الجمهورية العربية السورية
تتموضع الجمهورية العربية السورية في قلبِ الشرق الأوسط الكائن في غرب القارةِ الآسيوية، وتشغل حيزًا جغرافيًا يتجاوز 185.180 كم2، تشترك سوريا بحدودٍ مع كل من الأردن من الجهة الجنوبية، ومع فلسطين من الجهة الغربية، أما حدودها مع العراق فتأتي من الجهة الشرقية لها، بينما تشترك بحدودٍ شمالية مع دولة تركيا، وتٌشرف أيضًا من الغرب على لبنان والبحر المتوسط، وتتأثر المنطقة بمناخٍ يتفاوت ما بين متوسطي وشبه جاف بحكم موقعها، أما فيما يتعلق بمسألة عدد سكان سوريا فسيتم التطرق إليها في هذا المقال عن كثب.
تاريخيًا، تتمتع سوريا بتاريخٍ عريق تنبعث منه رائحة عبق التاريخ، فتدرج ضمن قائمة العراق ومصر باعتبارها واحدة من أقدم مواطن الحضارات ومهدها في تاريخ البشرية، وتشير المعلومات التاريخية إلى أن تاريخ سوريا يرجع إلى آلاف السنين وفق ما أشارت إليه الآثار التاريخية والبشرية هناك، إذ تحتضن مستوطنات بشرية في ربوعها ترجع إلى العصر الحجري القديم، ومن أبرز الحضارات التي شهدتها الحضارة الآرامية والإمبراطورية السلوقية والإمبراطورية الرومانية والبيزنطية والدولة الأموية والعثمانية وغيرها الكثير. سوريا
جغرافيا سوريا
تحتل سوريا موقعًا مميزًا في الجزء الجنوبي الغربي بالنسبة لقارة آسيا، وتشرف بسواحلها الممتدة لأكثر من 193 كم على البحر الأبيض المتوسط، وفلكيًا تحتل موقعًا بين خطي عرض 32,37.5 إلى الشمال من خط الاستواء، بينما تحتل موقعًا فوق خطوط طول 42,35.5 إلى الشرق من خط غرينتش، وتمتاز بأنها ذات تضاريس متنوعة، ففي الجزء الجنوبي من البلاد تتموضع هضبة الجولان البركانية وسهل حوران وجبل العرب، حيث تجتمع هذه الأنواع الثلاث من التضاريس في حيزٍ واحد، أما في شمال سوريا فتمتد سلسلة جبال لبنان الغربية فوق حدودها مع الجمهورية اللبنانية، كما تمتد سهولها المعروفة باسم غوطة دمشق، وسلسلة جبال القلمون والنبك وسهل الغاب وسهول الساحل السوري، بينما تتخذ جزيرتها موقعًا في الشمال الشرقي. جغرافيا سوريا
عاصمة سوريا
تتخذ سوريا من أكبر مدنها من حيث التجمع السكاني مدينة دمشق عاصمةً لها، وتعتبر أقدم مدينة في تاريخ البشرية، كما أنها العاصمة الأقدم في التاريخ؛ حيث اتخذتها سوريا عاصمةً لها منذ سنة 635م ولم تتغير أبدًا، تقع مدينة دمشق في قلبِ سهلٍ خصيب، وتعد واحدة من المدن السورية الداخلية؛ وذلك لبعدها عن البحر الأبيض المتوسط بنحو 80 كم على الأقل، وترتفع عن مستوى سطح البحر بـ690 متر، وتمتاز بوفرة المياه والينابيع والأنهار؛ مما جعل منها أرضًا خصبة، ويشار إلى أن المنطقة تتأثر بالمناخ القاري الذي يتراوح ما بين الجاف وشبه الجاف؛ ويعزى السبب في ذلك إلى امتداد سلسلة جبال لبنان الشرقية فيها فتعتبر حدًا طبيعيًا فاصلًا بينها وبين مناخ البحر الأبيض المتوسط، كما ساهم انفتاحها على بادية الشام من جهتي الجنوب الشرقي والشرق من ازدياد تأثرها بهذا المناخ. دمشق
عدد سكان سوريا
أصدر المكتب المركزي السوري للإحصاء بيانات وتقديرات حول عدد سكان سوريا عام 2017م في الثامن من شهر آيار سنة 2018م، فأكد على أن عدد سكان سوريا قد تجاوز 24.42 مليون نسمة يتواجدون داخل الأراضي السورية، بينما أشارت معلومات قدمتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة في الفترة ذاتها أكدت بأن عدد سكان سوريا قد تجاوز 28 مليون نسمة، يقيم من بينهم 21 مليون نسمة فقط داخل الأراضي السورية، أما عدد اللاجئين السوريين حول العالم فقد بلغ 5.5 مليون لاجئ وفق ما كشف عنه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين سنة 2017م. تضارب بإحصائيات عدد سكان سوريا في المسوحات الحكومية
هذا وتشير المعلومات إلى أن عدد سكان سوريا قد بلغ أوجه في سنة 2010م قبل اندلاع الحرب والأزمة السورية، حيث كان عدد السكان قد بلغ 21 مليون نسمة، ومع حلول عام 2011م بدأ عدد السكان بالتناقص ليصبح 20 مليون و800 ألف نسمة، وواصل عدد سكان سورية الانخفاض مع استمرار اندلاع الأزمة السورية، ففي عام 2012م أصبح عدد السكان 20.400.000 نسمة، وفي العامين التاليين استمر أيضًا التناقص إثر الهجرة وارتفاع عدد الوفيات في الحرب، ففي عام 2013م سجلت سوريا وجودًا سكانيًا بنحو 19.8 مليون نسمة، وتراجع أكثر في عام 2014 ليصبح 19.2 مليون نسمة، وفي نهاية المطاف بلغ 18.26 مليون نسمة في سنة 2017م، ومن أكبر مدن سوريا من حيث عدد السكان مدينة دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية.