صناعة العطور
رائحة العطور يمكن أن تثير المشاعر وتعيد الذكريات الجميلة.
وقد كان للعطور ماضٍ مميز يعود إلى التاريخ القديم؛ فالأقدمون حرصوا على استخلاص العطور من الزهور ومعالجتها بطرقهم البسيطة المتاحة حينها، إلى أن تطورت العملية في عصرنا الحالي لتكون عمليةً آلية بشكلٍ كامل تقريبًا.
تُستخرَج العطور من الزيوت الطبيعية للنباتات، وتُستخرَج في العادة من بتلات الأزهار أو من أوراقها، كما يمكن استخراجها في بعض الأحيان من سيقانها، وأحيانًا تُستخدَم الزهرة كاملة، فيما تُعدُّ الزيوت العطرية المُستخرَجة من بتلات الأزهار أحد أفضل أنواع العطور وأغلاها.
تاريخ صناعة العطور
يعود تاريخ تحضير العطور إلى المصريين القدماء؛ فقد استخدموا الروائح العطرة في المناسبات والاحتفالات الدينية وحتى في التحضيرات للدفن، كما كان العطر يُرَشُّ على ألبسة الطبقة الغنية في المجتمع المصري سواءً كانوا ذكورًا أو إناثًا، وكان عطر الزنبق أكثر الروائح التي كانت تُستخدَم في تلك الفترة.
لقد اكتشف علماء الآثار منذ فترةٍ قريبة أن أقدم مصنعٍ للعطور يعود إلى عام 2000 قبل الميلاد، ويقع هذا المصنع في ، وكان متخصصًا في إنتاج روائح مثل الغار والكسبرة والخزامى وإكليل الجبل، ثم انتشرت صناعة العطر في جميع أنحاء العالم لكن ببطءٍ وعلى فترةٍ زمنية طويلة نسبيًّا.
في بدايات ، استُثنِيت بعض الروائح لاستخدامها فقط في الاحتفالات الدينية، أما صناعة العطر التجارية فبدأت في مدينة باريس الفرنسية، ومن تلك المدينة بدأت تزدهر أحد أضخم الصناعات العالمية.
مراحل صناعة العطور
مرحلة جمع المواد الأولية
قبل أن تبدأ عملية التصنيع، هناك عدد من المواد الخام التي تُجمَع، بالإضافة إلى جمع الزهور التي تُصنَع منها العطور؛ فشركات إنتاج الماركات العالمية الراقية من العطور، كشانيل (Channel) على سبيل المثال، تمتلك حقول أزهارٍ خاصة بها للتأكد دائمًا من أنها تمتلك ما يكفي من الزهور لإنتاج العطور الخاصة بها.
في بعض الأحيان، تُستخدَم منتجات حيوانية وتُضاف إلى العطور، مثل العنبر المُستخرَج من الحيتان والمسك المُستخرَج من ذكور الغزلان، وتُستخدَم تلك المنتجات الحيوانية كنوعٍ من المواد التي تساعد في إبطاء تبخُّر العطر وإطالة فترة بقاء رائحته.
ونظرًا إلى عدم توافر جميع روائح العطور دائمًا في الطبيعة، يُعتمَد أحيانًا على بعض المواد الكيميائية الصناعية من أجل تقليدها، وهذا يمكن أن يسهم في إنقاذ حياة الحيوانات التي تُقتَل لاستخراج الدهون العطرية منها، كما تفيد تلك المواد في تقليل الحصاد الجائر لأزهار النباتات، لكن بالتأكيد تبقى الزيوت العطرية الطبيعية ذات رائحةٍ أكثر جمالًا وأصالة.
استخراج الزيوت العطرية
تُستخرَج الزيوت العطرية من الأزهار والمواد النباتية، إذ يُفصَل الزيت عن بقية أجزاء النبات، وهناك طرق مختلفة من أجل استخراجها، ويُعدُّ تعريض أزهار النباتات إلى الضغط من أجل تحرير الزيوت أسهل الطرق لذلك.
