قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة: 186، أرشدنا الله تعالى من خلال هذه الآية إلى أنه قريب من عباده فلا يحتاجون إلى وساطة بينهم وبين خالقهم حتى يستجيب لهم، فهو يستجيب الدعاء ويقضي الحاجات من خلال اتصال العبد به وسؤاله.
وقد شرعت الحاجة لرفع الحرج والمشقة عن العبد من السؤال والحاجة، وذلك بأن يلجأ إلى الله عز وجل خالق كل شيء بالتوسل والدعاء للاستعانة على قضاء حاجته بدلًا من التذلل في طلب حاجته من العباد، وقد شرعها الله إكرامًا لعباده وحفظًا لهم من المذلة والافتقار إلى العوز وطلب الحاجة من عباد مثلهم وتوسعة لهم بعد الضيق.
حكم صلاة الحاجة
صلاة الحاجة هي صلاة مستحبة شرعت للتوسعة على العباد ورفع الحرج عنهم، وقد وردت في السنة النبوية أربعة أحاديث عن صلاة الحاجة واستجابة الدعاء بعدها، إلا إنها أحاديث ضعيفة، ولكن العلماء يرون أنها من فضائل الأعمال، وفضائل الأعمال يعمل فيها بالأحاديث الضعيفة إذا اندرج تحت أصل ثابت. البقرة: 45.
طريقة صلاة الحاجة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الرحمين، ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر» ابن ماجه.
وهي كالآتي:
- يتوضأ المسلم فيحسن .
- يصلي ركعتين من غير الفريضة بنية قضاء الحاجة يقرأ فيهما الفاتحة وما تيسر من .
- يُثني على الله عز وجل بصفاته الكريمة كما أثنى على نفسه تبارك وتعالى.
- يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- يقول الدعاء كما ورد بالحديث وبعد أن ينتهي منه يسمي حاجته التي يرغب في قضائها.
اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة الحاجة، فمنهم من قال ركعتين استنادًا على الحديث السابق وهم الحنابلة والمالكية والمشهور عند الشافعية، ومنهم من قال أربع ركعات وهم بعض الحنفية وقالوا إنها أربع ركعات بعد العشاء يصليها المسلم بنية قضاء الحاجة.
ومنهم من قال اثنتي عشرة ركعة لما ورد عن وهيب بن الورد أنه قال: إن من الدعاء الذي لا يرد أن يصلي العبد اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بأم الكتاب وآية الكرسي و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فإن فرغ خر ساجدًا، ثم قال سبحان الذي لبس العز وقال به، سبحان الذي تعطف بالمجد وتكرم به، سبحان الذي أحصى كل شيء بعلمه، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي المن والفضل، سبحان ذي العز والكرم، سبحان ذي الطول، أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك الأعظم وجدك الأعلى، وكلماتك التامات العامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر أن تصلي على محمد وعلى آل محمد: ثم يسأل حاجته التي لا معصية فيها فيجاب إن شاء الله.