القولون والحمل
الإمساك هو أحد مشاكل الحمل المعروفة، حيث تصبح حركة الأمعاء شديدة أثناء الحمل لعدّة أسباب، تتراوح من الضّغط على الأمعاء إلى استخدام الأدوية مثل مكمّلات الحديد، وقد تعمل المليّنات العشبيّة على تطهير ولكن في المقابل قد يكون لها أضرار جانبيّة على الحامل؛ لذلك لا يجب اتّباع أيِّ طريقة لتطهير القولون إلّا إذا وافق الطّبيب عليه، ويدافع أنصار منظّفات القولون عنها لأنّ تراكم الفضلات داخل الأمعاء يجعل الحامل منتفخة، ومريضة، ومتعبة، وقد يؤدّي إلى المرض، ولكنّ هذه الادّعاءات لا أساس لها في الواقع؛ لأنّه بحسب الطّبيب لاري ليندنر من مركز لانجون الطّبّيّ في جامعة نيويورك إنّه ليس من المقلق أن تصاب ، والوقت الوحيد الذي يجب القلق بعده هو حدوث تغييرات حقيقيّة على صحّة الحامل، وعلى الرّغم من أنّ الحمل يمكن أن يغيّر عادات الأمعاء لدى الحامل إلّا أنّ معظم التّغييرات تحدث نتيجة أسباب فسيولوجيّة طبيعيّة، وبسبب المكمّلات الغذائيّة التي قد تسبّب الإمساك، كما أنّ هرمونات الحمل يمكن أن تبطئ مرور الفضلات خلال القولون كما أنّ ضغط الرّحم المتوسّع على الأمعاء يمكن أن يسبّب الإمساك أيضًا، ولأنّ النّساء يُمارسن التّمارين الرّياضيّة أقلَّ خلال فترة الحمل، خاصّة خلال الأشهر الأخيرة القليلة، يؤدّي هذا إلى مزيد من الإمساك.
هل علاج القولون أثناء الحمل آمن؟
يُشير بعض المتخصّصين أو مشجّعيّ علاج القولون أثناء الحمل أنّ وقته المثاليّ يكون خلال الثّلث الثّاني من الحمل، ولكن لا يوجد دليل علميٌّ حتّى الآن يشير إلى أنّ تطهير القولون في أيّ وقت أثناء الحمل آمن، ولا يوجد أيّ دليل حتّى الآن يشير إلى أنّ علاج القولون أثناء الحمل ضروريّ، لذلك من الأفضل وهو الرّأي المرجّح أكثر عند الأطبّاء هو الابتعاد تمامًا عن تطهير القولون بالأدوية، والاتّجاه إلى الوصفات الطّبيعيّة الآمنة التي تُساعد الجهاز الهضميّ على القيام بمهامه على الوجه الصّحيح، بالإضافة إلى أنّ علاج القولون عن طريق تطهيره أثناء الحمل قد يؤدّي إلى الأعراض الجانبيّة الضّارّة التّالية:
- يُمكن أن يؤدّي تطهير القولون إلى الجفاف، والجفاف أثناء الحمل مشكلة خطيرة إذا واجهت الجنين.
- يُمكن أن يُسبّب تطهير القولون إصابات في القولون والمستقيم، ويمكن أن تسبّب هذه الإصابات مضاعفات على الحامل فيما يتعلّق بالعلاج والانزعاج والألم.
- إذا كانت الحامل تُعاني من مشاكل صحّيّة في القلب أو الكبد أو الكلى، فإنّ تطهير القولون يمكن أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات لها، والسّبب في هذا أنّ علاج القولون يمكن أن يُغيّر مستويات الكهارل في الجسم، وهي ( الموادُّ التي توصل الكهرباء عند إذابتها في الماء، وهي ضروريّة لعدد من وظائف الجسم، ويُمكن أن تشمل أعراض الخلل في كهرباء الجسم وخزًا وضعفًا، وإذا لم يتمَّ فحصها وعلاجها قد تؤدّي إلى نوبات واضطرابات في نبض القلب).
- قد يؤدّي علاج القولون إلى تقلُّص في الرّحم، وفي الحالات المتفاقمة قد يصف الطّبيب مسهّلات قائمة على الألياف؛ لأنّها خيارٌ أكثر أمانًا.
علاج القولون للحامل
يمكن أن يكون الإمساك مؤلمًا للغاية ومزعجًا على المدى الطّويل، وقد يسبّب آلامًا في البطن، ونزيفًا في المستقيم والبواسير، وبما أنّ تطهير القولون يُعدُّ مضرًّا أكثر من كونه مفيدًا للحامل، فمن الأفضل اتّباع علاجات لا تُسبّب أضرارًا جانبيّة، وفيما يلي بعض العلاجات المنزليّة الفعّالة لتخفيف الإمساك أثناء الحمل:
- الليمون: يعمل اللّيمون على تدعيم الهضم، ويمكن أن يساعد حامض السّتريك في عصير اللّيمون على تحفيز تقلّصات الأمعاء، وتسريع مرور البراز، ونظرًا لأنّ المشروبات السّاخنة يمكن أن تساعد في تخفيف الإمساك أيضًا، فإنّ إضافة اللّيمون إلى الماء السّاخن أكثر فعاليّة، ويُمكن إضافة العسل إذا كان الطّعم الحامض غير مرغوبًا، واستهلاك كوب منه مرّتين يوميًّا.
