كلمات عن التفاؤل
التفاؤل لغة هو مصدر مُشتق من الفعل تَفاءلَ، ويُعبِّر عن استعداد المرء النفسي ليطمئن إلى الحياة ويرى جانب الخير من الأمور، وهو ما يُساعد المرء على تحمّل المصاعب التي يواجهها في حياته، وقد عرّف ابن منظور التفاؤل بأنه: “القول أو الفعل الذي يُستبشَر به”، و هو عكس التشاؤم والذي يُعرّف بأنه: “ترقُّب حدوث الشرّ”، والتفاؤل هو استعداد شخصي يُمَكِّن الفرد من إدراك الأشياء من حوله بطرق إيجابية ليُصبح توجهه إيجابياً نحو ذاته، ونحو الحاضر والمستقبل.
ويُعد التفاؤل من العوامل التي تؤثر في حياة المرء وتشغل حيزاً في تفكيره، وهو ما يعكس توقعات الفرد الإيجابية في حياته، حيث يتوقع الأفضل وينتظر الخير، والتفاؤل هو حُسن الظن بالله والتفاؤل يشكّل بطبيعة الحال، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (يقول الله تعالى: “أنا عند ظن عبدي بي”)، صحيح البخاري الجزء: 7405 فإن أحسن المرء ظنه بالله فإن الله لن يُخيب ظنه، ومهما حدث في حياة المرء من مصاعب ومصائب، فمن شأن التفاؤل أن يأخذ بيده ولا يجعل من تلك المصائب باباً لدخول اليأس والبدء بالتشاؤم، حيث تزداد أهمية التفاؤل وخاصة في الأزمات والابتلاءات التي يتعرض لها المرء.
والتفاؤل هو ركيزة من ركائز المجتمع الأساسية للنجاح والتقدم، وهي طريق المرء نحو الثقة والإيجابية، ومن خلال التفاؤل يسعى المرء وراء أهدافه والتي من شأن تحقيقها أن يُحقِّق له أحلامه ويُشعِره بالرضا عن نفسه وبالتالي يَسعَد ويَنجَح في حياته، والشخص المتفائل هو الذي يستغل الصعاب التي يمر بها ويغتنمها ليُطور بها ذاته ويسير نحو أهدافه ويَستبشِر خيراً بالمستقبل ومن .
أهمية التفاؤل وفوائده
اهتم العلماء والباحثون بالتفاؤل اهتماماً كبيراً، وخاصة العاملين في مجال الاجتماعي، وعلم النفس الإكلينيكي وعلم النفس الإيجابي، ودرسوا آثاره في حياة الأفراد، وقد أسفرت نتائج الدراسات أن التفاؤل يعود على الفرد بالعديد من الفوائد المادية والمعنوية والمرتبطة في الصحة الذهنية والجسدية، وله تأثير على الناحية العضوية والناحية النفسية للفرد، كما أنه يؤخر المضار الظاهرة والباطنة في محيط الإنسان وفي نفسه، فيخفف التفاؤل من توتر الإنسان وقلقه، ويصرف عنه الاكتئاب وأي أعراض قد تصاحبه، فقد وجدت الدراسات أن أغلب الأفراد القلقين يغلب عليهم التشاؤم، كما وجدت أن التفاؤل يخفف من أعراض الشيخوخة أو الشعور بها مع التقدم بالعمر، والتفاؤل يدفع الإنسان للعطاء، ويجعله يتقدم، ويعمل وينجح في عمله.
ويمكن القول أنه وبشكل عام يقوي من عزيمة المرء، ويبعثه على الجد، كما وينشر الفرح والسرور في نفسه، وفي الأسرة والمجتمع من حوله أيضاً، وقد توصلت الدراسات إلى وجود علاقة موجبة بين التفاؤل وتقدير الذات، فكلما تفاءل المرء كلما زاد تقديره لذاته، فالمتفائل إذا حدث له أمر غير سار يلوم العوامل الخارجية من حوله، ويعتبر ما حدث أمراً مؤقتاً، بعكس المتشائم الذي يبدأ بلوم نفسه ويعتقد أن ما حدث هو أمر دائم وأن الأمور السارّة التي تحدث له هي أمر مؤقت وخارج عن إرادتهم وذاتهم، أما في ما يتعلق بالصحة البدنية والصحة الجسمية فقد تبين وجود علاقة بين التفاؤل وصحة المرء الجسمية، حيث يؤثر التفاؤل على سرعة الشفاء من الأمراض العضوية ويزيد من كفاءة عمل جهاز المناعة.
ويُعتبر التفاؤل أمراً يُساعد على مواجهة الأمراض، مثلاً عند انخفاض طاقة التوتر في جسم الإنسان فإن من شأن ذك تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد نتج عن دراسات اهتمت بالنساء المصابات بمرض السرطان ويخضعن للعلاج أن المتفائلات منهن يزيد شعور التحدي والمقاومة لديهن، فيقدرن على مقاومة المرض أكثر من المتشائمات واللواتي تشعرن بالعجز، وفي دراسة استمرت لمدة خمس سنوات أُجريت لمعرفة أثر التفاؤل في الشفاء من جراحة الشريان التاجي تبين أن المرضى المتفائلون هم الأسرع شفاءً بعد العمليات الجراحية مقارنة بالمرضى المتشائمين.
برمجة التفاؤل
فيما يأتي خطوات برمجة المرء لنفسه ليُصبح متفائلاً والتي يمكن أن يقوم بها الشخص ويكررها بالإضافة إلى حفظه وتكراره لكلمات عن التفاؤل ليزيد من التفاؤل لديه:
- معرفة المرء للأفكار والمشاعر السلبية التي تسيطر عليه: وذلك من خلال كتابة جميع الأفكار السلبية أو المشاعر السلبية التي يمر بها أو تخطر على باله منذ الصغر وحتى وقته الحالي، ويُنصح أيضاً بالتركيز على المشاعر السلبية التي شعر بها المرء خلال اليومين الماضيين، ومن ثم على المرء أن يُصارح نفسه فيما إذا كان يود التخلص من هذه المشاعر والأفكار السلبية ويُصبح متفائلاً محباً للحياة، وأن يعلم مدى تأثير هذه الأفكار السلبية عليه سلباً.
- التخلص من المشاعر السلبية: ويمكن للمرء أن يتخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر عليه من خلال إغماضه لعينيه والاسترخاء، ومن ثم ممارسة الشهيق والزفير بعمق إلى أن يشعر بالاسترخاء تماماً، وهُنا يبدأ العقل بالتخلص من الأفكار السلبية شيئاً فشيئاً مع ممارسة هذه الخطوات بشكل دوري.
- رؤية الجانب الإيجابي في الأمور: فلكل شيء في هذه الحياة جانب إيجابي وآخر سلبي، وعلى المرء أن يحاول دائماً رؤية الجانب الإيجابي، وأن يتخيل الأمور الإيجابية اتجاه الأمور التي تواجهه، وأن يرسم مشاعر إيجابية أيضاً في مخيلته ويتفاعل معها، فعلى سبيل المثال لو أراد المرء أن يُقدِم على عمل ما، فإنه سيخطر في باله الكثير من الأمور السلبية حوله بالإضافة إلى الأمور الإيجابية، وهُنا يُنصح بأن يقوم بخطوات الاسترخاء فُيغمض عينيه ويأخذ نفساً عميقاً ثم يُخرجه وهكذا إلى أن يسترخِ تماماً، ومن ثم يبدأ بتخيُّل الأمور الإيجابية الناتجة عن ذلك العمل ومشاعر الناس من حوله وتفاعلهم معه في حال نجاحه بالأمر من تصفيق وتهاني وغيرها من المشاعر الإيجابية الأخرى والتي تُشجِّعه وتزيد من تفاؤله.
- الحديث مع النفس بإيجابية: حيث إن الحديث مع النفس أمراً هاماً في تدريب المرء نفسه على التفاؤل، فعليه أن يتحدث مع نفسه بشكل إيجابي وبعيداً عن أي أفكار سلبية من الممكن أن تجعله متشائماً، وإذا أخفق في أمر ما فعليه أن يعلم أن الخطأ أمر وارد، ويمكن أن ينهض وينجح من جديد.
حكم وأقوال مأثورة عن التفاؤل
فيما يأتي حِكَم وأقوال مأثورة عن التفاؤل، والتي قد يُرددها المرء ككلمات عن التفاؤل، وقد يُساعده ذلك في أن يكون متفائلاً أكثر:
- جبران خليل جبران: هناك من يتذمر لأن للورد شوكاً، و هناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة.
- برايان تريسي: التفاؤل هو الميزة الأكثر ارتباطاً بالنجاح والسعادة من أي شيء آخر.
- سيغموند فرويد: التشاؤم يفضي إلى الضعف، بينما التفاؤل يقودك إلى القوة.
- وليم شكسبير: الإصرار على التفاؤل قد يصنع ما كان مستحيلاً.
- مصطفى السباعي: إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود رأيت الجمال شائعاً في كل ذراته، حتى القبح تجد فيه جمالاً.
- جورج برنارد شو: لا أعلم ماذا يخبئ لي الغد، ولكني خبأت له التفاؤل.
- عبد الله الغذامي: التفاؤل أن تفهم عيوب الحياة وتعرف أنها ليست كارثة.
- هيلين كيلر: التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز. لا يمكن فعل شيء من دون أمل.