فضائل الصدق
فضائل الصدق تشفع كثيرًا للإنسان في الدُنيا والآخرة، الإنسان الصادق لا ينال فقط احترام الناس، بل ينال تقدير الله سبحانه وتعالى، ولأن الشيطان تم تسميته بالكذاب وأبو الكذاب، يدل هذا في الكثير من الأحيان أن الإنسان الكاذب هو غالبًا شخص يمكنه فعل أي خطأ كبير، مثل السرقة والقتل، وبالطبع هذا الأمر ليس تعميم، ولكن الكذب هو النواة الحقيقية لأي خطأ من الممكن أن يفعله الإنسان سواء في حق نفسه أو في حق أخيه الإنسان، وفي هذا المقال سيتم توضيح أهم فضائل الصدق في هذه الحياة، وأهم الأسباب التي تؤدي بالبشر إلى ، وعلاج مشكلة الشخص الكاذب، كل هذا وأكثر في هذا المقال.
آثار الصدق على الإنسان
لفضيلة مثل آثار عديدة في حياة البشر، فربما موقف واحد فقط يمكن أن يكون فيه الشخص صادقًا ينقذ حياة العديد من البشر، على العكس موقف واحد يشهد فيه الإنسان زورًا من الممكن أن يتسبب في ظلم العديد من الناس، هذا بجانب العديد من الآثار التي تؤثر على الشخص نفسه، وهذه أهم آثار الصدق الإيجابية على الإنسان:
الوفاء بالوعود
من أهم فضائل الصدق هو الوفاء بالوعود، لأن الشخص الصادق في كلامه، هو شخص يفعل ما قاله، بعكس الشخص الكاذب والذي لا يفعل ما قاله، ولذلك أغلبية الكاذبين كثيري الوعود، وهذا لسبب بسيط لأنهم يعلمون أنهم لن يفعلوا ما يقولون في حين أن الشخص الصادق قليل الوعود جدًا، وكلمته عزيزة، وهذا لأنه يعلم جيدًا أنه في حال وعد شخص بشيء فهو ينبغي عليه فعله أو على الأقل السعي لهذا الفعل.
الارتقاء بالحياة الزوجية
من أهم فضائل الصدق هي الحياة الزوجية المتزنة والسعيدة، وذلك لأن الرجل والمرأة كلما كانوا صادقين سويًا، كانت الثقة فيما بينهم أكثر، كما أن قول الصدق أمام ، يُعلم الأطفال ألا يكذبون على والديهم، هذا غير أن الأطفال أنفسهم لن يخافوا من قول الصدق حتى في حالة الاعتراف بالخطأ.
اكتساب احترام وثقة الناس
الشخص الصادق والأمين، يكون شخص موثوق فيه من الكثير من الناس، وربما مثل هؤلاء الأشخاص يكونوا قليلين، ولذلك يكون حملهم ثقيل، وأحيانًا تُثقل الناس عليهم بثقتهم الزائدة فيهم، ولكن هذا لا يمنع فكرة أن الثقة ومحبة الناس كنز لا يفنى، فمن الرائع أن يُعتبر الفرد صادقًا وأمينًا.
الراحة النفسية
من أهم فضائل الصدق هو الراحة النفسية الذي يتمتع بها الشخص الصادق، فهو لا يخاف من أن يكتشف أي شخص أمره، بل هو يفعل ما يمليه عليه ضميره ومعتقده وربه، وبهذه الطريقة يكون مرتاح نفسيًا على الدوام، وغير قلق، وهذا الأمر ينعكس بصورة أساسية على صحة الصادقين، ليكونوا بالفعل ذوي صحة نفسية وجسديه لائقة، والله سبحانه وتعالى يبارك لهم في أعمارهم.
نمو العمل التجاري
بالطبع العمل التجاري هو من أهم الأعمال في العالم، واقتصاد الدول في كل العالم يعمل عن طريق التجارة، الشخص الصادق يكون مقصد للمشترين، لسببين؛ لأنهم بالفعل يبيعون بضائع أصلية، ولا يعيبها شيء، السبب الثاني الصدق والثبات على هامش الربح، الشخص الصادق يبيع بضاعة موثوق فيها وبثمن موثوق فيه، الكثير من البشر يحبون هذه الصفة التجارية خصوصًا الرجال، ولذلك حسب الدراسات الاجتماعية في فإن مُعدل تِكرار شراء الرجل من نفس المحل أعلى من المرأة بكثير، ولكن ذلك في حالة اكتساب المحل ثقة المشتري.
الصدق مع الذات نعمة
هناك شيء يدعى “إنكار حقيقة الذات”، وهذا الأمر يصاحب الأشخاص الذين لا يريدون مصارحة أنفسهم أنهم يعانون من مشكلة ما، الشخص الصادق مع نفسه غالبًا يكون شخص متطور جدًا، لأن الأخطاء التي سيفعلها ستكون أقل، ولأنه سيبدأ في أن يكون رقيب على ذاته، الصدق في هذه الحالة يكون نافع جدًا للشخص نفسه، ويُمكن القول بإن الصدق مع الذات هو من أهم المعتقدات التي يجب أن يمتلكها أي إنسان يريد النجاح في حياته العملية والمهنية.
أسباب الكذب
للأسف هناك أسباب كثيرة تجعل الإنسان يتخلى عن قول الصدق ويبدأ في سرد الكذب، وبعد أول كذبة، مع نجاح هذه الكذبة، يصبح الكذب أسلوب حياة في حياة الكثير من البشر، وهذه أهم أسباب الكذب عند البشر:
القمع والخوف من العقاب
ومن هذا المنطلق، يُفضل نصيحة الآباء بألا يقمعوا أولادهم، هذا القمع مع مرور الزمن سيولد الكثير من التشوهات والعديد من المشاكل النفسية والأخلاقية وأهمهم الكذب بالطبع وهذا لأن الكذب سينجيهم من العقاب والقمع، العقاب الزائد عن الحد يجعل الكثير من الأطفال لا يقولون الحقيقية، وبالفعل ينجون من هذا العقاب، ولكن ما لا يعلمه الآباء أنه عندما يكبر هذا الطفل فهو سيفعل هذا الأمر مع كل الناس.
النفاق
النفاق هو الكذب من أجل الحصول على مصلحة، وللأسف في الحياة البشرية لا يوجد أكثر من المنافقين، هذا لسبب خلل آخر في وهو إشباع غريزة الكبرياء، ولذلك كلما تملق الفرد شخص من ذوي السلطة، كافأ صاحب السلطة من ينافقه حتى يكرر هذا النفاق، ويشعر صاحب السلطة بأنه شخص يمتلك القوة مرة بعد مرة.
اتخاذ الأبوين قدوة
للأسف هناك بعض الآباء لا يعلمون قيمة كونهم قدوة لأولادهم، ولذلك يكذبون علنًا أمامهم، بل وهناك آباء يحثون أولادهم على الكذب من أجل الحصول على شيء، هذا الأمر كارثي جدًا، لأن هؤلاء الأولاد سيكبرون على أن هذا الأمر طبيعي، في حين أنه ليس طبيعي، وذلك سيؤثر عليهم فيما بعد، وفي علاقاتهم الشخصية والاجتماعية، وفي العمل، كما أنهم سيكبرون على أنهم شخصيات مشوهة وكاذبة، وللأسف من تعلم الكذب في الصغر من الصعب جدًا أن يقتنع بخساسة الكذاب وأنه صفة سيئة، بل هو سيرى دائمًا مبرر للكذب.