كان يا ما كان في قديم الزمان، كانت هناك في غرفة الطفل حسام مكتبة صغيرة مليئة بالكتب المثيرة، ففي ركنٍ ما تجلس ليلى ذات الرداء الأحمر الجميل، وفي ركنٍ آخر يتسامر علي بابا مع علاء الدين، كل ذلك على مرأًى ومسمعٍ من الطفل حسام الصغير، الذي كان لقصص الأدب العربي للأطفال على خياله أجمل التأثير.
ولكن الآن صار الحال غير الحال، فرحلت ليلى بردائها الجميل، وجاءت آليس من بلاد العجائب، وصار الأمير الأجنبي الصغير هو المسيطر على مكتبة الطفل العربي ذي العقل المنير.
ومن هنا كان لزامًا علينا أن نُذكِّر الأهل والأطفال بقصصنا العربية الجميلة في قائمةٍ صغيرة من أشهر كتب الطفل العربي الحديثة:
فندق الثعالب
كتاب جميل للأطفال، يحتوي على 33 قصةً عن الحيوانات والطبيعة والبيئة، كتبه الكبير محمد المخزنجي، الذي يتميز بأسلوبه السلس والممتع والمشوق.
وبذلك الأسلوب القصصي الجميل، يُعطي الكاتب للطفل المعلومات المختلفة عن الحيوانات والبيئة من حوله؛ ففي قصة (عندما اختفت العصافير) كان الكاتب يتحدَّث عن التلوث الضوضائي، وأثره في غياب الطبيعة وهجرة العصافير وانتشار الحشرات، بأسلوبٍ بسيط يُمتع الكبير والصغير.
وهو كتاب قيِّم بمعلوماته، وبرسوماته التي أبدعها الفنان وليد طاهر، وحكاياته التي ستُدخل في قلوب الأطفال حبَّ الطبيعة والحيوانات، واحترام الكائنات التي تحيط بهم والرفق بها، فيُوصل الكاتب رسالته للطفل وهي “ما دخل الرفق في شيءٍ إلا زانه”.
صاحبي الجديد
“كيف يقول أبي إنَّ القمر بعيدٌ جدًّا؟.. أشعر أنَّ القمر قريبٌ جدًّا.”
بهذه الكلمات البريئة يصف كريم الطفل الصغير صاحبَه الجديد (القمر) في قصةٍ ممتعة من تأليف وليد طاهر ورسومه، جوُّها مليء ببراءة الطفولة وأحلامها.
و(صاحبي الجديد) عمل أدبي مميز، يعمل على تنمية الجانب الإبداعي للطفل، وهو في جميع أعمارهم، بل إنه الكتاب الأفضل للكبار إذا باغتهم الحنين إلى الطفولة.
عروسة حنان
حنان بنت مصرية تحب اللعب بالعرائس، وتريد أن تصنع عروسةً تشبهها، وساعدتها في ذلك والدتها، لتتعلَّم حنان بعدها أنها من الممكن أن تستفيد ببقايا الأقمشة والأشياء المهملة لصناعة الألعاب والأشياء الجميلة.
إنها ملخص قصة (عروسة حنان)، التي كتبها ورسمها الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني، وهي قصة جميلة تُعلِّم الأطفال الإبداع والانتماء والاعتزاز بالذات، كل هذا بالإضافة إلى كيفية صنع عروسةٍ صغيرة بأيديهم، واستغلال الأدوات المهملة لخلق إبداعاتٍ جميلة.
كشكول الرسام
كتاب جميل ما هو إلا تحقيق لحُلم كاتبه محيي الدين اللباد؛ فهو الطفل الذي أراد أن يكتب ويرسم الأشياء الجميلة، ولم يُحقِّق هذا الحلم إلا بعدما كبر، وفي هذا الكشكول سنجد من الذكريات ما سيُثير فضول الطفل ويُمتعه.
وينقسم (كشكول الرسام) إلى مجموعةٍ من الفصول، وكل فصلٍ له حكاياته المميزة؛ ففي فصل (الاكتشافات) يحكي الكاتب عن اكتشافاته الطفولية الصغيرة، أما في (أبطال) فيحكي بالرسوم الملونة الجميلة عن كل من مثَّلوا له نموذج البطل وهو صغير، وعن الخارقين والأسطوريين المفضلين لديه.
النقطة السوداء
كتاب آخر متميز للفنان وليد طاهر، ولكنه هذه المرة كتاب للأطفال، إذ تدور القصة حول مجموعةٍ من الصغار الذين يلعبون معًا في أرضٍ واسعة بالجوار، حتى ظهرت فيها نقطة سوداء ضخمة غيَّرت حياتهم، فتأقلموا واستسلموا إلا مروان.
وفي أحداث القصة المثيرة سيتعرف الطفل على مفاهيم جديدة عليه، ألا وهي المثابرة وروح الفريق، والتفكير المبدع الخلاق، وعدم الاستهانة بالأفكار، فكما تروي الحكاية “لا يهم إذا كان الحل سهلًا أو صعبًا، المهم أن يكون حلًّا”.
أغنيات إلى الأشياء الجميلة
ديوان للأطفال، كتبه المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري لابنته، فيه عدد من الأشعار الرقيقة البسيطة التي تشبه الأغنيات، تتخللها الأفكار والموضوعات العميقة عن الحياة، كأغاني عن الميلاد، وعن الزواج، وعن التجارب والخبرات، وغيرها.
ومن براعته ورقَّته، حصل ذلك الديوان الممتع على جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال عام 2002، ومن القصائد الجميلة فيه قصيدة (النجمة والنغمة والزهرة)، وهي التي يذكر فيها: “إن استيقظتِ يومًا عند الفجر يا فتاتي، وسقطت من السماء نجمة، وأمسكت بها في يديكِ، فلتسألي نفسك إذن، هل أمسك بالنجمة، أم أعيدها إلى قبة السماء؟”.
وعبد الوهاب المسيري مفكر كبير، عُرِف في كتاباته بأسلوبه الأكاديمي ودراساته المعمَّقة، ولكنه كسر حدة تلك الكتابات ببعض المجموعات القصصية وديوان الشعر (أغنيات إلى الأشياء الجميلة).