فقر الدم عند الحامل
فقر الدم هو انخفاض منسوب الهيموغلوبين عن المستوى الطبيعي في الدم، مما يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم، فتظهر أعراض الصداع والخمول وعدم التركيز وضيق في النفس والأرق، وغيرها من الأعراض التي من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاج المرض منذ البداية.
وتعد الكمية التي يحتاجها الجسم من الهيموغلوبين قبل الحمل هي 14.8، وتحتاج إلى الحفاظ على نسبة الهيموغلوبين كي لا تتعرض لفقر الدم والأعراض المرافقة له والمتسببة بمشاكل صحية للأم والجنين.
أسباب فقر الدم
هناك العديد من الأسباب المؤدية لفقر الدم، ومن أبرز الأسباب:
- نقص الحديد في الدم: حيث ان نخاع العظم يكون بحاجة إلى الحديد من أجل انتاج كريات الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الاكسجين إلى الجسم.
- نقص الفيتامينات في الدم: يعد فيتامين ب12 او حمض الفوليك ضروري لإنتاج كريات الدم الحمراء، ويحدث فقر الدم بسبب سوء امتصاص فيتامين ب 12-أو سوء التغذية.
- التلاسيميا: وهو مرض وراثي يحدث بسبب عدم قدرة خلايا الدم الحمراء على النضج بشكل صحيح، ويمكن ان يحمل الشخص المرض ولكن لا يشكو من اعراضه ويورثه لأبنائه؛ وخاصة إن كان الزوج والزوجة يحملون المرض.
- أمراض مزمنة: مثل والفشل الكلوي، وقصور في الغدة الدرقية، وامراض في جهاز المناعة.
- سوء التغذية: سوء التغذية وعدم تناول المأكولات التي تحتوي على العناصر الغذائية والمعادن من الأسباب المؤدية إلى فقر الدم، كما ان شرب الشاي بعد الاكل مباشرة يمنع من امتصاص المعادن الموجودة في الطعام.
أعراض فقر الدم
تختلف أعراض فقر الدم بحسب تطور المرض والتي ينتج عنها قصور في إيصال الاكسجين إلى أعضاء الجسم؛ فتظهر الأعراض جلية على المريض، وهي:
- شحوب الوجه.
- صداع.
- خمول.
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- برودة في اليدين والقدمين.
وتعاني السيدة من نفس الأعراض ومن الممكن ان تتعايش مع فقر الدم إن لم يشكل خطر على حياتها وعلى حياة الجنين، وتدارك الأمر بتناول أقراص الحديد والفوليك أسيد قبل هبوط مستوى الهيموغلوبين في الدم.
مخاطر فقر الدم على صحة الحامل
تعاني الحامل من أعراض فقر الدم إن وصل منسوب الهيموغلوبين في الدم إلى 10 وأقل، ولكن إن وصل إلى 6؛ فإن الأم تعاني من ألم في الصدر والكتف والعنق؛ وعدم القدرة على التنفس إلى جانب عدم وصول الدم المغذي إلى الجنين من خلال المشيمة بشكل كافي مما يتسبب بالخطر على حياته او معدل نموه، ومن مخاطر فقر الدم عند الحامل على صحة الجنين:
- احتمالية الولادة المبكرة، ومن المعروف أن ولادة الطفل قبل اكتمال التسعة شهور في رحم أمه قد ينتج عنها طفل غير مكتمل النمو أو طفل ضعيف يحتاج للعناية في حضانة المستشفى، وقد تودي بحياة الجنين.
- إصابة الجنين بفقر الدم مما يتسبب بمشاكل في قلبه وقد يودي الأمر بحياة الجنين، وهي حالة نادرة الحدوث.
- عدم وصول الدم الكافي إلى الطفل، ومن المعروف أن الطفل يحصل على الغذاء من خلال المشيمة التي تنقل الدم إليه في رحم أمه، مما يؤثر على نمو الجنين العقلي والجسدي.
كيفية الكشف عن فقر الدم لدى الحامل
كإجراء روتيني يقوم الطبيب المتابع لحالة الحامل أو العيادة المحلية تقوم بطلب مجموعة من التحاليل ومن ضمنها تحليل مستوى الهيموغلوبين في الدم؛ من أجل التأكد من عدم معاناة الحامل من فقر الدم وكتابة العلاج المناسب في بداية الحمل.
وتعاني معظم النساء الحوامل من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في الدم، ونادرا ما تعاني من فقر الدم نتيجة الأسباب الأخرى.
علاج فقر الدم عند الحامل
ويتم تشخيص الحامل بفقر الدم عندما يصل مستوى الهيموغلوبين إلى أقل من 11 في بداية الحمل، وإذا كانت 10.5 في الأسبوع 28 من الحمل، أو الأسبوع 20-24 إذا كانت السيدة حامل بتوأم، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بكتابة العلاج وغالبا ما يكون مكملات الحديد، فضلا عن إرشاد الحامل إلى تناول الأكل الذي يحتوي على الحديد.
وتعاني الحامل من أعراض بسبب تناول حبوب الحديد، مثل:
- الغثيان.
- الإمساك.
- إسهال.
- حرقة في المعدة.
ويُفضل تناول حبوب الحديد على معدة فارغة او بعد مرور ساعتين على تناول الطعام لضمان امتصاص المعدة للحديد، كما يُنصح بتناول عصير ليمون أو برتقال لتسريع عملية امتصاص الحديد.
وفي حال عدم استجابة الحامل للعلاج بأقراص الحديد، وخاصة إذا كانت تعاني من فقر دم حاد مع تقدم مراحل الحمل، فإن الطبيب يلجا إلى حقن الحامل بالحديد مباشرة سواء في العضل، او من خلال مصل وريدي لضمان وصول الحديد إلى الدم مباشرة.
الحفاظ على نسبة الحديد في الدم
بخلاف تناول المكملات الغذائية، ينصح الأطباء بكفاية حاجة الجسم من الحديد من خلال تناول المأكولات الغنية بالمعادن والفيتامينات والابتعاد عن الأشياء التي تمنع امتصاص الحديد، ومن هذه النصائح:
- تناول اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن، وتمتاز هذه الأطعمة بسهولة امتصاص الجسم للحديد الموجود فيها.
- تناول الورقيات الخضراء مثل الملوخية والسبانخ، وتمتاز هذه الأطعمة بصعوبة امتصاص الحديد الموجود بها، لذا يُنصح بإضافة عصير الليمون إليها، والابتعاد عن شرب القهوة والشاي بعد تناولها.
- تناول الفواكه مثل الجوافة والكيوي والجريب فروت والبرتقال والليمون، ومن المعروف أن هذه الفواكه غنية بفيتامين ج الذي يساعد على امتصاص الحديد.
- البقوليات مثل الفول والعدس والحمص، ويُفضل إضافة الليمون إليها من اجل ضمان امتصاص الحديد بسهولة منها.
- التقليل من شرب القهوة والشاي، فضلا عن تأجيل شربها بعد تناول الوجبة لمدة ساعتين.
- الحرص على تناول أدوية مضادات الحموضة وادوية عسر الهضم في أوقات بعيدة عن تناول وجبة غنية بالحديد لأنها تعيق امتصاصه.
- الحرص على تناول مشتقات الحليب من الألبان والأجبان في وجبة منفصلة عن التي تحتوي على الحديد كون يعيق امتصاص الحديد.