الألعاب الإلكترونية
كانت الألعاب الإلكترونية القديمة مرتبطة بوجودِ جهاز تحكم يُربَط بشاشةِ التلفاز فقط، أما في الوقت الحالي فقد خرج الأمر عن ذلك النطاق ليصبح مقرونًا بالهواتف الذكية وشبكة الإنترنت، وفي وصف الألعاب الإلكترونية فإنها تلك الأنشطة التفاعلية التي تُمارس بواسطة الأجهزة الإلكترونية سواء كانت حواسب أو هواتف نقالة، و يعود تاريخ ظهورها إلى سنة 1971م، وقد اتخذت الألعاب الإلكترونية طابعًا مميزًا يمنح اللاعب شغفًا للاستمرار دون توقف في اللعب، وبالرغمِ من فوائد الألعاب الإلكترونية إلا أن لها سلبياتٍ كثيرة منها هدر الوقت مثلًا والوصولِ لمرحلة الإدمان، وتنقسم أنواع الألعاب الإلكترونية إلى عدةِ أنواع ذاع صيتها في العالم، وتتمثل بألعابِ المحاكاة، القتال، الحركة، المغامرات، التعليمية، الترفيهية، العوالم الموجهة، ولا بد من التنويه إلى أن الألعاب الإلكترونية تنبثق عن عالمٍ افتراضي غير موجود يفتح الأفق أما اللاعبين سواء كانوا كبارًا أو صغارًا للترفيه والاستفادة منها، وبالرغمِ من ذلك إلا أن هناك تحذيرات شديدة حول الخوفِ من بلوغِ حالات الإدمان، قد يتفاقم أمر إدمان الألعاب الإلكترونية لدرجةِ الهوس تبعًا لما أفادت به منظمة الصحة العالمية، حيث يصبح اللاعب عاجزًا عن الانقطاع عن اللعب، كما أن ذلك يصبح في رأسِ قائمة الأولوليات وأفضلها على حسابِ أولويات الحياةِ الأخرى، وبالرغمِ من تلك المخاوف سيتم التعرف على فوائد الألعاب الإلكترونية.
فوائد الألعاب الإلكترونية
جاءت العديد من البحوث العلمية التي تؤكد على فوائد الألعاب الإلكترونية، بالرغمِ من وجود العديد من الدراسات التي تؤكد أن لها أضرار جسيمة على الإنسان، وتاليًا أهم فوائد الألعاب الإلكترونية :
- تمرين الدماغ وتعزيز دوره، حيث كشفت الدراسات الحديثة بأن ألعاب الفيديو قادرة على صقل وتعزيز دور المهارات بشقيها التعليمية والمكتسبة لدى الإنسان، وذلك من خلال إطلاق المزيد من المادة الرمادية في الدماغ، حيث تترك اثرًا على المناطق المسؤولة عن التوجه المكاني والذاكرة والحركة وتخزين المعلومات بشكل ملحوظ.
- كما تؤكد المعلومات بأنه عند ممارسة ألعاب الفيديو لفترة تصل إلى 30 دقيقة كل يوم ترفع جودة الحياة وتحسن منها، بشرط عدم المبالغة في ذلك إطلاقًا.
- تعزيز حجم الدماغ، حيث أشارت الدراسات التي نظمها أحد كبار العلماء في مركز علم النفس سيمون كون بأن بنية الدماغ قد اختلفت نتيجة ألعاب الفيديو الإلكترونية، حيث ساهمت على صقل دور مناطق محددة في الدماغ وتدريبها جيدًا.
- تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات وتحسين جودة السلوك الاجتماعي، حيث أن التركيز في اللعبة يتطلب من اللاعب القدرة على التفكير في كيفية النجاة والفوز والتفاعل مع كل ما يحيط به في العالم الافتراضي، بالإضافة إلى التخطيط للمستقبل.
- القدرة على معالجة المعلومات وتوظيفها ودمجها وخزنها في الذاكرة بغض النظر سواء كان ذلك على المدى الطويل أو القصير، ومن بين الألعاب التي حققت نتائج عظيمة لعبة عالم ماريو.
- ضبط المهارة الحركية والأنشطة العضلية وتعزيز القدرة على التحكم بها.
- المساعدة على تقييم كل ما يحيط باللاعب، وتوليد الرغبة بالفوز وتخطي الصعوبات باستمرار.
- تحقيق التناسق والمرونة في المفاصل عند ممارسة التمارين الموجودة في ألعاب الفيديو الرياضية، حيث تجعله أكثر قدرة على التحدي والممارسة.
- الانتظام باللعب لمدةِ 30 دقيقة فقط يوميًا يعد مفيدًا لتحسين جودة النظر، حيث كان لها دور مهم في تعزيز التنسيق بين حركات العضلات الدقيقة واليد والعين معًا وتنظيم ذلك.
- تعزيز القدرة على القراءة، حيث كشفت العديد من الأبحاث أن من يلعب ألعاب الفيديو الإلكترونية قد تمكن من تفادي معضلة عسر القراءة، وذلك نظرًا لما تؤديه الألعاب الإلكترونية من استقطاب الانتباه وتجميع التركيز؛ فيصبح أكثر قدرة على استجماع قدراته العقلية وبالتالي تحسن جودة القراءة والفهم.
- تعزيز الصفات القيادية لدى اللاعب وجعله أكثر قدرة على التصرف في الأزمات.
- توليد الرغبة على الاهتمام بالتاريخ، إذ أن الألعاب الإلكترونية غالبًا ما تسلط الضوء على الخرائط والأمور التاريخية وذات العلاقة بالثقافة أحيانًا، لذلك فقد سجلت العديد من الملاحظات تجاه اهتمام اللاعبين بالحصول على الكتب والخرائط للوقوف على المعلومات الهامة.
- القدرةِ على شغلِ أذهان اللاعبين بالتفكير في حل الألغاز وألعاب الفيديو بمختلفِ أشكالها عوضًا عن الإفراط في ممارسة العادات السلبية منها التدخين والتهام كميات كبيرة من الطعام، وقد توصلت دراسة جامعية إلى أن النتائج قد أكدت بانخفاضِ 24% من الرغبة لدى لاعبي الألعاب الإلكترونية في الأمور المذكورة.
- التخفيف من التوتر والاضطراب، حيث يفرغ اللاعب طاقته السلبية في لعب الألعاب الإلكترونية، مما جعل الضغوطات النفسية أقل؛ حيث كشفت الدراسات أنه عند مراقبة لاعبي الألعاب الإلكترونية لمدةِ 6 أشهر فإن معدل ضربات القلب قد أصبح أفضل، وأن نسبة الأدرينالين قد تراجعت بما نسبته 50%.
- ارتفاع نسبة الشعور بالندم عند الوقوع بالأخطاء والقيام بممارساتٍ عنيفة، إذ أن دور البطل والشخص السيء في الألعاب قد جعل اللاعبين أقل عرضة للقيام بالأخطاء.
أضرار الألعاب الإلكترونية
- ازدياد احتمالية الإصابةِ بمرض التوحد، وذلك نتيجة العزلة التي يعيشها الطفل للانفرادِ بألعاب الفيديو، فيصبح منفصلًا عما يحيط به من العالم.
- إطالة تركيز النظر في شاشة الجهاز الذكي تتسبب في إجهاد العينين، وبالتالي إلحاق الأضرار بها منها الانحراف وقصر النظر.
- تضرر العمود الفقري، وذلك نتيجة الانحناء والجلوس بنفس الوضعية لساعاتٍ طويلة، وغالبًا ما يكون الجلوس غير صحي،.
- الخروج من الهدوء والتحول للعدوانية والسلوك العنيف، حيث يبدأ الطفل في تطبيق ما يشاهده من عنف في الألعاب على أرض الواقع.
- اضطراب جودة النوم لديه، فيتحول من النومِ ليلًا إلى النهار والسهر ليلًا، ثم تبدأ الأحلام المزعجة بزيارته.