هناك طريقة أخرى تُسمَّى عملية التثقيب والتعرية تُستخرَج من خلالها الزيوت النباتية، وفي هذه الطريقة تُستخدَم الشحوم والدهون المحسنة لاستخراج الزيت العطري، أما طريقة التقطير بالبخار فتخضع النباتات وأزهارها إلى البخار لتحرير الزيوت العطرية.
تعتمد بعض شركات تصنيع العطور العالمية على استخراج العطور عن طريق استخدام المذيبات، فعبر هذه الطريقة تخضع النباتات إلى موادَّ مذيبة، مثل البنزين والكحول الإيثيلي، ثم تُحرَق إلى أن يتبقى الزيت العطري فقط.
مزج الزيوت
من أجل إظهار رائحةٍ عطرية محددة، يحب على خبراء التصنيع إجراء اختبارٍ شامل عن طريق خلط الزيوت العطرية مع بعضها للوصول إلى الرائحة المطلوبة، ويمكن أن يستغرق هذا الأمر الكثير من السنوات واستخدام المئات من المكونات قبل الوصول إلى الصياغة المرغوبة.
بعد مزج الزيوت والحصول على الرائحة المرغوبة، يُضاف الكحول إلى الخليط من أجل تخفيف المكونات، وتحدد كمية الكحول، التي تُضاف إلى الخليط، ما إذا كان المنتج كولونيا أو عطرًا شخصياً أو معطر تواليت، فعطر الكولونيا يحتوي على 10% من الزيوت العطرية الخام فقط والباقي كحول، أما عطر التواليت يحتوي على 15% من الزيت العطري وكميةٍ أخف من الكحول مقارنةً بالكولونيا، أما العطر الشخصي فيحتوي على أقل كمية من الكحول؛ فهو لديه رائحة قوية مع ما يصل إلى 40% من الزيوت العطرية الخام.
مرحلة التعتيق
لا يمكن استخدام العطور مباشرة بعد استخراج الزيوت ومزجها بالكحول، فبعد المزج يجب وضع العطر في مكانٍ مظلم وبارد ليبقى لمدة سنةٍ واحدة على أقل تقدير دون تغيير مكانه، تساعد هذه العملية على ربط جزيئات الكحول مع جزيئات الزيت العطري، وبعد مرحلة التعتيق يختبر الرائحة خبير مختص للتأكد من أنها مطابقة تمامًا للمواصفات المطلوبة.
بعد إتمام مرحلة التعتيق تكون الرائحة أقوى ممَّا كانت عليه قبل هذه المرحلة، ثم يُوزَّع العطر على المتاجر بعد انتهاء مراحل التصنيع والاختبارات كافة والتأكد من الرائحة.
أفضل العطور العالمية
بلو دو شانيل
وهو عطر صُنِع من مزيجٍ من والزنجبيل وخشب الصندل والنعناع والجريب فروت والياسمين والحمضيات والأرز والفلفل الوردي والباتشولي.
كالفين كلين
عطر مبتكر من مصمم العطور كالروس بنيامين، يحتوي العطر على مزيجٍ من اللافندر والماندرين، والبرغموت و والكسبرة والزنبق والريحان والياسمين والميرمية والمسك وخشب الصندل والعنبر والنجيل الهندي وخشب الورد البرازيلي.
هوغو بوس
يُعدُّ من أفضل العطور العالمية، وهو عطر جذاب من أفضل إصدارات شركة بوس، وهو يحتوي على مزيجٍ من الزيوت العطرية المُستخرَجة من اللافندر والتفاح الأخضر و والجريب فروت والريحان والمسك والياسمين والميرمية والباتشولي والتنوب والأرز.
عطر وردة العرب
هو أحد أنواع العطور التي أنتجتها شركة أرماني وخصصته لأسواق الشرق الأوسط، رائحته مستوحاة من الرمال الذهبية، يحتوي على اللمسة العربية الأصيلة مثل الورد الدمشقي والعنبر والزعفران والباتشولي.