- الماء: إذا أصيب الجسم بالجفاف فإنّه يستخرج الماء من الأمعاء ويُسبّب لها الإمساك، لذلك يُعدُّ شُرب كمّيّة كافية من الماء مفيدًا في تخفيف البراز من الأمعاء، ويُمكنه تحريك الأمعاء بسهولة.
- البرتقال: البرتقال غنيٌّ بفيتامين سي، وهو ضروريٌّ للصّحّة بشكل عامٍّ، كما أنّه يحتوي على نسبة عالية من الألياف، والتي من شأنها أن تُحارب الإمساك، وللحصول على فائدة ملموسة منه، يُمكن أكل برتقالتين أو أيِّ ثمار حمضيّة أخرى كلَّ يوم.
- قشور السّيلليوم: تُعتبر بذور القطونة مصدرًا ممتازًا للألياف الغذائيّة، وتحتوي على صمغ يمتصُّ السّوائل ويضيفها بكمّيّات كبيرة إلى البراز، لذلك تُعتبر مليّنًا جيّدًا للأمعاء ضدّ الإمساك، وتُستخدم بذور القطونة مرّتين يوميًّا مع الماء للحصول على نتائج ممتازة.
- بذور الكتّان: إنها مصدر ممتاز لأحماض أوميغا 3 الدّهنيّة التي تحتفظ بسوائل الجسم، كما أنّها مليئة بالألياف الغذائيّة، وتحتوي على الصّمغ الذي يساعد في تكوين الجزء الأكبر حول البراز ليُساعد على إخراجه. تُؤخَذُ حوالي نصف ملعقة كبيرة من بذور الكتّان المطحونة، وتُضاف إلى النّظام الغذائيّ، وتدريجيًّا تزداد الكمّيّة حتّى تصل إلى ملعقتين.
- تناول الألياف: الألياف مهمّة جدًّا في عمل الجهاز الهضميّ، وتُساعد على حركة الامعاء بسلاسة، كما أنّها توفّر فيتامينات ومضادّات للأكسدة ضروريّة أثناء الحمل وغيره.
- استهلاك الدّهون الصّحّيّة: يمكن أن يُساعد استهلاك ما يكفي من الدّهون الصّحّيّة على تحسين حركات الأمعاء، والدّهون الصّحّيّة موجودة في الأفوكادو، أو المكسّرات على سبيل المثال وإضافتها إلى النّظام الغذائيّ له فوائد كبيرة.
- الزّبادي: إنّها مصدر غنيٌّ للبروبيوتيك الذي يساعد على الهضم عن طريق تغيير الكائنات الحيّة الدّقيقة في الأمعاء، وزيادة حركاتها، واستهلاك كوب واحد من الزّبادي العادي يوميًّا له تأثير مفيد.
- خلُّ التّفّاح: يحتوي الخلُّ على البكتين وحمض الخليك، اللذان يُساعدان على الهضم، ويُستهلك عن طريق إضافة ملعقة كبيرة إلى كوب من الماء الدّافئ، وإضافة القليل من العسل عليه، وتُخلط جيّدًا وتُشرب عند الصّباح والمساء إلى حين رؤية تحسُّن.
- الملح الإنجليزيّ: تُعتبر أملاح إبسوم أو كبريتات المغنيسيوم مفيدة للغاية في تليين الأمعاء وعلاج الإمساك.
نصائح لتجنّب أعراض القولون أثناء الحمل
هذه بعض التّدابير التي يُمكن أن تتّبعها الحامل للحفاظ على صحّة القولون ونظافته:
- التّوقّف عن المنتجات السّامّة مثل التّبغ والأطعمة المصنّعة والمعلّبة.
- زيارة الطّبيب لمعرفة التّغييرات الضّروريّة في نمط الحياة مثل الوجبات و، ويُمكن لهذه التّغييرات الصّحّيّة أن تقطع شوطًا طويلًا في الحفاظ على الجسم خاليًا من السّموم.
- الحرص على تناول كمّيّة كافية من السّوائل خلال فترة الحمل لضمان صحّة الأمعاء جيّدًا، ويُمكن للسّوائل أن تُقلّل من فرص الإمساك.
- استهلاك الكثير من الألياف في النّظام الغذائيّ مثل الحبوب الكاملة والعدس والفواكه والخضروات، وعند الحاجة إلى مكمّل ألياف عند وجود أيّ مخاوف صحّيّة فيجب مراجعة الطّبيب لوصفها، ولا يجب أبدًا تناول مكمّلات الألياف ولا الأدوية المسهّلة بدون وصفة طبّيّة.
- تضمين النّشاط البدنيّ وجعله روتينًا دائمًا في فترة الحمل لأنّ الحركة الجسديّة تساعد على الحفاظ على الجهاز الهضميّ في حالة جيّدة.
- عند وجود مخاوف حول مهامِّ الجهاز الهضميّ من الأفضل إيجاد حلول لها خلال فترة الحمل.