ضيق التنفس عند الحامل
من أعراض الحمل الشائعة هو ضيق التنفس عند الحامل، وذلك نتيجة طبيعية لضغط الجنين على الرئة والحجاب الحاجز، خاصة في الشهور الثلاثة الأخيرة حين يكون في أوج نموه، وهذا الضغط يقلل من المساحة المتاحة للرئة بأن تتمدد، فتشعر المرأة الحامل بضيق في التنفس، وعلى الرغم من أن الهرمونات التي تُفرز خلال الحمل تزيد من معدل التنفس وكفاءة وصول الأكسجين نفسه للرئة وتوزيعه في الدم، إلا أن ضيق التنفس عند الحامل يظل واحد من أبرز المشكلات في الشهور الأولى والأخيرة من الحمل، وتزيد بشكل كبير عند الولادة بسبب انقباضات الولادة، ثم يزول هذا الضيق بعد الولادة فورًا أو بشكل تدريجي، هذا المقال يستطرق الحديث عن ضيق التنفس عند الحامل وكل ما يجب معرفته عن الأمر.
أسباب ضيق التنفس عند الحامل
بخلاف ما تم ذكره عن كبر حجم الجنين، وضغطه الطبيعي على الحجاب الحاجز للأم وبالتالي حدوث صعوبة في التنفس، توجد عدة أسباب أخرى تفسر وجود هذا العرض بشكل شائع عند السيدات الحوامل، سواء في الشهور الأولى أو الأخيرة، ومن تلك الأسباب ما يلي:
- زيادة كمية السوائل المحيطة بالجنين، خاصة في الشهور المتوسطة والأخيرة من الحمل وقبل الولادة مباشرة، ما يزيد الضغط على الحجاب الحاجز بصورة كبيرة.
- الحمل في توأم، حيث تزيد حجم المشيمة للضعف، ما يسبب ضيق في التنفس عند الحامل بشكل مضاعف.
- الحالة النفسية والمزاجية المتقلبة للمرأة الحامل، لأن السيدة الحامل تمر بالعديد من المراحل المتقلبة أثناء الحمل، بالإضافة إلى زيادة إفراز الهرمونات في جسمها، ما يسبب اضطرابات نفسية وعصبية أحيانًا، خاصة عند مواجهة المشاكل الحياتية في العمل أو بالمنزل أو التعرض لصدمة نفسية، فكل ذلك يرفع من حالة التوتر والحزن لدى الأم، ويسبب لها أمراض في الجهاز لتنفسي بشكل مؤقت، وفي حال زوال سبب التوتر العصبي قد تخف حدة ضيق النفس.
- وجود أمراض في الجهاز التنفسي من وقت ما قبل الحمل، وعدم التعامل مع تلك الأمراض بشكل جيد يناسب حالة المرأة والحمل، مثل الربو أو التهابات القصبة الهوائية، أو حساسية الصدر.
- الحساسية الموسمية، وهي إحدى أسباب تعرض المرأة لضيق التنفس بشكل كبير، خاصة إن كانت امرأة عاملة وتتعرض للكثير من مسببات الحساسية خلال اليوم.
- نقص في كمية هرمون البروجيسترون في جسم الحامل، لأن هذا الهرمون مسئول عن تحفيز مركز التنفس في الدماغ، ما يزيد من كفاءة استخلاص الأكسجين المُستنشق في الرئة حتى يصل للجنين ما يحتاجه من الأكسجين بشكل كافي، على الرغم من قلة الهواء الداخل للرئة في كل عميلة تنفس، وفي حال نقص هذا الهرمون ستكون واحدة من أهم أعراض نقصه هو ضيق التنفس عند الحامل، بالإضافة لمجموعة من الأعراض الأخرى.
متى يجب زيارة الطبيب
متابعة طبيب الولادة هو أمر حتمي على كل امرأة، سواء كانت لديها أعراض ضيق التنفس عند الحامل أو لا، للاطمئنان بشكل دوري على سلامة الجنين والأم، ولكن في وجود مجموعة الاعراض التالية يجب استشارة الطبيب على الفور لأنها تشير إلى وجود مشكلة حقيقة عند الحامل ما قد تؤثر على صحتها أو صحة الجنين، وهي:
- الإصابة بالربو، وزيادته مع تقدم الحمل.
- الإصابة بضيق التنفس وزيادة حدته مع الوقت بشكل ملحوظ ومزعج جدًا.
- تسارع نبض الحامل مع سرعة في التنفس أو لهث الأنفاس.
- الشعور بآلام في الصدر عند التنفس بدون القيام بمجهود آخر.
- السعال القوي والمستمر، خاصة في حال وجود دم أو مخاط بلون غريب مع السعال.
- شحوب في لون البشرة، أو تلون أطراف الجسم والشفاه باللون الأزرق.
- عدم القدرة على أخذ النفس بشكل ملحوظ وخطير، ووجود صفير عند التنفس.
- وجود أعراض الحساسية الشديدة، خاصة بعد التعرض لمناخ سيء.
طرق علاج ضيق التنفس عند الحامل
من الضروري ألا تعالج المرأة نفسها بالأدوية أو الأعشاب إلا بعد استشارة الطبيب المتخصص، والتنسيق ما بين طبيب النساء والولادة مع طبيب الصدر والحساسية إذا استدعت الحاجة لذلك حتى لا تتعرض المرأة لأخذ أدوية لا تناسب حالة الحمل، إلا إن هناك بعض التعليمات أو الممارسات التي يمكن للحامل أن تفعلها في المنزل، لتساعد على التقليل من حدة ضيق التنفس، وهي موضحة في النقاط التالية:
- الجلوس بشكل سليم، وهو من أهم الأمور التي يجب أن تراعيها المرأة في يومها، ومن الأفضل أن تضع المرأة خلفها وسادة صغيرة عند أسفل الظهر، بحيث تجلس منتصبة الظهر وترجع الكتاف إلى الخلف، وبهذه الطريقة فهي تسمح بتمدد أكبر للرئتين، ودخول أكبر كمية ممكنة من الأكسجين إلى الرئة.
- القيام بالأعمال المنزلية بهدوء، وتجنب السرعة في الأداء، فعلى المرأة أن تتعلم إتمام أعمالها ببطء واتزان، وذلك للتخفيف من حاجة الجسم الحادة للأكسجين، وعدم تسارع الأنفاس.
- النوم على وسادة عالية ولكن مرنة، أو وضع أكثر من وسادة فوق بعض، بحيث تكون الرقبة وبداية منطقة الصدر مرفوعة، لتسمح بالتنفس الجيد خلال النوم وتجنب ضغط الجنين للأعلى.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة، مثل المشي، وخاصة في الشهور الأولى من الحمل، لأن الرياضة تساعد على تنظيم النفس وتزيد من كفاءة عمل الجهاز التنفسي، وتنشيط الدورة الدموية لتوصيل الأكسجين بكفاءة لجميع خلايا الجسم والجنين، ولا توجد أية مشاكل في ممارسة الرياضة أثناء الحمل طالما رياضة بسيطة وغير شاقة.
- ممارسة تمارين التنفس بشكل يومي، منذ بداية الحمل، حيث تساعد هذه التمارين على الاسترخاء بشكل جيد، وزيادة كفاءة عمل الرئتين، ووصول أكبر كمية من الأكسجين إلى الرئة ومن ثم إلى الدم، هذا التمرين يمكن أداءه أثناء الجلوس بشكل مستقيم أو الوقوف بشكل مستقيم، ومن ثم أخذ نفس عميق من الأنف حتى تمتلئ كامل الرئة وتنتفخ لأقصى حد لها، بعدها يتم اخراج الزفير من الفم ببطء حتى يخرج كامل الهواء الذي دخل الرئة، وتكرار هذه العملية ثلاثة مرات في اليوم أو بحسب ما تستطيع المرأة على فترات متباعدة من اليوم.
- محاولة الاسترخاء والبُعد عن مسببات الحزن والضيق والاكتئاب، فالحمل والجنين يجب أن يكون من أولويات المرأة، ومن ثم تلتف لعملها، وقد تساعد تمارين اليوغا أو أخذ حمام ساخن من الاسترخاء في الصباح.