قيام الدولة العثمانية
هي أحد أكبر الإمبراطوريات عبر التاريخ، فقد امتدت فترة حكمها وسيطرتها إلى أكثر من ستة قرون من الزمان، وكانت واحدة من أقوى الدول في العالم، ولها عظيم يشهد له القاصي والداني، فمن دونها كان من الممكن أن تكون والحجاز والكثير من بلاد المغرب العربي قد احتُلت مئات المرات من الروم والمغول والتتار، وقد استمر من عام 687 إلى عام 1342 هجري) (1299 إلى عام 1924 ميلادي).
تاريخ الدولة العثمانية
يعود قيام الدولة العثمانية إلى ، فعندما اشتد الهجوم المغولي على بلاد المسلمين في بلاد أواسط آسيا (خراسان، أذربيجان)، قامت قبيلة قابي التركمانية بالرحيل إلى منطقة تسمى “خلاط” شمال بحيرة وان، وعندما هدأ المغول وتوقفت غاراتهم أراد زعيم قبيلة قابي سليمان شاه الرجوع إلى موطنه إلا أنه غرق في نهر الفرات في طريقه للعودة إلى موطنه الأصلي، فقرر أبنائه أرطغرل ودندار الاتجاه شمالاً إلى الأناضول، ولاحظ أرطغرل في هذه الأثناء جيشان يتقاتلان، وكان طرف منهم جيش مسلم والآخر جيش من الروم، فهب لنصرة الجيش المسلم، وكان هذا الجيش تابعاً لدولة السلاجقة المسلمة بقيادة الأمير علاء الدين، الذي كافئ أرطغرل بأن أعطاه أراضٍ له ولقبيلته على حدود دولة السلاجقة مع الروم ليحميهم منهم، نظراً لما كان يُعرف عن التركمان من قوة في القتال وحكمة وذكاء كبير في التخطيط للمعارك، لذا قضى أرطغرل حياته في الدفاع عن أراضي وكان الأمير علاء الدين يعطيه على كل نصر يحققه أرضاً جديدة له ولقبيلته، ومن بعدما توفي أرطغرل عام 687 هجري استلم ابنه عثمان قيادة قبيلة قابي التركمانية و التي حكمت أكثر من نصف العالم فيما بعد.
اتخذ عثمان بن أرطغرل مدينة “قره حصار” في الأناضول عاصمة لدولة العثمانيين، وفي عام 699 هجري أغار عثمان على إمارة القرمان، وهرب الأمير علاء الدين إلى بيزنطة، وتسلم من بعده ابنه غياث الدين لكنه قتل على يد المغول، فقام عثمان بعد ذلك بالاستقلال وإعلان دولته العثمانية دولة مستقلة، واتخذ مدينة “يني شهر” عاصمة جديدة لها، وفتح عثمان مدينة بورصة عام 726 هجري بعد أن هاجم المغول وهزمهم، وتوفي عثمان بن أرطغرل في نفس العام واستلم ابنه أورخان الأول السلطة بعد أن أوصى عثمان بها له لما يتصف به من الصفات المناسبة للقيادة والزعامة من شجاعة وحكمة وذكاء، واستمرت حركة الفتوحات العثمانية لبلاد المسلمين المحتلة من قبل الصليبيين وغيرهم.
الخلفاء والسلاطين العثمانيين
شهدت الدولة العثمانية الكثير من السلاطين والخلفاء على مر التاريخ، وقد اتخذ على عاتقهم مواصلة العمل والدفاع عن الإسلام وبلاد المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، ومن هؤلاء الخلفاء:
- عثمان بن أرطغرل (678 – 726 هجري)، وهو مؤسس الدولة العثمانية وينسب إليه اسمها.
- أورخان غازي بن عثمان (726 – 761 هجري).
- مراد الأول ابن أورخان غازي (761 – 791 هجري).
- بايزيد ابن مراد خان (791 – 805 هجري).
- محمد جلبي بن بايزيد الأول (816 – 824 هجري).
- مراد خان الثاني ابن محمد جلبي (824 – 855 هجري).
- محمد الفاتح (855 – 886 هجري)، عام 857 هجري، بعد حصار طويل على المدينة، وهي تعرف الآن بإسطنبول في تركيا.
- بايزيد الثاني ابن محمد الفاتح (886 – 918 هجري).
- سليم بن بايزيد الأول (918 – 926 هجري).
- سليمان بن سليم الأول (926 – 974 هجري).
- سليم الثاني ابن سليمان القانوني (974 – 982 هجري).
- مراد خان الثالث (982 – 1002 هجري).
- محمد الثالث ابن السلطان سليم الثاني.
- أحمد بن محمد الثالث.
- مصطفى الأول ابن محمد الثالث.
- عثمان الثاني ابن أحمد الأول.
- مراد الرابع ابن أحمد الأول.
- إبراهيم بن أحمد الأول.
- احمد الثاني بن إبراهيم.
- مصطفى الثاني بن محمد الرابع.
- أحمد الثالث بن محمد الرابع.
أحداث عاصرها العثمانيون
في ظل الفترة الطويلة التي بقيت فيها الدولة العثمانية قائمة والتي تقدر بستة قرون من الزمان استمر فيها ، كان من الطبيعي أن تعاصر الكثير من الأحداث التاريخية على المستوى الدولي والسياسي والاقتصادي والديني أيضاً، ومن الأحداث التي حدثت في ظل وجود الدولة العثمانية:
- حملة نابليون على مصر.
- حرب الصرب عام 1806 ميلادي.
- الحرب مع روسيا عام 1806 ميلادي.
- معركة نافارين البحرية ضد فرنسا وإنجلترا وروسيا، وانتصر فيها العثمانيون.
- احتلال الجزائر عام 1830 ميلادي.
- احتلال بريطانيا لعدن في اليمن عام 1839 ميلادي.
- الحرب التركية الروسية عام 1878 ميلادي.
- حرب البلقان عام 1912 ميلادي.
عوامل سقوط الدولة العثمانية
وفي بدايات القرن العشرين عانت الدولة العثمانية من الكثير من التقلبات وعوامل الضعف الإداري، والعسكري والسياسي والديني أيضاً فهي كانت تعتبر بمثابة قلب العالم الإسلامي في ذلك الوقت، ففي بدايات القرن العشرين حاول السلطان عبد الحميد القيام بالعديد من الإصلاحات في الدولة، وقام ببناء سكة حديد الحجاز، ودعا المسلمين ليتحدوا لدعم دولتهم في ظل النشاط الاستعماري للكثير من الدول مثل و، ونشوء الكثير من الحركات الثورية والتحررية في الدول الخاضعة لحكم العثمانيين، لكن الدولة العثمانية لم تصمد أمام كل هذه العوامل وانهارت في عام 1924 ميلادي بعد خسارتها في الحرب العالمية الثانية ونجاح ثورة الشريف الحسين بن علي في الحجاز وبلاد الشام.