صفات المؤمنين والمنافقين

معنى الإيمان

يُطلق الإيمان في الدين الإسلامي على التصديق بالقلب والعمل الصادق بالجوارح، إذ يجب أن يجتمع في الإيمان ثلاثة هامة هي: النية أولًا ثم القول ثم الفعل، فالقول يعني حديث القلب الذي ينطقه اللسان، أما الفعل فهو تطبيق القول بظهور الفعل على الجوارح، وقول القلب أي الإعتقاد بالعمل، وقول اللسان هوالنطق بالشهادتين، وعمل القلب في النية والإخلاص، لأن القلب هو أساس الإيمان وأصله، ويتجلى باللسان الذي ينطق به، وكل طاعةٍ يقدمها المسلم تقربًا لوجه الله فهي من صور الإيمان كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من العبادات التي أوجبها الله تعالى على جميع خلقه المؤمنين.

صفات المؤمنين والمنافقين

صفات المؤمنين

ذكر الله تعالى عددًا من صفات المؤمن الصالح في عدة مواضعٍ من ، وجعلها من علامات الإيمان على المسلم الذي يجتهد في طاعة الله والتقرّب إليه، ومن هذه الصفات ما يلي:

  • الإلتزام بأداء العبادات المفروضة على المسلم مع اكتمال شروطها وأركانها، كأداء والخشوع فيها بأن يكون قلبه وعقله حاضرين أثناء أدائها والشعور بالتسليم والطمأنينة فيها، لقوله تعالى: “الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ” إذ أن الصلاة هي عمود الدين وهي الصلة التي تربط المسلم بربه والمسلم المرتبط بالله تعالى يعظمه بأداء الصلاة مع الخشوع فيها واستحضار عظمة الله أثناء وقوفه للصلاة، فالمسلم المؤمن يؤدي الصلاة ويخشع فيها مع الحرص على أدائها بأركانها وشروطها ووقتها ومستحباتها، لذا لا بد للمسلم أثناء الصلاة أن يجعل كل تفكيره بالله ويطرد كلّ ما يشغل باله من أمور الحياة الدنيا المادية والمعنوية، حتى أن الإسلام نهى عن اداء الصلاة بحضور وجبات الطعام وذلك لأن الطعام والجوع يشغلان المرء عن .
  • الابتعاد عن الأفعال والأقوال الباطلة والمسيئة، بتجنب الألفاظ الخادشة والنميمة والغيبة والكذب وقول الفاحشة قال تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ”، والبعد عن عمل المعاصي والذنوب كبيرها كالربا والظلم واذى الناس والعقوق والسرقة والفتنة والسحر وغيرها من الأعمال التي تسلط على المسلم غضب الله تعالى في الدنيا والآخرة.
  • الحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاولة نصح الآخرين المذنبين للرجوع إلى الله وترك المعاصي باللسان وإن لم يستطع فباللسان، وذلك أضعف الإيمان.
  • حفظ الفروج من المحرّمات، وذلك لقوله تعالى: “وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجهمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ فَمَنْ اِبْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ”، وذلك بالابتعاد عن الكبائر والفواحش التي تخص الرغبة الفطرية والتي يزينها الشيطان للإنسان ليعصي الله كالزنا والعادة السرية واللواط والسحاق وما شابه من الأعمال بإشباع الرغبة بما أحل الله تعالى من الزواج.
  • الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره والإيمان بتفرّد الله تعالى بعلم الغيب والمستقبل.
  • الجهاد في سبيل الله تعالى بكل الأنواع المتاحة للمسلم المؤمن تبعًا للزمان والمكان ومنها الجهاد بقول الحق والكلمة البيّنة.
  • مشاركة المسلمين بأحزانهم وأفراحهم والاطمئنان عن أحوالهم وعدم التردد في تقديم النصح والشمورة لهم ومعاونتهم على قضاء حوائجهم والوقوف إلى جانب فقرائهم وضعفائهم.
  • الوفاء بالعهود وإرجاء الأمانات لأصحابها، لقوله تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ”، والأمانة هي الحقوق الواجبة على السلم تجاه أخيه إذ لا بد من إرجاعها لأصحابها وحفظ حقوقهم وعدم نكرانها، كذلك الوفاء بالعهود وأعظمها عهد الله مع خالقه، ومخالفة العهود أهم صفات المنافقين.
  • أداء والنفس، لقوله تعالى: ” وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ”، فالزكاة تطهّر النفس وتنقّيها من الآثام والمعاصي والذنوب، وتسمو بها إلى مكارم الأخلاق، ويكون ذلك بإخراج ما أوجبه الله تعالى على مال المسلم بمقدارٍ معين.
قد يهمك هذا المقال:   كم عدد ركعات صلاة الضحى

صفات المنافقين

النفاق: هو إظهار الإنسان عكس ما يبطن بداخله؛ كأن يظهر الحب وبداخله الكراهية والبغضاء، أو أن يظهر الإيمان وبداخله الكفر، وهو ما يُدعى بالنفاق الإعتقادي وهو أشد أصناف النفاق الديني خطورة وعقوبة عند الله تعالى وصاحبه مصيره في النار، وفيما يلي أبرز صفات المنافقين:

  • خبثاء: في قلوبهم مرض الخبث، يمتازون بالجبن والضعف يخافون إظهار مواقفهم الحقيقية للآخرين، فهم لا يملكون الشجاعة المطلقة لاتباع موقفٍ أو جهةٍ محددة وإنما يتذبذبون في اتخاذ مواقفهم تبعًا لمصلحتهم ويبدّلون وجوههم تبعًا للموقف وللشخص الذي يواجههم، فهم مصدر خطر على المجتمع ولا يوثق بهم إطلاقًا.
  • مفسدون: هدفهم الفساد في الأرض، فهو يسعود لبث الخلاف والفساد والفتنة بين الناس وهم يتخفّون بقناع المحبة والإصلاح والخير.
  • ماكرون: يمكرون للمؤمنين مكر السوء فهم غير أنقياء يتصفون بالخداع واللؤم للوصول إلى نواياهم الخبيثة ويستترون خلف ظاهر الإيمان الكاذب.
  • سفهاء: فهم يستخفون بالإيمان المستقر في قلوب المؤمنين المخلصين ويتعالون عليهم، ولكنهم هم السفاء عند الله الذي يعلم حقيقة خفاياهم.
  • شامتون: إذ أنهم يفرحون بأي سوءٍ أو ضائقةٍ أو مصيبة تمر على المسلمين المؤمنين ويشمتون بها.
  • موالون للكفّار: إذ يعلنون موالاتهم للكفار ويطلبون منهم العزة والرفعة كي يحاربوا بها المؤمنين، لكن الله لا يمنح الرفعة إلا لأتباعه من المؤمنين الصالحين.
  • خائنون: حيث يتصف المنافقين بخيانتهم للمؤمنين والتلوّن والتزييف والتملّق والتجسس لصالح الأعداء الكفّار ومحاولة بث الفرقة والإختلاف والفتنة بين المسلمين للإيقاع بينهم ومحاولة تشتيت صفوفهم، كما أنهم خائنون للأمانة ومخلفون بالعهود وكاذبون في الأحاديث.
  • نمّامون: إذ يستمتعون بالنميمة والغيبة والإفساد بين صفوف المسلمين وبث الأفكار المسمومة بينهم للنيل من علمائهم وتكبير أخطائهم والتقليل من شأن إنجازاتهم، كما أنه يسعون إلى نشر الفساد والمنكر والنهي عن المعروف بكلٍ ما لديهم من قوة وخبث.
  • بخلاء: يكرهون الإنفاق في سبيل الله من أموالهم وإن أعطوا من مالهم منّوا بها على المحتاج والفقير أو أساؤوا إليه.
قد يهمك هذا المقال:   معلومات عن الدين الإسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *