ظاهرة الاحتراق الذاتي

وجود جثث متفحمة في مكانها بدون أي مسبب لحرقها هو ما اطلق عليه العلماء الاحتراق الذاتي أو Spontaneous Human Combustion وهو ما يعني أن البشري قام على إشعال نفسه دون أي تدخل خارجي، وقد وجدت أكثر من 250 حالة احتراق ذاتي على مر العصور حاول الباحثون إيجاد تفسير لها إلا أنها في النهاية تبقى سر من أسرار الكون الذي لم يتمكن العلم حتى الآن من الكشف عنه.

تعريف الاحتراق الذاتي

هو نشوب حريق الجسد دون أي تدخل خارجي ينتج عنه دخان ويعض دقائق بسيطة يتحول الجسم إلى كومة من الفحم المحترق مع ظهور مقززة يعزيها العلماء لرائحة احتراق الدهن الموجود بالجسم، وقد يحترق الإنسان وتظل ملابسه سليمة وحتى الكرسي الموجود تحته يظل سليمًا دون أن تمسه النار وهو ما سبب حالة من الذهول للعلماء على مدار 300 عام تم تسجيل فيها أكثر من 250 حالة احتراق ذاتي.

بعض حالات الاحتراق الذاتي

  1. السيدة نيكول ميليت من باريس في عام 1637 تم العثور عليها محترقة على سريرها ولم يتبقى منها إلا الجمجمة وكومة من الرماد ومن المثير أن وجدت ملاءة السرير سليمة، في بادئ الأمر تم توجيه الاتهام إلى زوجها إلا أن المحكمة برئته مع عدم وجود أدلة وقيدت الحادثة على أنها احتراق ذاتي للجسم.
  2. حادثة ماري كاربنتر في عام 1938 وأثناء تنزه ماري مع عائلتها على أحد القوارب، اشتعلت فجأة دون أي سابق إنذار ورغم محاولات الجميع لإطفاء الحريق إلا أنها تحولت إلى كومة من الرماد في ثواني معدودة وخلفت ورائها ملابسها سليمة ومبتلة من الماء الذي كان زوجها وأولادها يلقونه عليها لإطفاء الحريق.
  3. حادثة ماري ريسير ذات ال67 من عمرها وذلك في عام 1951 كانت ماري تجلس على كرسيها الخشب المبطن بالجلد حينما وجدت محترقة ولم يتبقى منها سوى قدمها اليسرى وجمجمة وكالعادة كانت الشقة سليمة ولا يوجد أي أثر للحريق حتى الكرسي الخشبي سليم.
قد يهمك هذا المقال:   الكانيباليزم التهام الذات

تفسير العلماء لظاهرة الاحتراق الذاتي

كان التفسير الأول للعلماء عند تعرضهم لهذه الظاهرة هو الكحوليات حيث وجد العلماء حينها أن أغلب من تعرضوا لهذه الظاهرة هم في الأصل مدمنين للكحول مما يعمل على تشبع خلايا الجسم به وهي مادة سريعة الاشتعال ولكن بعد فترة ظهرت حالات احتراق ذاتي لأشخاص لا يشربون الكحول كما أن العلماء أثبتوا أن الأجسام المشبعة بالكحول لا يمكن أن تحترق ذاتيًا بهذه الطريقة.
ظهر تفسير آخر وهو أن المختزنة في الجسم هي العامل الحقيقي لاشتعال النيران بالجسم واحتراقه كما أثبتت السجلات أن جميع من تعرضوا لهذه الحادثة كانوا من البدناء ولكن بعد فترة تم تنحية هذا الرأي مع ظهور حالات احتراق ذاتي للنحفاء.
رأى بعض العلماء أن السبب وراء هذه الظاهرة يعود إلى الساكنة داخل الجسم والتي تتسبب في خلق حقول كهربية داخل جسم الإنسان مما يتسبب في تولد حرارة بدرجات مرتفعة جدًا داخل الجسم تتسبب في اشتعاله ولكن هذا التفسير لم يلقى قبولًا لأنه لم يتعرض للسبب وراء عدم احتراق ملابس الشخص وكل ما يحيط به.
وأخيرًا قام بعض العلماء بتفسير هذه الظاهرة على أنها مجموعة من التفاعلات التي ينتج عنها طاقة هائلة ذات طبيعة انفجارية تنبعث من داخل وذلك نتيجة لسوء التغذية مما ينتج عنه انفجار داخلي يؤدي لاحتراق الجسم وهذا التفسير يعد أكثر التفسيرات قبولًا في الأوساط العلمية.

التفسير الديني لظاهرة الاحتراق الذاتي

في قامت الكنيسة بالترويج لحادثة الاحتراق الذاتي على أنها عقاب إلهي نتيجة لكثرة ذنوب ذلك الشخص مما يجعل الرب يعذبه بالحرق الذي ينبع منه داخليًا، وقام البعض للترويج لها على أنها شهب تسقط من السماء يقوم الشيطان باستهداف بعض البشر بها، وقد لاقى هذا التفسير في ذلك الوقت استحسان الجميع ففكرة عقاب العاصي أو المذنب بهذه الطريقة كانت رادع لكثير من الناس، كما أن الكنيسة كانت تلعب دور سياسي هام في توجيه الناس في ذلك الوقت لفعل كل ما هو صالح وفي خدمة الكنيسة.
ولكن الدين أوضح بطلان هذه التفسيرات و ذلك من خلال قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} [فاطر:45]، وهو ما يعني أن الله تعالى يؤخر العقاب و يترك باب التوبة مفتوح على مصراعيه أمام الجميع.

قد يهمك هذا المقال:   مثلث الغموض برمودا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *