صناعة الصابون

الصابون

كلمة صابون هي كلمة أُخِذت من كلمةٍ فارسية “سابون”، وهو يُعدُّ من أهم الصناعات التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها، فلا يوجد منزل يخلو من الصابون.
الصابون منتج مُصنَّع من موادَّ أو طبيعية أو خليطٍ منهما، يُستخدَم مع الماء لإزالة الشوائب والجراثيم من على سطح البشرة؛ إذ تُستخدَم المواد الدهنية والأملاح في صناعته، وهذه المادة تقبل التحلُّل مع الماء.
يتم الحصول على مادة الصابون من جذور نبات (العصلج) التي تعطي بعد طحنها ونقعها في الماء ما يشبه رغوة الصابون، وتُستخدَم هذه المادة في غسيل الملابس والأواني وتنظيفها.
في القِدِم، كان الناس يخلطون رماد الخشب لاحتوائه على الكربون مع الزيت أو الدهون، ويستخدمونه كصابونٍ لعلاج بعض الأمراض الجلدية، وبعد ذلك تطورت صناعة الصابون، فأصبحوا ينقعون الرماد يومًا كامل في الماء، ويضيفون له مادة الكلس الحي، ثم يأخذونه ويخلطونه بالزيت أو الشحم، ويُوضَع بعدها على النار ويُحرَّك حتى الحصول على مادةٍ جيلاتينية، وكانت هذه المادة تُستخدَم لعلاج التهابات الجلد، ولغسيل الصوف والتنظيف.

أنواع الصابون

تتعدد أنواع الصابون وأشكاله؛ فلكلِّ نوعٍ منها خواصُّ واستخدامات مختلفة تبعًا للمادة المكونة أو الداخلة في التصنيع، وأكثر الأنواع انتشارًا وفقًا للاستخدام ما يلي:

  1. صابون القوالب: وهو المُتعارَف عليه لغسيل الأيدي وتعقيمها، ويكون عبارةً عن قطعةٍ واحدة، وله عدة أشكال وروائح، يُصنَع من الزيوت والدهون التي تحتوي على نسبةٍ عالية من الأحماض المشبعة، ويتصبَّن مع هيدروكسيد الصوديوم.
  2. الصابون السائل: يكون قوامه شبه سائل، سريع الرغوة، وهو من أكثر الأنواع استخدامًا؛ إذ يُستخدَم لغسل اليدين والوجه ولا يؤثر عليهم، وهناك أنواع منه تكون مخصصةً لغسيل الأواني، وهي مناسبة للبشرة إلى حدٍّ كبير، وهو محلول نقي لصابون البوتاس، يصنع من زيت بذور الكتان أو زيت بذور القطن وزيت السمك، ويتصبَّن مع هيدروكسيد الصوديوم.
  3. صابون طبي: هذا النوع من الصابون يكون خاصًّا لعلاج أمراضٍ جلدية معينة، ويحتوي على أعشابٍ طبية أو موادَّ علاجية.
  4. صابون الحلاقة: يُصنَع هذا النوع من أجود أنواع المواد الأولية؛ فتقوم صناعته على مزج الصودا والبوتاس الكاويَين حتى يكتسب صابون الحلاقة رغوةً كبيرة، وهذا النوع له أشكال عديدة، إما أن يكون على شكل رغوةٍ أو مرهم، ويحتوي على حمض الاستياري الذي يعطي رغوةً وفيرة.
  5. صابون البودرة: هذا النوع من الصابون يُستخدَم للتنظيف المنزلي، فيكون على شكل بودرة أو رقائق تحتوي على بعض المركبات التي تزيد من خاصية التنظيف، مثل إضافة مبيضاتٍ ومعطرات.
  6. صابون شفاف: وهو صابون شفاف اللون، يحتوي على نسبةٍ عالية من الجلسرين، ويُضاف إليه السكر والكحول، وعادةً ما يحتوي على زيت جوز الهند أو زيت الخروع عالي الجودة.
  7. الصابون الفاخر: وهو يُعدُّ من أفضل أنواع الصابون؛ لأنَّ المادة الأساسية في تكوينه هي زيت الزيتون الطبيعي.
  8. صابون التعقيم: وهو صابون تستخدمه الطواقم الطبية في المستشفيات خصوصًا في غرف العمليات، وهو يحتوي على موادَّ معقمة مثل اليود أو الكلوروهيكسيدين.
قد يهمك هذا المقال:   ما هي بطاقة الماستر كارد

صناعة الصابون

لقد صُنِّع الصابون من آلاف السنين، وما زال يُصنَع حتى هذا اليوم، وتتطور صناعة الصابون من فترةٍ إلى أخرى مع التطورات العصرية، ويمكن صناعة الصابون إما بالمنزل باستخدام الزيوت وبطرق بسيطة، أو بمصانع ومعامل خاصة يُصنَّع فيها الصابون وفقًا لمعادلاتٍ كيمائية باستخدام الصودا وأملاح البوتاس والأحماض الدهنية.
وقد تطورت صناعة الصابون وطرق تصنيعه، وأصبحت النكهات المختلفة أو العطور تُضاف إليه، وكذلك بعض أنواع الأعشاب المفيدة لعلاج مشكلاتٍ معينة وللاستفادة منها في أمورٍ أخرى.

صناعة الصابون في المنزل

الصابون المصنوع في المنازل مناسب لجميع أنواع البشرة وآمن للأطفال وللكبار على حدٍّ سواء، وهو ذو تركيبةٍ طبيعية آمنة، فلا يؤثر على البشرة الحساسة، كما أن له فوائد عديدة كتنظيف البشرة وتعقيمها ومعالجة الكثير من المشكلات الجلدية.
تتعدد طرق صناعة الصابون في المنزل وكذلك أنواع المحسنات المضافة إليه؛ فيمكن إضافة البابونج أو الكركم أو العسل، وغيرها من المواد الطبيعية تبعًا للغاية المرجوَّة.
ومن طرق تصنيع الصابون في المنزل:

صناعة الصابون دون استخدام الحرارة

المكونات: نصف كيلوجرام من مادةٍ قلوية “الصودا الكاوية” – أربعة لتراتٍ من أي نوع زيت كالزيت النباتي وزيت الزيتون – لتر ماء – ثلاث ملاعق صغيرة ملح طعام – محسنات تبعًا للرغبة “زيوت عطرية، صبغات وجليسرين لتنعيم البشرة والليمون الذي يقشر البشرة ويعطيها لمعانًا”.
قبل البدء في التحضير يجب استخدام موادَّ واقية مثل القفازات والنظارات الواقية، ويجب تجنّ@ب استخدام أواني الألمنيوم حتى لا يتفاعل مع الصودا الكاوية، ويمكن استخدام أوانٍ حديدية أو بلاستيكية.

  • يُوضَع لتر ماءٍ في وعاء، وتُضاف إليه الصودا الكاوية، ويجب الحذر من البخار المنبعث منها، وتُحرَّك بملعقةٍ خشبية.
  • يُضاف ملح الطعام، ويجب الاستمرار في التحريك، وهذا سر نجاح صناعة الصابون.
  • يُضاف الزيت بالتدريج مع التحريك المستمر، ويمكن استخدام الخلاط الكهربائي لزيادة سرعة التحريك، إلى أن يصبح قوام الخليط ثقيلًا جدًّا، وحينها يكون الصابون جاهزًا.
  • في هذه المرحلة تُضاف المحسنات مثل الجليسرين والليمون تبعًا لرغبة الشخص، ثم يُقسَّم الصابون إلى كمياتٍ وفقًا لعدد الألوان المرغوب الحصول عليها، وتُضاف إلى كل قسمٍ الصبغة المطلوبة.
  • يُسكَب الصابون في قوالب مدهونة بالزيت حتى تسهل عملية إخراج الصابون منها، ويمكن استخدام قوالب السيليكون.
  • تترك القوالب يومًا كاملًا حتى تجف.
  • تُنزَع قطع الصابون عن القوالب وتُترك حتى تمام الجفاف، وقد تحتاج إلى شهرٍ ونصف، وهذا ما يسمح بتطاير مادة الصودا الكاوية منها، وتُقلَّب من فترةٍ إلى أخرى، وبعدها تصبح جاهزةً للاستعمال.
قد يهمك هذا المقال:   تعريف التضخم

صناعة الصابون باستخدام الحرارة

المكونات:

  • أساس الصابون الجلسرين.
  • زيوت نباتية أو نباتات جافة ومطحونة مثل: البابونج أو حبة البركة، أو القهوة، وغيرها من الأعشاب المفيدة.
  • زيت العطر، ويكون تبعًا للرغبة.
  • نشا.

طريقة التحضير:

  • يُقطَّع أساس الصابون إلى قطعٍ صغيرة، ويُوضع في وعاء، ويُذاب بحمامٍ مائي على الغاز.
  • تُضاف زيوت النباتات (تُذاب بالنشا حتى لا يصبح ملمس الصابون زيتيًّا) أو النباتات الجافة إلى أساس الصابون مع التحريك المستمر.
  • بعد أن تتجانس المكونات، يُرفَع الحمام المائي من على الغاز، ويُضاف زيت العطر مع خلطه بالنشا، ويجب أن يُضاف بالنهاية حتى لا تتطاير زيوت العطر.
  • ثم تُضاف الملونات الطبيعية إلى الصابون.
  • يُوزّّع الصابون في قوالب ويُترَك لمدة يومٍ كامل.
  • يُنزَع الصابون عن القوالب ويُترَك من شهر إلى شهرين حتى يجف ويصبح جاهزًا للاستخدام.
  • يُحفَظ الصابون داخل أكياس نايلون حتى تدوم رائحته وفعاليته مدةً طويلة.

صناعة الصابون في المصانع

هناك طريقتان لصناعة الصابون في المصانع، هما:

صناعة الصابون بطريقة التبريد

هذه الطريقة غير مكلفةٍ بالنسبة إلى المصانع الجديدة وذات الحجم الصغير.
تتم هذه الطريقة بخلط الجليسرين مع الصابون ولا يُفصَل عنه، ولا تحتاج إلى استخدام النار أو الحرارة، وتُعدُّ هذه الطريقة قديمةً نوعًا ما، وقد كانت تُستخدَم في المنازل لسهولة تطبيقها.

صناعة الصابون بطريقة التسخين

تعتمد هذه الطريقة على استخدام النار أو الحرارة لصناعة الصابون، وهذه الطريقة تتبعها شركات صناعة الصابون الكبيرة التي تستخدم أفضل أنواع الجلسرين، ممَّا يساعد في الحصول على أجود أنواع الصابون.
وقد تتعدد طرق صناعة الصابون بالتسخين من شركةٍ إلى أخرى ووفقًا لمتطلبات المجتمع، وإحدى هذه الطرق:

  • تُوضَع الدهون في قدرٍ سعتها بين 5 إلى 150 طنًّا، بحيث يُملأ نصف القدر ثم تُوضَع على درجة حرارةٍ عالية باستخدام البخار، ثم تُضاف الصودا على شكل دفعاتٍ متتالية.
  • بعد حدوث التفاعل بين الدهون والصودا تُضاف كميات من الصودا ذات تركيز أكبرٍ على شكل دفعات أيضًا.
  • يُتأكَّد من عملية التصبُّن عن طريق إجراء عدة اختبارات، وقد تحتاج عملية التصبُّن إلى فترةٍ تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة.
  • يُضاف ملح الطعام لفصل الجلسرين والماء عن الصابون، ثم يُترَك حتى تصل درجة حرارته إلى 60 درجةً مئوية، وتستمر هذه العملية من يومَين إلى خمسة أيام.
  • بعد ذلك تُضاف الصبغات والعطور والمواد المرغوب فيها، وهكذا يصبح الصابون جاهزًا.
  • يُعجَن الصابون لزيادة التجانس، ثم يُوضَع في قوالب يُكتَب عليها نوع الصابون وماركته أو اسمه التجاري.
قد يهمك هذا المقال:   كيف تصنع ثروة

المراجع

  1. Wafa : تحضير الصابون بالطريقة الباردة
  2. dictionary : soap
  3. بتصرف م. يسرى الموسى، وم. مها الحديدي، وم. منال نصير (2009)، المملكة الأردنية الهاشمية: المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي، صفحة 1، 2. : تصنيع الصابون في المنزل
  4. Thought Co : How to Make Soap

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *