بلاد الشام
تُطلق تسمية على منطقة جغرافية وتاريخية ممتدة بدءًا من السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ووصولًا إلى حدودِ بلاد الرافدين، وتشمل هذه المنطقة خمسةِ دولٍ مشرقية عربية في الوقت الحالي، وهي والأردن وفلسطين إلى جانبِ قطاع غزة أيضًا، وتمتد مساحة بلاد الشام إلى 314.922 كم2، ويشار إلى أن هذه المنطقة قد كانت ذات أهمية كبيرة في تاريخ الفتوحات الإسلامية العريقة، تشير المعلومات التاريخية إلى أن بلاد الشام قد خضعت للتقسيم إداريًا بعد فتح بلاد الشام على يد المسلمين، وكانت المنطقة عبارة عن أربعة أجناد وهي جند فلسطين وجند الأردن وجند دمشق وأخيرًا جند حمص، إلا أنه مع قدومِ عهد معاوية بن أبي سفيان فقد تم إضافةِ جند خامس وهو جند قنسرين. بلاد الشام.
فتح بلاد الشام
تُعرف في سطور التاريخ الإسلامي باسم الفتح الإسلامي للشام، وهي عبارة عن مجموعة من المعارك العسكرية المتتالية التي تعرضت لها بلاد الشام في الفترة التاريخية الممتدة ما بين 12-19 هجرية/ المصادف 633-640م، وكان ذلك في فترة حكم على المنطقة، ويعود الفضل في فتح بلاد الشام إلى نخبةٍ من قادة الجيوش الإسلامية وهم الصحابة خالد بن الوليد وأبو عبيدة عامر بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان -رضوان الله عليهم جميعًا- وتحققت النتائج بالانتصار المشرف لصالح الجيوش الإسلامية وتخليص بلاد الشام من قبضة الإمبراطورية البيزنطية؛ فأصبحت بذلك تحت إمرةِ الخلافة الراشدة، وتشير المعلومات إلى أن معارك فتح بلاد الشام قد بدأت في عهدِ الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد أن حطت حروب الردة أوزارها، إلا أن المعارك الفعلية والتي حققت النتائج المرجوة كانت في فترةِ خلافة الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
تمكن المسلمون من فتح عددًا كبير من المُدن في بلاد الشام دون سفكٍ للدماء أو إجبارٍ على اعتناق الإسلام، فقد جاء الفتح سلمًا على هامشِ معاهدة حُفظت بها الحريات والأملاك الخاصة وتحقيق الأمن وحرية الاعتقاد والتدين لغير المسلمين، ومن أبرز المدن التي دخلت تحت الراية الإسلامية دون قتال: حماة، معرة النعمان وشيزر ومنبج، وبيت المقدس والرقة وحمص ودمشق، إلا أن بعض المدن قد رفضت الاستسلام والتفاوض مع المُسلمين فأُجبروا على شن الحروب عليها لتحريرها من قبضة البيزنطيين، وهي غزة وقرقيساء ورأس العين، وتشير المعلومات إلى أن فتح بلاد الشام كان قائمًا بالتزامنِ مع انشغال بقية الجيوش الإسلامية في فتح بلاد فارس والعراق. الفتح الإسلامي للشام
معارك فتح بلاد الشام
مرّت الجيوش الإسلامية بمرحلة صعبة خلال فتح بلاد الشام، فقد كانت جحافل الجيوش تتأهب للقتال مع أعظم الإمبراطوريات على مر التاريخ، وهي الإمبراطورية البيزنطية والرومانية في آنٍ واحد، وقد واجهت الجيوش بذلك مجموعة من المعارك التي خاضتها في رحلة فتح بلاد الشام، ومن أهمها:
- معركة أجنادين: التقت جيوش الروم والمسلمين في السابعِ والعشرين من شهرِ جمادى الأولى عام 13 هجرية، حيث كان الفرق واضحًا في أعداد الجيوش؛ فكانت جيوش المسلمين لا تتجاوز 33 ألف مقاتل مقابل 100 ألف مقاتل رومي، وقد تولى قيادة الجيوش كل من معاذ بن جبل وسعيد بن عامر و عامر بن الجراح وسعيد بن زيد وخالد بن الوليد -رضوان الله عليه عليهم جميعًا- وبالرغمِ من الفرق الشاسع في أعداد الجيوش إلا أن القائد المحنك قد تمكن من استخدام الأسلحة المعنوية بجعل النساء والأطفال يقفون خلف الجحافل الإسلامية لتحفيزهم معنويًا، وقد تحقق النصر الإسلامي بعد قتالٍ دامٍ بين الطرفين، وقد تمكن المسلمون من القضاءِ على 3 آلاف جندي، وفرار البقية إلى طرق متشعبة ملتفة حول موقع المعركة.
- معركة مرج الصفر، حقق المسلمون انتصارًا ساحقًا وفرضوا الحصار على مدينة دمشق حول الجيوش الرومية المقيمة في المدينة، إلا أن مرض الخليفة الصديق رضي الله عنه ووفاته قد نقل الخلافةِ إلى رضي الله عنه؛ وقد أصدر قرارًا مفاجئًا بعزل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ونقل إمارة الجيش إلى أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه.
- معركة اليرموك (في 15 هجرية/ المصادف 636م بين المسلمين والروم).
- معركة فحل – بيسان (في 13 هجرية في منطقةِ طبقة فحل في الأردن).
- معركة مرج الروم (في منطقةِ سهل البقاع اللبناني).
- فتح دمشق (13 هـ)، وبعلبك (15 ربيع الأول سنة 15 هـ).
- فتح حمص والشام الوسطى.
- فتح قنسرين وحلب وأنطاكية (وجاء ذلك في أعقابِ معركة الحاضر سنة 637م بين المسلمين والبيزنطيين على مقربةٍ من بلديةِ قنسرين).
- فتح المناطق الشمالية القصوى من الشام.
- فتح الساحل اللبناني (بعلبك وبيروت وصيدا) وفلسطين (سبسطية وعمواس وبيت جبرين وعسقلان وغزة واللد وقيسارية).
- فتح بيت المقدس.
- فتح قيسارية وبقية مناطق الأردن (سوسيا، جرش، بيت رأس والجولان).
- فتح