صلاح الدين الأيوبي
مؤسس الدولة الأيوبية الملك الناصر صلاح الدين والدنيا يوسف بن شاذي التكريتي ، يعود له الفضل في توحيد المدن الإسلامية تحت راية الدولة العباسية وعلى رأسها الحجاز واليمن وتهامة والشام ومصر، كما أنه المساهم الأول في إزالة أثر الدولة الفاطمية بعد مرور 262 سنة على قيامها، وقد برز اسمه في سماء التاريخ بفضل ما قام به من إنجازاتٍ عظيمة ومن بينها معركة حطين ضد الصليبيين وتحرير مدينة القدس من قبضتهم، كما ساهم في استرجاع لبنان والغالبية العظمى من الأراضي الفلسطينية.
ولد الملك المظفر صلاح الدين الأيوبي في سنة 532 هـجرية المصادف 1138 ميلادية في مدينة تكريت في العراق، وقد نشأ وترعرع في مدينة دمشق، وكانت هذه المدينة نقطة انطلاقه إلى العالم الخارجي ليقدم أسمى المساهمات في نصرة الدين الإسلامي، وتشير المعلومات إلى أن نجمه قد سطع في منتصف القرن الثاني عشر خلال فترة خضوع مصر لحكم لدولة الفاطمية، وقد ساهمت شجاعته وبسالته في القتال بالمعارك وقيادة الجيوش في أن يصبح شخصية مرموقة ذات هيبة في البلاد الإسلامية، وفي هذا المقال سيتم التعرف على المدينة التي وُلِد فيها صلاح الدين الأيوبي. صلاح الدين الأيوبي
مدينة تكريت
تتموضع مدينة تكريت التي ولد فيها صلاح الدين الأيوبي فوق الضفة اليمنى من نهر دجلة، وتبعد عن العاصمة العراقية بغداد بنحو 180 كم شمالًا، أما المسافة الفاصلة بينها وبين الموصل فتتجاوز 330 كم جنوبًا، وترتفع المدينة لنحو 50 متر تقريبًا فوق مستوى سطح البحر، وتمتاز بأنها شديدة الانحدار نحو نهر دجلة، وتكثر فيها الأودية والشعاب والمناطق المنحدرة بشكلٍ طبيعي من الغرب باتجاه الشرق، وتتخذ الهضبة الغربية منها مسافةً لا بأس بها، ومن أبرز الأودية التي تجتاح أراضي المدينة وادي الخر. تكريت
تاريخ مدينة تكريت
من أبرز المراحل التاريخية التي مرت بها مدينة تكريت:
- تتمتع مدينة تكريت بتاريخٍ عريق، بدأت مدينة تكريت في أول عهدها كقلعة حصينة شيدها الرومان تحت تسمية قلعة دجلة، ويشار إلى أنها قد جاء ذكرها في عددٍ من النصوص الآشورية التي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة ما بين 890-884 قبل الميلاد، إلا أنه من المؤكد أنها قد ظهرت تسميتها في رقيم طيني عثر عليه في إحدى أرجاء مدينة آشور.
- اعتُبرت مدينة تكريت موطنًا للقبيلة الآرامية البدوية وتحديدًا في الأجزاء الغربية بالنسبة لنهر دجلة، وقد تعرضت لحملة عسكرية عنيفة من قِبل إحدى القبائل سنة 885 قبل الميلاد بعد أصبحت تشكل خطرًا أكيدًا على المملكة الآشورية، كما تعرضت أيضًا لحملة عسكرية أخرى في الفترة ما بين 810-783 قبل الميلاد على يد أحد ملوك الدولة الآشورية.
- فتحت تكريت أبوابها لابن جبير في 19 من شهر صفر سنة 580 هجرية/ المصادف الموافق حزيران سنة 1188م، وقد وصفها بأنها مدينة فسيحة تكثر فيها الأسواق والمساجد، ومن أبرز القبائل التي قطنت في مدينة تكريت قبيلة تغلب وأياد.
- بدأت الديانة المسيحية بالدخول إلى مدينة تكريت على يد المبشرين النساطرة منذ فجر التاريخ، وقد حاول الرومان اتخاذها مقرًا لهم بعد أن كانت ثغرًا من ثعور الدولة الرومانية.
- جاء الإسلام الحنيف إلى مدينة تكريت مع حلول القرن السادس الإسلامي، فوصل إليها المسلمين بقيادة الصحابي عبد الله بن مالك بن المعتم العبسي وانتزعوها من القبضة الرومانية، وبدأ الإسلام بالانتشار فيها بشكلٍ كبير في السنة السادسة للهجرة المصادف 637 ميلادية، وبالرغم من ذلك إلا أنها حافظت على اعتبارها مقرًا للديانة المسيحية حتى حلول سنة 1164 ميلادية.
- شهدت مدينة تكريت تشييد العديد من دور العبادة المسيحية ومنها الأديرة والكنائس، وعى رأسها الكنيسة الخضراء.
فتح مدينة تكريت
تمكنت الجيوش الإسلامية بقيادة الصحابي عبد الله بن مالك بن المعتم العبسي في فترة خلافة الفاروق عمر بن الخطاب من فتح مدينة تكريت، وجاء ذلك استمرارًا للفتوحات التي بدأ بها المسلمين في وسط العراق وجنوبها، وقد جاء الفتح الإسلامي لها بعد انقضاء 40 ليلة من الحصار إثر قوة حصون المدينة، وتشير المعلومات إلى أن عدد أفراد الجيش الإسلامي قد بلغ 5 آلاف مقاتل بينهم كل من الصحابة: الحارث بن حسان الذهلي وفرات بن حيان بن ثعلبة العجلي وغيرهم.
أعلام مدينة تكريت
برزت نخبة من الرجالات والأعلام من مدينة تكريت، ومن أهمها:
- الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي.
- رئيس الجمهورية العراقية السابق صدام حسين.
- العلامة داوود بن سلمان الناصري الرفاعي.
- رئيس المجمع العلمي العراقي الدكتور أحمد مطلوب.
- وزير الدفاع السابق عدنان خير الله طلفاح.