سورة البقرة
هي أطول سورة في كتاب الله تعالى وعدد آياتها 286 آية كريمة، تعدُّ من السورة المدنية فهي أول ما نزلَ على رسول الله في المدينة، عدا الآية: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}، فقد نزلت في مكة يوم حجة الوداع في منى، رقم ترتيبها في المصحف 2 بعد وقبل آل عمران، سمِّيَت البقرة لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها، وتسمَّى أيضًا فسطاط المسلمين لما فيها من أحكام ومواعظ كثيرة ولبهائها وعظمتها، تحتوي على أعظم آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي، وعلى أطول آية وهي آية الدين أو المداينة، بدأت مثل العديد من سورة القرآن الكريم بحروف مقطعة معجزة من الله تعالى، إذ يقول في مطلعها: {الم* ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِين}،البقرة، الآيات 1-2. وهذا المقال سيتحدث عن سببت تسميتها ومقاصدها وعن فضل اخر ايتين من سورة البقره. سورة البقرة، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 16-08-2020.
سبب نزول سورة البقرة
إنَّ كل سورة في القرآن الكريم نزلت لأسباب متعددة، وقد اختلفت أسباب النزول بين السور وتعدَّدت حسب الوقائع والأحداث التي عاشها المسلمون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن أهم أسباب نزول سورة البقرة: سورة البقرة، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 16-08-2020.
- سبب نزول الآيات الأولى من السورة: يقول فيها مجاهد أنَّ أول أربع آيات نزلت في وصف المؤمنين، وآيتان نزلتا بعدها في وصف الكافرين، وثلاثة عشرة آية نزلت في وصف أحوال المنافقين.
- سبب نزول الآية 26: يقول ابن مسعود -رضي الله عنهما- أنَّه لما ضرب الله مثلًا للمنافقين بقوله: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا}، وقوله: {أو كصيب من السماء}، قال المنافقون: الله تعالى أعلى وأجل من أن يضرب مثل تلك الامثال، فأنزل الله قوله: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا}.
- سبب نزول الآية 62: ورد عن أنه قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أهل دين كنت معهم، قلت: يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك، ويشهدون أنك تبعث نبيًّا، فأنزل الله تعالى قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
مقاصد سورة البقرة
قبل المرور على فضل اخر ايتين من سورة البقره سيتمُّ ذكر مقاصد السورة الكريمة، حيثُ أنزل الله تعالى القرآن الكريم وجميع سوره بمقاصد عظيمة وجليلة، فيها هداية للناس وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان والتوحيد، ولا بدَّ من توضيح تلك المقاصد حتَّى يغتنمها المسلمون ويلتزموا بما جاءت به من عند الله تعالى، وفيما يأتي أهم مقاصد سورة البقرة: مقاصد سورة البقرة، موقع طريق الإسلام، اطُّلع عليه بتاريخ 16-08-2020.
- تعريف بعظمة القرآن الكريم وشأنه، وبيان أنَّ ما وردَ فيه من هداية بلغ درجةً من الوضوح لا يتردد إنسان له قلب سليم بقبوله.
- دعوة جميع الناس لاعتناق ورفض بقية الأديان الأخرى.
- الحديث عن أهل الكتاب ودعوة الناس إلى ترك الباطل الذي هم عليه، والدخول في الدين الحق.
- عرض الشرائع الإسلامية والأحكام بشكل مفصَّل، حيثُ شملت تقريرًا كاملًا عن أصول العلم وقواعد الإسلام العملية والنظرية.
- ذكر الوازع الديني والشرعي الذي يحضُّ الناس على الالتزام بتلك التشريعات والأحكام وتعظيمها.
- تعريف بالمؤمنين الذين استجابوا لدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتأكيد على الأجر الذي سيحصلون عليه في الدنيا والآخرة.
فضل اخر ايتين من سورة البقره
لقد ورد في فضل اخر ايتين من سورة البقره وفضل قراءتها أنَّ في ذلك خير كثير وأجر عظيم، ففي قراءة كل حرف من كتاب الله تعالى أجر كبير للمسلم كما وردَ في الحديث الصحيح، وبالإضافة إلى ذلك فقد خصَّت بعض الأحاديث عن -صلى الله عليه وسلم- آخر آيتين من سورة البقرة بالفضل العظيم، فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن قَرَأَ هاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ. قالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أبا مَسْعُودٍ وهو يَطُوفُ بالبَيْتِ فَسَأَلْتُهُ، فَحدَّثَني به عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ”،مسلم، صحيح مسلم، 808، صحيح. وقد أدرجه الإمام مسلم في باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة، فقد حثَّ رسول الله على قراءتها لما فيها من أجر كبير وفضل جزيل لا يعلمه إلا الله تعالى، وفي جميع آيات سورة البقرة بركة وخير، وقد أكَّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قراءتها كلِّها أيضًا حيثُ قال: “اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ”،مسلم، صحيح مسلم، 804، صحيح.
ولذلك يتبيَّن أنَّ فضل سورة البقرة عظيم وفي قراءتها أجر كبير وخير يضاعفه الله تعالى كما يشاء، وخصوصًا آخر آيتين منها فقد خصهما رسول الله بحديث صحيح، فهما تكفيان من يقرأهما كلَّ ليلة عن كل شيء، وقيل: تكفيانه عن قيام الليل أو عن الأذكار والأوراد، وفيها دعاء عظيم يتوسَّل به المسلم إلى الله أن يرفع عنه ثقل ما أمره به، وأن لا يحمله إلا قدر استطاعته، ثم فيها طلبُ العفو والمغفرة والاعتراف بأنَّه تعالى هو مولى المسلمين وخالقهم وناصرهم على أعدائهم، حيث يقول تعالى في آخر آية: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، والله تعالى أعلم. فضل خواتيم سورة البقرة، موقع إسلام ويب، اطُّلع عليه بتاريخ 16-08-2020.