صلاة الجمعة
يجتمع المسلمون في كلِّ يوم جمعةٍ لأداء ، ومن المعلوم أنّ يوم الجمعة هو يوم عيد المسلمين الأسبوعي الذي يلتقون فيه يُناقشون ما يهمُّ الأمة الإسلامية من القضايا ذات الأهمية الشديدة والتي تكون عالقةً في العادة وبحاجة لتوجيه الرأي العام نحو فكرةٍ وسبيلٍ معين، لذا تُعتبر صلاة الجمعة من أهمِّ ما يقوم به المسلمون من الصلوات لارتباطها بالأمور العامة للأمة الإسلامية بالإضافة لكونها عبادة روحانية ويوم اجتماع المسلمين ولقائهم وتشاورهم وتجديد الوُدِّ فيما بينهم، وفي هذه المقالة سيتمُّ بحث حكم صلاة الجمعة وبيان فضل صلاة الجمعة وبعض الأمور الخاصة بها.
حكم صلاة الجمعة وبعض أحكامها
لصلاة الجمعة الكثير من الأحكام الشرعية، وقد فصَّل تلك الأحكام وبيَّنوها بشكلٍ واضحٍ وجلي، ومن تلك الأحكام؛ وجوبها أو عدمه، ومن تجب عليه ومن لا تجب، وما هي الحالات التي تسقط بها وسبب سقوطها، وغير ذلك من الأحكام، وفيما يلي بيان بعض تلك الأحكام عند الفقهاء: ملخص أحكام صلاة الجمعة شبكة الألوكة
- حكم صلاة الجمعة: أجمع الثقات من أهل العلم على أنَّ صلاة الجمعة فرضٌ على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ حُرٍ غير مسافرٍ (مقيم) قادرٍ على القيام بها والسعي والوصول إليها، ما دام خالياً من الأعذار المبيحة لتركها وسمع أذان الجمعة وعلم بدخول وقت صلاتها، فإن تخلَّف عنها أثِم وارتكب معصيةً توجب التوبة و.
- من تجب عليهم صلاة الجمعة: تجب صلاة الجمعة على كلِّ مسلم، وهذا ابتداءً يعمُّ جميع المسلمين، ثم يُخصص منهم الذكور دون الإناث، فتجب على كلِّ ذكر، ثم يُخصص منهم من كان بالغاً، فلا تجب إلا على من بلغ السن الذي تجب الصلاة عليه فيه، ثم يُخصص منهم من كان عاقلاً، فلا تجب إلا على من بلغ عاقلاً مُدركاً غير مجنونٍ ولا سفيهٍ ولا معتوه، ثم يُخصص منهم السلامة من الأمراض والأوجاع والأمور التي تُبيح ترك صلاة الجمعة كالسفر والمطر والمرض الشديد وغير ذلك.
- من لا تجب عليهم صلاة الجمعة: لا تجب صلاة الجمعة على من استثناهم النبي -صلى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي يرويه أبو داود ويُصححه النووي وغيره حيث جاء فيه: (الجمعة حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعة: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ، أو صبيٌّ، أو مريضٌ)،رواه أبو داوود وصححه النووي، حديث رقم (1067). وفيما يلي بيان من استثناهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من وجوب صلاة الجمعة بحقهم.
:#المملوك (العبد): فمن شروط وجوب الجمعة كون المسلم حُراً لا عبداً سواء كانَ العبدُ مكاتَبَاً – بأن يتفق مع سيده على أن يدفع له ثمنه من عمله – أو أن يكون مدبَّراً (وهو الذي يُعتقه سيِّدُه على أنْ يكون إعتاقه متوقفاً على موت سيِّده)، أو كان بعضه حُراً وبعضه مملوكاً فلا تجب على جميع هؤلاء الجمعة ولكن إن أذن لهم سادتهم بأدائها ورغبوا بذلك جاز ذلك.
:#الصغير ما لم يكن مميزاً: فلا تجب عليه صلاة الجمعة حتى يبلغ الحُلُم عاقلاً.
:#المريض: وليس كلُّ مريضٍ لا تجب عليه الجمعة بل المقصود بذلك من لا يقدر على الوصول إلى المسجد بسبب مرضه، أو يتضرر بذهابه لأدائها أو يكون في أدائه للصلاة تأخرٌ في شفائه حينها يجوز لهم ترك أداء صلاة الجمعة وتسقط عنهم إلى صلاة ظهرٍ.
:#المسافر: اختلف الفقهاء بحكم ، فقال بعضهم، تسقط عنه وهو رأي أكثرِ العلماء، وقال آخرون بل إن صلاة الجمعة تجب على المسافر إذا نزل خلال سفره بقريةٍ تؤدى فيها الجمعة وكان يسمع النِّداء.
:#أصحاب الأعذار: لا تجب صلاة الجمعة بحق من كان لديه عذرٌ يُجيز له ترك صلاة الجماعة، كمن كان به سلس بولٍ أو كان يُصرع بين الفينة والأخرى، أو نحو ذلك من الأعذار المجيزة لترك الصلاة جماعةً.
فضل صلاة الجمعة
ليوم وصلاة الجمعة فضائل عديدة لا يمكن حصرها، وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بعض من فضل صلاة الجمعة، كما استنتج العلماء العديد من فضائلها من مواطن ونصوص أخرى، ومن تلك الفضائل على سبيل التمثيل ما يلي: فضائل الجمعة شبكة الألوكة
- يوم الجمعة يوم عيدٍ واجتماعٍ للمسلمين يلتقي فيه صغيرهم وكبيرهم وحقيرهم وأميرهم يتساوون في المكان والمكانة ويتوادّون ويتشاورون ويناقشون شؤونهم الدنيوية والدينية.
- يوم الجمعة له شأنٌ عظيمٌ عند الله -تبارك وتعالى- فقد جعل الله له شرفاً ورفعةً فاقت سائر أيام الأسبوع بل والعام، والله -سبحانه وتعالى- اصطفى يوم الجمعة وجعل له فضلاً ومنزلةً رفيعةً.
- في يوم الجمعة يغفر الله لعباده ما ارتكبوا من ذنوب ومعاصي بين الجمعتين، وجميع ما قاموا به من آثام وخطايا ما لم يكن بينها كبائر.
- يُسنُّ لاستقبال صلاة الجمعة الاغتسال والتطيب ولبس أجمل الثياب وأبهاها والتبكير إلى المسجد لنيل الأجر والمثوبة من الله -سبحانه وتعالى – وكلما بكَّر المصلي إلى صلاة الجمعة ازداد أجره.
- ومن أنّه يحضر الملائكة لتسجيل الأجور لمن يحضر صلاة الجمعة مبكراً فإذا أذن المؤذن رفعوا الصحف وقاموا يحضرون الصلاة مع الجماعة فصلاة الجمعة مشهودةٌ من ملائكة الله كما ثبت في الحديث الصحيح.
ترك صلاة الجمعة
لا ينبغي لمسلمٍ تجب عليه صلاة الجمعة أن يتغيب عن أدائها دون عذر، فإن كان ممن يُباح له تركها جاز ذلك، أما إن لم يكن منهم فيكون قد ارتكب كبيرةً من ، أما إن تعمد تركها وتركها عدة مرات؛ فإن بلغ تركه لها ما يزيد على ثلاث مراتٍ متتاليات طُبع على قلبه أنه منافقٌ معلوم النفاق، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (مَن تَركَ ثَلاثَ جُمُعَاتٍ مِن غيرِ عُذْرٍ، كُتِبَ مِن المنافِقينَ)،رواه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، حديث رقم (729) لذا لا ينبغي لمسلمٍ تركها إلا لسببٍ مشروع. حكم ترك الجمعة الإسلام سؤال وجواب.