القولون التقرحي
يَعتبر العُلماء أن والجهاز التنفسي من أكثر أجهزة الجسم تعرضاً للأمراض في مختلف المراحل العمريّة، وذلك لتعرضهما المباشرة لمختلف المؤثرات الخارجية. وأحد الأمراض التي تُصيب الجهاز الهضمي هو مرض القولون التقرحي، وهو أحد الأمراض الالتهابية المزمنة المؤدية لأضرار في الجدار المخاطي وما تحت المخاطي والمستقيم، وقد يصل إلى أعمق بطانة بهما. يظهر المرض عند الشخص المُصاب بشكل تدريجي ويزداد تأثيره مع الزمن، ليسبب ضعفاً عاماً بالجسم وآلام حادة بالأمعاء، وقد يؤدي للوفاة في حالة تُرك من دون علاج. يوجد خمسة أنواع رئيسية للمرض وذلك حسب مكان وجود الالتهاب، أغلب الأنواع تؤدي لآلام خفيفة إلى معتدلة، لكن الأنواع التي تشمل التهاب القولون التقرحي الكلي يؤدي لمخاطر شديدة وآلام حادة. السبب من الإصابة بالمرض غير معروفة حتى الآن، لكن العلماء استطاعوا ملاحظة وجود المرض ببعض السلالات البشريّة دون غيرها، كما لوحظ أن التقدم بالعمر هو أحد الأسباب التي تزيد من فرصة الإصابة بالمرض.
علاج القولون التقرحي
يُلاحظ أن مرض القولون التقرحي هو مرض يزداد تأثيره مع الزمن ولا يظهر أبداً بشكلٍ مفاجئ، ما يدعم فرصة علاج المرض بمراحله الأولية قبل حدوث أضرار كبيرة بجدار الأمعاء. ومن حُسن الحظ أن علاج القولون التقرحي موجود، وهو يقوم بتقليل ظهور أعراض المرض بشكل كبير جداً، ومن الممكن أن يختفي المرض لفترةٍ طويلةٍ جداً نتيجة نجاعة العلاج، وهذا ما يُفسر نجاح العلاج بالعقاقير الطبية للسيطرة على المرض، لكن هذا لا يعني نجاح العلاج دائماً فقد يتطور المرض إلى الأسوء حسب شدة المرض وسرعة تشخيصه. وفي حال تم تشخيص المرض تبدأ مرحلة العلاج والتي تتمثل بالعلاج بواسطة العقاقير أو الجراحة. ومن الأدوية المستخدمة في علاج القولون التقرحي: مايو كلينك: التهاب القولون التقرحي
- حمض الأمينوساليسيليك الخماسي: وهو العقار المستخدم في بداية فترة التشخيص، والذي يكون بمثابة علاج أولي للمرض، ويمكن أخذ جرعاته بعدة أشكال بالفم أو فتحة الشرج أو الحقن. ولهذا الدواء عدة أشكال تجارية، ويحدد الطبيب الدواء المناسب للمريض.
- الكورتيكوستيرويدات: وهذه الأدوية تستخدم عادةً في الحالات المتوسطة إلى الحادة، لكن هذا النوع من الأدوية له العديدة على الجسم، لذلك يُنصح بعدم استخدامه لمدة طويلة.
- أدوية تثبيط المناعة الذاتية: مرض القولون التقرحي ناتج عن مهاجمة جهاز المناعة لجدار القولون لأسباب غير واضحة بعد، لكن من خلال هذه المعلومة يتم استخدام الأدوية المثبطة للمناعة الذاتية لايقاف مهاجمة المناعة لجدار الأمعاء. ومن هذه الأدوية: أزاثيوبرين، سيكلوسبورين، توفاسيتينيب. وجميع هذه الأدوية بحاجة لمتابعة مستمرة من الطبيب لتقييم مستوى التأثيرات الجانبية على الجسم، وخاصةً التأثيرات على والكلى.
- فيدوليزوماب: وتستطيع هذه الأدوية ايقاف تمدد مساحة الخلايا الالتهابية، ويمكن لهذا الدواء حماية المريض من تطور الحالة المرضيّة.
- إينفليإكسيماب: وهي أدوية مشهورة لايقاف نمو التورمات وتسكين أعراض المرض.
علاج القولون التقرحي بواسطة الجراحة
عند فشل المحاولات الدوائية لايقاف تمدد مرض القولون التقرحي وأعراضه، وبقاء الأعراض بشكل يهدد حياة المريض، هنا يلجأ الطبيب لعلاج القولون التقرحي من خلال الجراحة. وبالفعل هو حل نهائي لإزالة الالتهاب، لكن في المقابل إزالة جزء فاعل من طول ، وكذلك ربط اللفائفي مع فتحة الشرج، بالإضافة لزرع جيب اصطناعي لجمع البراز، وهذا يساعد على بقاء عملية الإخراج بحالة طبيعية، في حالات نادرة قد يلجأ بعض الأطباء لفتح ثغرة في البطن لإخراج البراز.
أعراض مرض القولون التقرحي
القولون هو أحد أجزاء الأمعاء الغليظة، ويأتي في نهاية مسار الطعام في الجهاز الهضمي. يصاب هذا الجزء بالعادة بالعديد من الأمراض، التي قد تكون مترابطة ببعضها أحياناً، مثل: ، وسرطان القولون، والتهاب القولون. وقد يختلف القولون التقرحي عن غيره بالأعراض، وهذه الأعراض تختلف شدتها حسب قوة وتوسع المرض، وأعراض القولون التقرحي هي:
- الإسهال المتكرر، وفي بعض الحالات يصبح الإسهال شديداً.
- البراز المدمي، ويلاحظ في بداية المرض نزول كميات قليلة من الدم مع البراز، ثم تزداد الكميّة بتطور المرض.
- آلام متفاوتة الشدة في البطن، أحياناً قد يُصاب المريض بتشنجات خطيرة لعضلات الأمعاء.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لأيام دون سبب واضح، وقد تستمر حالات الحمى لثلاث أيام.
- ألم المستقيم عند الجلوس أو الحركة أو حتى عند الإخراج.
- فقدان الوزن والجفاف الناتج عن خروج كميات كبيرة من السوائل دون تعويضها.
- الإرهاق العام والتعب، وفي حالات أخرى يُصاب المريض بخمول .
- اختلال بالنمو عند الأطفال المُصابين.
- عدم القدرة على التبرز، رغم وجود كميات كبيرة من البراز داخل الجسم، وذلك ناتج عن ضعف عضلات المستقيم والقولون، وهذه الحالة لا تحدث إلا في الحالات المتقدمة من المرض.
الوقاية من مرض القولون التقرحي
سنوياً يُصاب في العالم 20 شخص جديد بمرض القولون التقرحي لكل 100 ألف إنسان، وفي احصائيات عام 2015 توفي 47 ألف شخص في العالم نتيجة مضاعفات هذا المرض. وتبلغ ذروة الإصابة بالمرض في العقد السادس من العمر، وهو شائع بالتساوي بين الرجال والنساء. والتوزيع الجغرافي للمرض متساوي تقريباً في جميع دول العالم، لكن يلاحظ انتشار أكبر للمرض في وأميركا الشماليّة ونيوزيلاندا. ويعتقد أن طريقة الحماية من المرض غير واضحة تماماً نتيجة عدم معرفة المسبب الرئيسي للمرض، لكن يمكن تأخير ظهور المرض عند الالتزام بنظام صحيّ بعيد عن الدهنيات، وكذلك الذي يؤثر بشكل كبير جداً على التسريع من ظهور المرض.