شروط الإمام في الصلاة

الصلاة

الصلاةُ هي الركنُ الثاني من بعد الشهادتين، ,هيَ عمودُ الدين وركنه الركين، وقد جاءت العديد من الآيات القرآنية الكريمة والكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة في الحثِّ على الالتزام بالصلاة وعدم التهاون فيها، ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،سورة النساء، الآية 103 وغيرها الكثير من الآيات، أما من السيرة النبوية فخير دليلٍ منها على أهمية الصلاة ومكانتها أنها كانت وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لقومه وأصحابه وقت احتضاره وقبل وفاته، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحثِّ على أداء الصلاة وعدم التكاسل فيها: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ)الراوي معاذ بن جبل، المحدث ابن باز، المصر مجموعة فتاوى ابن باز (235/10)، خلاصة حكم المحدث صحيح. كما أنَّ للصلاةِ منزلةً عظيمةً عند المسلمين فيجبُ المحافظة عليها في أوقاتِها المخصوصة، وعدم التهاون في أدائها لأيِّ سببٍ كان، وفي هذه المقالة بيان المراد بالإمامة في الصلاة وكيفيتها وشروطها بالنسبة للإمام والمأموم وغير ذلك مما يتعلق فيها.

معنى الإمامة في الصلاة

للإمامة معانٍ عديدة في الاصطلاح واللغة، ومن ذلك ما يلي:

  • معنى الإمامة لغةً: الإمامة في اللغة، مصدر أمَّ، يؤمُّ، وصار لهم إماماً أي تقدم رجل من المصلين ليقتدوا بهِ في صلاتِهم. معنى الإمامة: معجم المعاني الجامع.له
  • الإمامة في الاصطلاح الفقهي: الإمام في الاصطلاح يُقصد به من يتبعه الناس، وجمعُهُ أئمة، وفي الصلاة من يتقدم المصلين، ويتابعونه في حركات الصلاة منذ ابتداء الصلاة إلى نهايتها.الإمامة في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، د. سعيد القحطاني، ص7-8.
قد يهمك هذا المقال:   كيفية الصلاة على النبي

فضلُ الإمامة في الصلاة والعلم

للإمامة في والعلم فضائلٌ عديدة منها:الإمامة في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، د. سعيد القحطاني، ص8-13

  1. الإمامة نوعٌ من الولاية: فإن للإمامةِ في الصلاة ولاية شرعية على المصلين، فالإمام يؤم المسلمين ويقتدون به وبالغالب يكون الإمام أحفظهم وأكثرهم فهمًا لكتابِ الله وأجودهم تلاوةً، فقد قالَ الرسولُ صلى الله عليهِ وسلم: (يؤمُّ القوم أقرؤُهم لكتابِ اللهِ)الراوي أبو مسعود الأنصاري، المحدث ابن حبان، المصدر صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم 2127، خلاصة حكم المحدث أخرجه في صحيحه.
  2. يقتدي الناس بالإمامِ بأفعاله وأقواله، فالإمام صورةٌ للمسلم الحق، و أئمةَ التقوى وهم هُداةٌ مهديين ودعاةٌ إلى الخير، ما داموا قائمين على أوامرِ الله عز وجل ملتزمين بما يأمر منتهين عما ينهى، بالإضافة للدعوةِ إلى الله والتعلم والتعليم، آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، فقد قالَ الله سبحانه وتعالى في ذلك: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)سورة السجدة، الآية 24.
  3. دُعاء النيي صلى الله عليه وسلم للأئمة بالإرشاد والهداية، حيثُ قالَ الرسولُ صلى الله عليهِ وسلم: (الإمامُ ضامِنٌ، والمُؤذِّنُ مُؤتَمَنٌ؛ فأرشَدَ اللهُ الإمامَ، وعَفا عن المُؤذِّنِ)الراوي أم المؤمنين عائشة، المحدث، شعيب الأرناؤوط، المصدر تخريج المسند الصفحة أو الرقم 24363، خلاصة حكم المحدث صحيح لغيره.
  4. الإمامة مهنة الأنبياء والصالحين: فالإمامة فضلًها مشهور، وقد تولى الرسولُ صلى الله عليهِ وسلم الإمامة بنفسه، وكذلكَ من بعده، والصالحين من عباد الله وكذلك الأنبياء المكرمون، والإمام الأعظم هو الرسولُ عليهِ الصلاةً والسلام.
  5. الإمامة وظيفة سامية: بل هي أسمى المهن على وجه الإطلاق، فينبغي عدم الاستهانة بشأنِ الإمامة أو الأئمة فهذا خطرٌ كبير، فإن أصابَ الإمام بِعملهِ أي الأركان والشروط، فالثواب للإمام وللمأمومين، وإذا أخظأَ فَعَليه العقاب وليسَ على المأمومين أي شيء، فقد قالَ الرسولُ عليهِ الصلاةَ والسلام: (مَن أمَّ النَّاسَ فأَصابَ الوقتَ وأتَمَّ الوَقتَ وأتمَّ الصَّلاةَ فلَه ولَهُم ومنِ انتَقصَ من ذلِك شيئًا فعليهِ ولا علَيهِم).الراوي عقبة بن عامر الجهني، المحدث المنذري، المصدر الترغيب والترهيب الصفحة أو الرقم 1/227، خلاصة حكم المحدث [هو] من رواية عبدالرحمن بن حرمله
قد يهمك هذا المقال:   صلاة الكسوف

أنواع الإمامة في الصلاة

للإمامة أنواع وهي:الإمامة في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، د. سعيد القحطاني، ص8-41

  1. إمامة الصبي: وهي جائزةٌ إن كان الصبي مُميِّزاً، إلا أن هناك اختلافاً ففي مذهب الشافعية، تصح إمامة الصبي البالغ في النفلِ والفرض، أما بالنسبة لمذهب المالكية والحنابلة والحنفية فلا تصح إمامة الصبي بالفرض وتصح بالنافلة.
  2. لا كراهة في إمامة الأعمى، فقد رويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استخلفَ ابن أم مكتوم على المدينة مرتين، وفي روايات أخرى أنها كانت أكثر من ذلك.
  3. إمامة الموالي والعبيد صحيحة، فقبل مقدم رسول الله صلى الله عليهِ وسلم إلى المدينة، أمَّ سالم مولى أبي حذيفة الناس، وكان أكثرهم قرآناً في موضعٍ بقباء يسمى العقبة، وذلك عندما قدِم المهاجرون وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قِباء.
  4. إمامة المرأة للنساء صحيحة، حيث أن أفضل من صلاة الفرد، فهناك استحباب للجماعة للنساءِ أيضاً، فقد كانت أم المؤمنين والسيدة أم سلمة أم المؤمنين، تؤمان أهل بيتهما لكن تقف المرأة وسط النساء، ولا تتقدمهن.
  5. إمامةُ الرجل للنساء صحيحة: فلو أمَّ رجلٌ بمجموعةٍ من النساء جازت صلاته وصلاتهن، وينبغي عليه غض البصر واتخاذ الوسائل التي تضمن أن لا يكشف عوراتهن أثناء الصلاة فيتقدمهنّ من حيث الوقوف، أما بالنسبة للمأمومات من النساء فيتأخرن عنه والأفضل أن يفصل بينهم حاجزٌ من المأمومين الرجال أو من محارمهن إن وجد.
  6. إمامةُ المتيمم للمتوضِئ صحيحة، وإمامةُ المسافر للمقيم صحيحة لكن لا بد للمقيم أن يُتم الصلاة، وإمامةٌ المقيم للمسافر صحيحة فإن فاته شيءٌ منها أو ربما قبل التشهد الأخير فعليهِ أن يًتمها كاملة،
  7. إمامةُ من يقضي الصلاة بمن يؤديها صحيحة، والعكس صحيح.
  8. إمامةُ المتنفل للمفترض صحيحة، والعكس صحيح.
  9. إمامةُ من يصلي فرضاً بمن يُصلي أي فرضٍ آخر صحيحة.
  10. إمامةُ الفاسق الذي تصح صلاتُه لنفسهِ صحيحة، شرط ألا تكون معصيتُه تخرجُه من ملة الإسلام، فقد قالَ الرسولُ صلى الله عليهِ وسلم: (يصَلُّونَ لكُم، فإنْ أصَابُوا فلَكُم، وإن أخْطَؤوا فلَكُم وعليهِم)الراوي أبو هريرة، المحدث البخاري المصدر صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 694، خلاصة حكم المحدث صحيح، وأيضاُ كانت جموعٌ من الصحابة يؤدون الجُمُعة والجماعات والأعياد خلف الأئمة الفجار، ولا يُعيدون الصلاة، وهناك أحكامٌ كثيرة للإمامةِ لا يتسع المجال لِذِكرها.
قد يهمك هذا المقال:   علاج الوسواس في الصلاة

شروط الإمام في الصلاة

أولى الناس بالإمامة العالِم الفقيه بِصلاتهِ بشروطِها وأركانها الأقرأ لكتاب الله، فإن استووا فأفقههم، وإن استووا فأقدمهم هِجرةً، وإن استووا فأقدمهم إسلاماً، فقد قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم(يؤُمُّ القومَ أقرَؤُهم لكتابِ اللهِ، وأقدَمُهم قراءةً، فإن كانوا في القراءةِ سواءً فَلْيؤُمَّهم أقدَمُهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرةِ سواءً فَلْيؤُمَّهم أكبَرُهم سِنًّا، ولا يُؤَمُّ الرَّجُلُ في بيتِهِ ولا في سُلطانِهِ ولا يُجلَسُ على تكرمتِهِ إلَّا بإذنِهِ).الراوي عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود، المحدث أبو داود، المصدر سنن أبي داود الصفحة أو الرقم 582 خلاصة حكم المحدث سكت عنه قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *