كسوف الشمس
كسوف الشمس ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون والأرض والقمر على استقامة واحدة، ويكون القمر في المنتصف، حيث يكون جزءٌ من سطح الأرض واقعًا في ظلّ القمر الذي يحجب الشمسَ جزئيًا أو كلّيًا.
ويحدث كسوف الشمس عندما يكون محاقًا أي وقتَ ولادة القمر الجديد في بداية الشهر القمري، ويشترط لحدوث الكسوف أن يكون القمر الجديد في إحدى عقدتيه أو قريبا منهما لكي يصل ظله إلى الأرض، والعقدتان هما مَوْضِعَا تقاطع مدار القمر مع المستوى الكسوفي ، وهما: العقدة الصاعدة والعقدة النازلة.
ويحذّر المختصون من النظر إلى موضع الكسوف بالعين المجرّدة لأنّ ذلك من شأنه أن يُسبّب أذى للعينين قد يصل إلى العمى، لذا يجب على من يريد مشاهدةَ لحظات الكسوف استعمالُ الأدوات الخاصة بحماية العينين، كالنظارات المتخصّصة مثلاً.
الحِكمة من كسوف الشمس
كانت الأمم السابقة تؤمن بأنّ كسوف الشمس وخسوف القمر ظاهرتان مرتبطتان بالأحداث الواقعة على الأرض كموت أحد الأمراء أو الأشراف، أو ولادة رجل مُهِمّ في التاريخ، إلّا أنّ الدين الإسلامي والعلم الحديث قد أنكرا هذه الاعتقادات، وقالا بأنّ هاتين الظاهرتين لا تختلفان عن حدوث الليل والنهار وتعاقب الشّهور والسنين، فكلّها تخضع إلى تقديرٍ حسابي مضبوط وقواعد فلكية ثابتة.
وقد جعل الله كسوف الشمس وخسوف القمر آيتين دامِغَتَين تدلّان على قوّته وقدرته عز وجل، فهو الذي يُذهب نور الشمس إن شاء، وهو الذي يأخذ عنّا ضوء القمر بأمرِه، وقد جعل الله سبحانه وتعالى هاتين الآيتين دعوةً للناس إلى التأمل في خلقه، والتمعن في صنائعه، ورؤية قدرته المتجلّية في ما ابتدع، وذلك لكي يعود المذنبون إلى ربّ هذا الكون تائبين مُنِيبين، ولكي يطمئنّ المؤمنون أنّ دينهم هو الحق، وأنّ لهذا الكونِ إلهًا يسيّره تماما كما يسيّر أعمارهم وأقدارهم ومصائرهم، فتسكُن أنفُسهم رضًا وسعادةً.
صلاة الكسوف
حكم صلاة الكسوف
سنّة مؤكّدة، يخرج إليها الرجال والنساء على السّواء، وقد أَمَرَ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “إنّ الشمسَ والقَمَرَ آيتان من آيات الله، لا يخسِفان لمَوْت أَحَدٍ ولا لِحيَاته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وتصدّقوا وصلّوا”.
وقت صلاة الكسوف
تُصلّى صلاة الكسوف ، ووقتُهَا مِن ظهور الكسوف في أحد النَّيِّرين: الشمس أو القمر إلى التّجلّي، وإذا حدث الكسوف في آخر النهار حين تُكرَه النّافِلة كراهةً شديدة، استُبدِل بالصلاةِ ذِكرُ الله و التضرع والدعاء.
صفة صلاة الكسوف
يجتمع الناس في المسجد بلا أذان ولا إقامة، وقد يُنَادى لها بِلَفظ “الصلاةُ جَامِعَة”، فقد روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال: “لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي بالصلاة جامعة”.
يصلّي الإمام بالناس ركعتين في كلٍّ منهما ركوعان وقيامان، مع تطويل القراءة والركوع والسجود، وإذا انتهى الكسوف أثناء الصلاة فلهم أن يتمّوها على هيئة النافلة العادية؛ وليس في صلاة الكسوف خطبةٌ مسنونةٌ، وإنّما للإمام أن يذكّر الناس ويعظهم إن شاء، فقد قالت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام فكبّر وصفّ الناس وراءه، فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة، ثم كبّر فركع ركوعًا طويلا، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد، ثمّ قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثمّ كبّر فركع ركوعًا هو أدنى من الركوع الأوّل، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد، ثمّ سجد، ثمّ فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام، فخطب الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: إنّ الشمسَ والقَمَرَ آيتان من آيات الله –عز وجل-، لا يخسِفان لمَوْت أَحَدٍ ولا لِحيَاته، فإذا رأيتموهما، فافزعوا للصلاة”.
المراجع
- كتاب منهاج المسلم لفضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري.