الدولة الأموية
عاشت البلاد الإسلامية في الفترة التاريخية الممتدة بين 662م وحتى سنة 750م في ظل حكم الدولة الأموية ثاني أكبر خلافة في صدر الإسلام، واتخذت من مدينة دمشق عاصمةً لها وانتقلت بعدها إلى حرّان في أواخر سنين وجودها، بسط بنو أمية نفوذهم على المنطقة الجغرافية الممتدة بدءًا من أطراف الصين من الناحية الشرقية ووصولًا إلى المناطق الجنوبية الفرنسية في الغرب، كما دخل بنو أمية إلى الأراضي الأفريقية والمغربية والأندلسية، ووصلوا إلى بلاد ما وراء النهر والسند والجهة الجنوبية من الغال.
تشير المعلومات إلى أن أصول بني أمية تنحدر من أمية بن عبد شمسٍ القريشي، أما مؤسس الدولة الأموية فهو معاوية بن أبي سفيان وأول الخلفاء فيها، ودون أدنى شك أن كل دولة من الدول والخلافات الإسلامية قد جاءت بعد زوال أختها السابقة لها، وفي هذا المقال سيتم التعرف على قيام الدولة الأموية بأدق التفاصيل.
مؤسس الدولة الأموية
مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، يكنى بأبي عبد الرحمن،يعتبر أول خليفة في الدولة الأموية وسادس خليفة في الإسلام، وُلد في مكة المكرمة سنة 15 قبل الهجرة المصادف 608 ميلادي، ونشأ وترعرع في بطون مكة، واعتنق الإسلام قبل واقعة فتح مكة، بدأ بالتأهب لإعلان قيام الدولة الأموية في بلاد الشام، اعتلى عرش الدولة الأموية رسميًا في سنة 661م المصادف 41 هجرية، وتوفي في سنة 680م عن عمرٍ يناهز 78 سنة في دمشق. معاوية بن أبي سفيان
قيام الدولة الأموية
جاء قيام الدولة الأموية بعد أن اندلعت أحداث الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان في المنطقة، وبدأت شرارة الفتنة بالانتشار تدريجيًا في المنطقة، وانتهت في مقتل الخليفة بن عفان رضي الله عنه في سنة 35 هجرية المصادف 656م، وازدادت وتيرة التوترات في المنطقة وتولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة بعد ذلك، إلا أن الفتن لم تنتهِ أيضًا واستمرت بالاشتعال، ومع حلول شهر رمضان سنة 40 هجرية المصادف 660م بدأ الخوارج بالاتفاق على قتل الصحابة الثلاث علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص -رضوان الله عليهم جميعًا- وقد نجح عبد الرحمن من الملجم بمهمته فقتل بن أبي طالب، أما المهمات الأخرى فقد باءت بالفشل الذريع وقُتِلا على إثر ذلك، ويذكر بأن ابن أبي سفيان كان يتولى أمر الشام عام 18 هجرية، وبدأ بالانطلاق نحو تأسيس دولته بعد العديد من الأحداث، وتم توليته أمر خلافة المسلمين على هامشِ ذلك، وبدأ ببناء دولته التي امتدت من شبه الجزيرة العربية نحو العراق ومصر وبلاد الجزيرة وخراسان والشام، واتسعت رقعة امتداد الجيوش وحركات فتح البلاد سعيًا لنشر الدعوة الإسلامية وحمايتها من التشويه. الدولة الأموية
سقوط الدولة الأموية
استمر قيام الدولة الأموية لفترة طويلة، ومع حلول سنة 750م/132 هجرية انهارت الدولة وسقطت على هامشِ عدد من الأسباب، الانشغال باللذات والشهوات وغض الطرف عن الاهتمام بنشر الدعوة الإسلامية، بدء الظلم بالتسلل إلى الدولة؛ فطغى الخلفاء على الرعية، وأصبح النزاع على السلطة والخلافة الهم الأول للكثير دون الالتفات لأحوال المسلمين، كما ساهمت الثورات الداخلية وانتشار الفتن إلى ازدياد التوتر وتزعزع جسد الدولة، كما ظهرت أيضًا الحقد والكراهية بين الخلفاء بشكلٍ كبير حتى آل الموضوع إلى تولي الخلافة من قِبل اثنين وليس واحد.
لم يقف لأمر عند ذلك، بل ازدادت وتيرة العصبية وتفاقمت بين القبائل العربية تحديدًا بعد وفاة يزيد بن معاوية، وبذلك أصبحت الأراضي التابعة للدولة الإسلامية موطنًا للاضطرابات والثورة والفتن، وما زاد من حدة الموضوع انغماس بعض خلفاء الدولة بالحياة الكريمة والترف والرفاهية، وقررت الشعوب الثورة على الدولة الأموية وخلفاؤها. أسباب سقوط الدولة الأموية
إنجازات الدولة الأموية
من أبرز إنجازات الدولة الأموية:
- الاهتمام الكبير بالعلم وانتشاره، فظهرت دور العلم ومراكز التعليم في كل من مكة والاسكندرية والفسطاط والمدينة المنورة والكوفة والبصرة.
- الاهتمام بالعلوم القرآنية والنحوية وبروزها بشكل كبير.
- البدء بتدوين الأحاديث النبوية الشريفة والاهتمام بها من قِبل نخبة من العلماء الشرفاء، وأبرزهم أنس بن مالك.
- تفسير القرآن الكريم على يد كوكبة من العلماء الأفاضل، ومنهم الحسن البصري وعبد الله بن عباس وعكرمة بن عبد الله وغيرهم، رضوان الله عليهم جميعًا.
- نشأة علم الكيمياء بالمفهوم التطبيقي والعلمي.
- تنمية استخدام الترجمة.