علماء المسلمين
ظهر الاهتمام بالعلم عند المسلمين منذ بدايات العصر الإسلامي، فكان الرسول _صلى الله عليه وسلم_ أول من حث أتباعه على طلب العلم، ومن بعده ، وزاد الاهتمام بالعلم مع كثرة الفتوحات الإسلامية، فوفد إلى الدولة الإسلامية الكثير من العلماء من عرقياتٍ مختلفة، فاهتم خلفاء بالترجمة مثل الوليد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك، وزاد الاهتمام بصورة كبيرة في العصر العباسي، فكانت بغداد من أهم عواصم العالم بفضل المكتبات التي أنشأت فيها، والتي بدأها الخليفة أبو جعفر المنصور بإنشائه لبيت الحكمة، الذي تحول لأكبر مكتبة، وخزانة الحكمة التي أنشأها الخليفة هارون الرشيد، والتي أودع بها أمهات الكتب التراثية والتي جلبها من مختلف دول العالم.
أهم إنجازات علماء المسلمين
يعود لعلماء المسلمين الكثير من الإنجازات في مختلف العلوم، فمنهم من كان له الفضل في تقدم الطب واختراع الأدوية، ومنهم من كان لنظرياته الفضل في التعرف على حركة الأرض، بالإضافة للمساهمات العديدة في مختلف العلوم.
الطب والصيدلة
- ساهم بن البيطار في إثراء مجال العلاج بالأعشاب، فقد صنع بنفسه 300 عقاراً نباتياً وحيوانياً، كما ألف موسوعة طبية تشتمل على حوالي 1400 نوعاً من الأدوية، وعرف كتابه باسم الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، وشرح فيه كيفية استخدام العقارات المذكورة وفوائدها.
- اكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى في ، وكان من أعظم الفيزيولوجيين في فترة العصور الوسطى، وكتب موسوعته الشهيرة “الشامل في الصناعة الطبية”، وهي أكبر موسوعة طبية فردية في التاريخ.
- كان بن سينا أول طبيب عالم يكتب في الطب، فألف أشهر كتبه القانون في الطب، والذي كان مرجعاً رئيسياً لتشخيص الأمراض طوال 700 عام، وكان من أهم الرئيسية لدراسة الطب بجامعات أوروبا في العصور الوسطى.شوقي أبو خليل: الحضارة العربية الإسلامية ص511.
- كتب أبو بكر الرازي أهم كتب الطب، وهو كتاب الحاوي في الطب، والذي جمع به كل ما يخص الطب من زمن الإغريق وحتى سنة 923م،الفصل الثالث: أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق، صفحة 243، الترجمة العربية، الطبعة الثامنة، دار الجيل “بيروت”، شمس الله تشرق على الغرب، سيغريد هونكه وإليه يرجع ابتكار خيوط الجراحة.
- ساهم الزهراوي الطبيب الأندلسي بكتابه “التصريف لمن عجز عن التأليف”، والذي تألف من 30 مجلداً، وكان أول من وصف ، ويصفه بعض المؤرخون بأبو الجراحة الحديثة.
- وضع بن الهيثم المبادئ الأولى لاختراع الكاميرا، وصحح المفاهيم القديمة حول كيفية الرؤية، فأوضح أن الضوء يسقط على الأجسام فتنعكس رؤيتها للعين، وكان أول من شرح العين، وألف كتابه “المناظر” والذي أوضح فيه طريقة انعكاس الضوء عند سقوطه على مرآه كروية.
- أثبت الكندي بالتجربة صحة نظرية إقليدس، فتأكد من أن العين تخرج أشعة مستقيمة باتجاه الجسم الماثل أمامها، ثم ترتد الأشعة نحو العين فتحدث الرؤية.
- كان أبو سعد العلاء ابن سهل أول من اكتشف زاوية سقوط الضوء وانكساره، وأول من وضع نظرية للانكسار، واستفاد من نظرياته بن الهيثم.
- كتب بن الهيثم أطروحته “في درب التبانة” وتناول فيها بعض المسائل التي تشرح موقع درب التبانية بالنسبة ، وطرح نظريتين وصف فيهم تزيح المجرة.
- ألف غياث الدين بن مسعود بن محمد الكاشي كتاب بعنوان “نزهة الحدائق” يشرح فيه كيفية استخدام “طبق المناطق”، وهي آلة قام باختراعها لمرصد سمرقند، وتستخدم لمعرفة تقاويم الكواكب.
- من أعمال الخوارزمي في الفلك زيج السند، وهو عمل يتكون من 37 فصل، تناول فيهم توضيح الحسابات الفلكية، وحسابات التقويم، وجداول لحركات الشمس، كما يرجع للخوارزمي اختراع أول أداة ربعية، وأول أداة تستخدم لقياس الارتفاع.ديفيد أ الملك، “علم الفلك الإسلامي”، وكريستوفر ووكر (1999)، والطبعة، وعلم الفلك قبل التلسكوب، p. 167-168
- صحح محمد بن جابر بن سنان البَتّاني الكثير من نظريات الفلكي اليوناني بطليموس، فصحح قيمة الاعتدال الشتوي والاعتدال الصيفي وغيرها من النظريات، ووضع نظرية قوية لتفسير أطوار القمر منذ ولادته، ووضع نظرية حول حركة المذنبات ووصولها للأرض.
- صحح ابن الشاطر نظرية كلاوديوس بطليموس والتي أكد فيها أن الشمس والكواكب تدور حول الأرض، وأثبت أن الأرض تدور حول الشمس، والقمر هو من يدور حول الأرض.
- كان ثابت بن قرة أول من وضع حساب صحيح عن طول السنة الشمسية، واختلف حسابه دقيقتين فقط عن الحساب الحالي.
- جمع غياث الدين بن مسعود بن محمد الكاشي عدد من النظريات الحسابية في كتاب بعنوان “متاح الحساب”، ومن أهم نظرياته طريقة خوارزمية الجذور النونية، كما كان الكاشي أول من اخترع الجزور العشرية.
- ألف الخوارزمي مجموعة كبيرة من المؤلفات في علم الرياضيات، من أهمها كتاب “حساب الجبر والمقابلة”، والذي ضم نظريات عديدة من أهمها أول نظرية لحل المعادلات الخطية، وهو مؤسس علم الجبر.
- كان البتاني أول عالم مسلم يستخدم الرموز الرياضية لتسهيل الحلول، كما أنه استبدل الوتر الذي اعتمد عليه بطليموس في حساب النسب المثلثية، وأحل محله “الجيب”.
- ألف بن البناء المراكشي مجموعة كبيرة من المؤلفات في ، من أهمها “تلخيص أعملا الحساب”، وهو من أهم كتب الرياضيات، حيث كان مرجعاً لعلماء الغرب، وظل مرجعاً أساسياً لهم في القرنين التاسع عشر والعشرين.
- ألف الإدريسي أكبر موسوعة جغرافية أفادت العالم لأكثر من ثلاثة قرون، وهي الموسوعة الشهيرة “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”، والتي تضمنت تقسيم العالم لسبعة أقاليم، وكل إقليم إلى عشرة أقسام، كما رسه بكتابه أوضح خرائط قديمة لأقاليم العالم، ومحيطاته وبحاره وأنهاره.
- كتب الخوارزمي كتاب “صورة الأرض” والذي كان تنقيحاً وتوضيحاً لكتاب كلاوديوس بطليموس، وتناول فيه توضيح المدن والمعالم الجغرافية المختلفة.
- وضع بن بطوطة أهم المؤلفات الشاملة عن البلدان وأهلها في كتابه ” تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”،مخطوط الخزانة العامة بالرباط يحمل رقم: ق111. وتوجد نسخة منه بخزانة الإسكوريال تحت رقم:1666. والذي تناول فيه بالتفصيل ذكر الأراضي وأوضاع الأهالي وعاداتهم وما يأكلون ويشربون، فكتب عن أحوال بلاد المغرب العرب، وبلاد الشام، وشبه الجزيرة العربية، وأسيا الوسطى وجنوب أسيا.