نابليون بونابرت
أحد مشاهير القيادات العسكرية من حول العالم هو القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت وهو من أصولٍ . أصبح نجماً في الساحة الفرنسية بعد دفاعه المرير عن الدولة الفرنسية خلال فترة الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر. واستطاع الوصول إلى سدة الحكم في فرنسا بعد حصوله على لقب قنصل عام ثم إمبراطوراً في بداية القرن التاسع عشر . لم تتوقف سيطرة نابليون بونابرت على فرنسا فقط وإنما أصبح أحد أقوى الزعماء في القارة الأوروبية، وحصل على هذه المكانة من خلال نجاحه بالحروب النابليونية التي أعادت مساحات شاسعة من القارة الأوروبية وإعادة القوة لأوروبا على حساب الدولة العثمانية. أصبح بطلاً قومياً للفرنسيين خاصةً بعد فتحه لإيطاليا في بداية حروبه خارج فرنسا، ليتمكن من إنشاء دول شقيقة لفرنسا وبعلاقات آمنة بين الدول المجاورة لفرنسا. كانت نجاحاته الحربية سبباً في سعيه للتوسع إلى روسيا، ولكن هذه المحاولة فشلت وكانت سبباً في إنهيار الجيش الفرنسي، وبداية اندثار نجم بونابرت في العالم. أخيراً لم يصمد بونابرت أما القوة البريطانية التي هزمته وقامت بنفيه إلى جزيرة ألبا، ولكنه فرّ من الجزيرة وعاد لفرنسا في محاولة منه في إعادة القوة لفرنسا، ولكنه هزم للمرة الثانية ونفوه البريطانيون إلى جزيرة القديسة هيلينا.
الصفات الشخصية لنابليون بونابرت
نابليون بونابرت هو شخص قادم من أسرة برجوازية غنية لها قيمتها في فرنسا، وولد نابليون في جزيرة كورسيكا الفرنسية في 15 من أغسطس لعام 1769. حقق الغناء والشهرة لعائلة بونابرت امتيازاً كبيراً في حصول ابنهم على تعليم دراسي ممتاز، وامتاز بونابرت بالرياضيات وحقق مدحاً كبيراً بين معلميه في مجالات أخرى كالجغرافيا والتاريخ. وقال عنه أحد معلميه: “تفوقه الكبير بالرياضيات والجغرافيا يمكن أن يجعلاه بحراً عظيماً”.
الحياة العملية لنابليون بونابرت
بونابرت فضل الالتحاق بالمدرسة العسكرية في ، وأصبح برتبة ملازم بعد تخرجه في القوة المدفعية الفرنسية. اتهمه البعض بأنه متسلط ومستبد وذلك بسبب العقدة التي لازمته بسبب قصر قامته، حيثُ أن طول نابليون بونابرت لا يتجاوز 168 سم، لذلك كان يعتقد بعض المؤرخون والناس بأن نابليون بونابرت كان يعاني من نقص في الشخصية بسبب قصر طوله. وكل هذا الزخم عن طول نابليون بونابرت بسبب أنه كان أقل من المعدل الطبيعي للطول لدى الفرنسيين آنذاك. ومما زاد من هذه العقدة حسب المؤرخون تنمر أصدقاء نابليون عليه في المدرسة، وكذلك اللقب الذي كان يطلقونه عليه في المعسكر أثناء خدمته العسكرية “The Little Corporal” التي تعني بالعربية “العريف الصغير”.
طول نابليون بونابرت
أصبح موضوع طول نابليون بونابرت مشهوراً عالمياً وطبياً، حيثُ هناك مرض يعرف بمتلازمة نابليون أو عقدة نابليون، والتي يُشخصها الأطباء بأنها حالة من العقدة الدائمة الناتجة عن قصر قامة الجسد، والتي يُصاحبها حباً للسيطرة والهيمنة والوصول للسلطة، لتعويض النقص من طول القامة الذي صاحبهم طوال حياتهم. في المقابل يرى البعض أن طول نابليون بونابرت لم يكن قصيراً حقاً ولم يعاني من هذه العقدة، وأن طوله كان مقبولاً جداً خاصةً وأنه لم يكن بعيداً عن متوسط الطول الطبيعي لأقرانه في ذلك العصر. ?britannica: Was Napoleon Short
نابليون بونابرت قائدًا عسكريًا ناجحًا
مر نابليون بونابرت بالعديد من المحطات التاريخية التي جعلته ينتقل من نجاحٍ إلى آخر، كما أن المؤرخون وضعوا نقاط حظٍ ساعدت نابليون على السير بطريق النجاح الذي لم يكتمل. ومن العوامل التي ساعدت على نجاح نابليون بونابرت مايلي: 11 Factors That Made Napoleon’s Armies Great
- ولاء الجنود الفرنسيين للقائد نابليون بونابرت، وذلك يعود لاهتمامه بشؤون حياة الجنود وعدم الاستعلاء عليهم.
- الدعاية الفرنسية لنابليون كانت بمحلها، فرغم عدم وجود اعلام متقدم كما يعيشه العالم الآن، إلا أن الصحافة الفرنسية لم تترك يوماً بدون ذكر قائدها وانجازاته.
- يُعتبر نابليون بونابرت أول من استخدم سياسة التجنيد خلال العصر الحديث، حيثُ دفع بالشباب الفرنسيين للتدريب ثم الالتحاق بالجيش الفرنسي بشكل اجباري، مما جعل الجيش الفرنسي دائم التجدد وبأعداد متزايدة سنوياً.
- التكتيك العسكري العبقري الذي كان يستطيع اتخاذه بفترة زمنية سريعة، وكان ذلك هو السبب في الحسم السريع لمعاركه بطرق ذكية وسريعة. حتى في آخر أيام حكمه عندما أصبحت خططه العسكرية أقل مرونة وتراجعت شعبيته، شهد له العديد من القادة العسكريين بأنه أحد أفضل قادة أوروبا.
- حُسن اختياره للقادة مكنه من تخفيف العبء عن نفسه في قيادة جيوشه، فمن خلال نظرته الثاقبة كان يختار الأكثر مهارة وشجاعة ليكونوا بقربه دائماً.
- قرار إعادة هيكلة الجيش الفرنسي ووزارة الحرب في عام 1802، والذي أعاد تنظيم قيادة الجيش وتوفير أموال أكبر للحملات العسكرية، وجعل كل موظف في مكانه المناسب لخدمة الجيش. وهذه الخطوة جعلت الجيش الفرنسي له قدرة أكبر على المناورة والعمل بكفاءة.
- قدرته على المفاوضة وكسب الأعداء ليكونوا حلفاء، وهذا ما سمح لنابليون بجلب العديد من الخبراء الأجانب للجيش الفرنسي. هذا ما دفع نابليون لزيادة أعداد الجيش وزيادة تنوعه.
- تطوير صناعة السلاح، ودعم مجال التعدين والتدريب. وهذا ما سمح للفرنسيين صناعة 125 ألف قطعة سلاح سنوياً بطريقة يدوية، تطور الحال في عام 1815 بمجال صناعة السلاح، وتم صناعة 4 ملايين قطعة سلاح خلال سنة.
نفي نابليون ووفاته
بعد هزيمة نابليون واستسلامه للبريطانيون تم نفيه إلى جزيرة القديسة هيلينا النائية في المحيط الأطلسي، وتوفي فيها بعد إصابته بمرض حسب المصادر الرسمية في بريطانيا عام 1821، ولكن هناك من شكك باصابته بسرطان المعدة، واتهموا السلطات البريطانية بتسميمه بواسطة الزرنيخ. وبعض المؤرخون أيد الخبر الرسمي بوفاته بسرطان المعدة؛ بسبب وجود العديد من اللوحات التي تظهر وضع يده على بطنه، ما يؤيد معاناته من آلام المعدة قبل وفاته بسنوات. بعدها دُفن نابليون في نفس الجزيرة، رغم أن أمنيته كانت دفنه على ضفاف بين الفرنسيين الذين أحبهم. أخيراً تم نقل رفاته إلى فرنسا في عام 1840، وتم دفنه في سرداب القادة العسكريين الموجود في باريس.