انسداد الشرايين
انسداد الشرايين هي حالة طبية يجب علاجها بشكل سريع، لأن الشرايين هي الوعاء الذي ينتقل من خلاله الدم إلى جميع أنحاء الجسم، فيصل الغذاء والأكسجين إلى الخلايا، ومن أهم الأعضاء التي لا يجب أن تتوقف الشرايين عن إرسال الدم له ولو لدقائق معدودة هم القلب والمخ، ولكن عندما يحدث انسداد للشرايين نتيجة تراكم مواد دهنية ضارة في الجدار الداخلي للشريان تحدث إعاقة لسريان الدم داخل الشريان سواء بمنعه تمامًا وفي هذه الحالة تصبح سكتة قلبية أو دماغية بحسب مكان الشريان، أو بإعاقة مرور الدم نسبيًا وبهذا الشكل يصبح هناك خطر مهدد للحياة، ففي أوقات ارتفاع ضغط الدم كأوقات الخطر أو الغضب أو الحزن الشديد أو الأداء البدني العالي ستقل فاعلية نقل الدم إلى الأعضاء الأساسية بالجسم مما يزيد خطر الإصابة بنوبات قلبية ودماغية تهدد الحياة، من خلال هذا المقال يمكن التعرف أكثر على أسباب وأعراض وطرق علاج انسداد الشرايين بدون جراحة.
أسباب الإصابة بانسداد الشرايين
يوجد سببين رئيسين للإصابة بانسداد الشرايين، الأول حدوث تلف في الجدران الداخلية للشريان وله أسباب عديدة بعضها غير معلوم أو مفهوم بالكامل، هذا التلف أو القطع يجعل كريات الدم المتفقدة تقف عنده مشكلة تكتل وتتجلط فتصبح جلطة دموية تتحول إلى سكتة قلبية أو دماغية بحسب مكانها، والثاني هو وجود ترسبات أو تراكم لمواد ضارة داخل الشريان على الجدران، وهو السبب الأكثر انتشارًا بالعالم نتيجة العادات الصحية الخاطئة، مثل:
- ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم: وبالتحديد الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، حيث تترسب على مدار الوقت داخل الشرايين وتُعرف هذه الحالة المرضية باسم تصلب الشرايين، وذلك نتيجة تناول كمية زائدة عن حاجة الجسم من الكوليسترول.
- مرض السكري: حيث تزيد نسبة السكر بالدم وتكثر المشاكل المتعلقة بالأيض وعملية الهضم.
- ارتفاع ضغط الدم: وعادة ما تصاحب الحالات السابقة وجود حالة من ارتفاع ضغط الدم في الجسم، ما يزيد من تراكم المواد الضارة والدهون داخل الشرايين بشكل سريع.
- الوراثة ووجود تاريخ عائلي من انسداد الشرايين.
- نمط الحياة الخاطئ وكثرة التوتر وطبيعة العمل الصعبة.
- السمنة المفرطة وهي إحدى تابعيات ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم.
- التدخين.
أعراض انسداد الشرايين
تختلف أعراض انسداد الشرايين من شخص لآخر بحسب شدة ومكان الانسداد، ولكن تعتبر الأعراض التالية هي الأكثر شهرة:
- انسداد الشرايين الموصلة للقلب: في هذه الحالة قد يشعر المريض بآلام في الصدر تتراوح بين معتدلة أو شديدة، مع ألم في الذراع الأيسر.
- انسداد الشرايين الموصلة للذراعين أو الساقين: تظهر آلام في الذراع أو الساق عند القيام بحركات خفيفة.
- انسداد الشرايين الموصلة للدماغ: وهي حالة خطيرة ومن الأفضل علاجها سريعًا، حيث يشعر المريض بصعوبة في الكلام أو عدم القدرة على اختيار الكلمات، أو فقدان مؤقت في الرؤية، مع ارتخاء لعضلات الوجه وآلام متفرقة في الجسم وعدم القدرة على التحكم بأطراف الجسم.
- انسداد الشرايين الموصلة للكلية: قد يحدث فشل كلوي وتزيد نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
تشخيص انسداد الشرايين
عند الشعور بالأعراض السابقة أو الشك بالإصابة بانسداد الشرايين، من الضروري سؤال طبيب قلب وأوعية دموية عن التشخيص المناسب، سيكوم الطبيب بطلب عمل عدة فحوصات، مثل: مستوى الكوليسترول وأشعة مقطعية وتصوير للصدر بالأشعة السينية، وموجات فوق مغناطيسية ورنين مغناطيسي، واختبار اجهاد القلب وتخطيط كهربائي للقلب، كل تلك الأشعة بالإضافة إلى الكشف السريري والسؤال عن تاريخ المرض والتاريخ العائلي للمرض، يساعدون الطبيب لتحديد مكان الانسداد وشدته.
علاج انسداد الشرايين بدون جراحة
بعد تحديد مكان انسداد الشرايين وخطورته، سيقوم الطبيب بتحديد خطة للعلاج، وقد تكون خطة تعتمد على تغير نمط الحياة مع تناول بعض الأدوية، في حالة كون الانسداد بسيط، أما في حالات التلف فيستدعي الأمر إجراء عمليات جراحية لتغير الشريان أو جزء من الشريان التالف بشريان آخر سليم من جسم المريض نفسه، وإن كانت الحالة متوسطة الخطورة فتوجد عدة خيارات بدون جراحة، مثل القسطرة أو الدعامة، فتلك الإجراءات لا تطلب إجراءات العملية المعروفة أو تخدير كلي أو عمل جرح كبير كما يعتقد البعض، وفي النقاط التالية شرح لأفضل خطط العلاج المتاحة بشكل أكثر تفصيلًا:
تغير نمط الحياة
في هذه الخطة يقوم المريض بتغير أسلوب حياته الخاطئ الذي أدى في الأساس إلى الإصابة بانسداد الشرايين، أولى أهم خطوات هذا العلاج هو اتباع نظام غذائي صحي والبعد عن الدهون والأطعمة التي تحتوي على كوليسترول وسكريات أو كربوهيدرات، وتناول الفاكهة والخضار بشكل أكبر، وذلك حتى تنخفض نسبة كوليسترول الدم ولخسارة الوزن أيضًا، وقد يصرف الطبيب أدوية تساعد على خفض الكوليسترول، مع أدوية خافضة للضغط العالي إن وجد وأدوية لعلاج السكري إن وجد أيضًا، ومن ثم الخطوة التالية هي تجنب ما يجعل الإنسان في حالة متوترة أو حزينة، وأخذ إجازة من العمل لبعض الوقت إن كان هو المسبب الرئيسي للإرهاق والتوتر، مع ممارسة الرياضة الخفيفة بشكل يومي واليوجا للاسترخاء، وأخيرًا تجنب التدخين والمدخنين.
القسطرة والدعامة
لا تُعتبر القسطرة والدعامة من خطط العلاج الجراحية، فهي لا تطلب إجراءات معقدة كالعمليات الجراحية، حيث يقوم الطبيب بعمل قطع بسيط في الساق عند شريان الفخذ تحت تخدير موضعي والمريض مستيقظ، ومن ثم يُدخل أنبوب صغيرة يدخل من خلاله القسطرة ليتمكن الطبيب من رؤية الشرايين، ويظل الطبيب يتحرك بالأنبوب داخل الشريان حتى يصل إلى مكان الانسداد عند شرايين القلب أو أي شريان آخر، ومن ثم يزرع فيه الدعامة، وهي أنبوب صغير يدخل في الشريان وينتفخ حتى يسمح بتضخم الشريان ومرور الدم من خلاله فلا يحدث للدم انسداد في نقطة معينة، هذا العلاج لا يتطلب سوى دقائق معدودة وهو ناجح جدًا، ويخرج المريض في نفس اليوم بعد ساعة أو اثنتين من العملية.
وضع بالون
طريقة استخدام البالون تشبه كثيرًا إجراءات استخدام الدعامة، والنتائج متقاربة، إلا إن طريقة العمل تختلف قليلًا لأن البالون يُستخدم لدفع جدران الشريان لعمل فتحة لمرور الدم، والطبيب وحده القادر على تحديد ملائمة الدعامة أو البالون للمريض، ومن فيهما الأصلح لحالة المريض.