخامته وبكل أبراج التأمين و الحماية التي تشكل قلاعاً لصد الهجمات، فشل في صدّ الهجمات التي تعرّضت لها البلاد!، وخاصّة من البرابرة المعروفين بشدتهم في القتال، و يشير المؤرخون إلى أن أول قائد مغولي استطاع أن يقتحم سور الصين بجيشه الجرار هو القائد الشهير : جنكيز خان في عام 1213م ، حيث ظلت الجيوش المغولية مضرب المثل حتى يومنا هذا بالشراسة بالقتال و التنكيل بالأعداء بلا رحمة .
و لا شك ان سور الصين العظيم يظل شاهداً على عظمة البناء و قوة الحضارة الصينية القديمة ، و لكن لا يمكن أن يكون للسور اليوم أي فائدة عسكرية و هذا هو هدف بنائه الأساس ، لأن الأدوات القتالية اختلفت تماماً و لم يعد للأسوار و القلاع أي قدرة على صد هجمات الجيوش .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *