الأنبياء والرسل في الإسلام
ورد ذكر العديد من الأنبياء والرسل في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى، وهم أشخاص اختارهم الله تعالى لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له والدخول في الإسلام واتباع طريق الهداية والحق والإلتزام بالأخلاق والفضيلة ونبذ الكفر والجاهلية والوثنية وعبادة الأصنام التي كانت شائعة في قديم الزمان، حيث كان الناس في عصر الجاهلية يعبدون الأصنام التي لا تضرهم ولا تنفع، ويجهلون وجود خالقٍ لهذا الكون البديع، لذا بعث الله إليهم الرسل والأنبياء ليبينوا لهم طريق الحق ويرشدوهم إليه مؤيدين بالأدلة والبراهين وبعض المعجزات الخارقة مع الإستعانة بقدرة الله عز لتوحيد العبودية لله وحده في كل بقاع الأرض، وقد ذكر القرآن الكريم 25 نبيًا ورسولًا إلى مختلف الأمم آنذاك وفي ذلك قال تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ”. فكم عدد الأنبياء، وما هو الفرق بين النبي والرسول ومعلوماتٍ أخرى سيتم الحديث عنها في هذا المقال.
الفرق بين النبي والرسول
هناك قاعدة عند علماء الشريعة تقول: “كل رسولٍ نبي، وليس كل نبي رسول” وذلك لأن الرسول هو الذي يرسله الله عزوجل إلى قوم كفّر جهلة بدينٍ وشرعٍ جديد، بيما النبي هو الذي أوحى إليه الله تعالى بنزول الوحي ليدعو الناس لعبادة الله واتباع مناهجه وشرائعه التي أنزلها على رسله السابقين من قبل، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام -ابن تيميه-: “الصواب أن الرسول هو من أرسل إلى قوم كفّار مكذبين، والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول قبله يعلمهم ويحكم بينهم كما قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا، فأنبياء بني إسرائيل يحكمون بالتوراة التي أنزل الله على موسى، وأما قوله تعالى: ﴿وخاتم النبيين﴾، ولم يقل خاتم المرسلين، فلأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة، وأما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: “إنه لا نبي بعدي”، ولم يقل لا رسول بعدي” النبوة في الإسلام.
كم عدد الأنبياء
ورد ذكر 25 نبيًا ورسولاً في القرآن الكريم وفيما يلي هؤلاء الأنبياء مرتبين تبعًا لظهورهم استنادًا على ذكرهم بالنصوص القرآنية، كما تم ذكر بعضهم إضافة إلى أنبياء ورسل آخرين في كتبٍ سماوية أخرى كالتوراة والإنجيل:
- آدم -عليه السلام-: وهو أول الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله على الأرض، كما أنه هو أول خلق الله، وقد ورد ذكر سيدنا آدم- عليه السلام- في العديد من السور أهمها: سورتي “البقرة والأعراف”، وقد خُلق آدم من طين، ثم نفخ فيه من روح الله وسجدت له الملائكة جميعًا إلا إبليس أبى واستكبر.
- إدريس-عليه السلام-: وهو ثاني الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى إلى بني آدم ليدعو الناس لاتباع طريق الهدى وتوحيد الله بعد آدم عليه السلام، وقد عاش على الأرض 865 سنة ثم رُفع إلى السماء الرابعة، وهو أول الأنبياء والمرسلين الذين خطوا بالقلم.
- نوح -عليه السلام-: وهو ثالث الأنبياءالذين بعثهم الله تعالى إلى قوم نوح لتبليغ الرسالة ودعوة الناس إلى الهداية وترك الكفر والضلالة، وقد لُقّب سيدنا نوح بشيخ المرسلين أو أولي العزم لكثرة المشقة والأذى التي تعرض لها هذا النبي من قومه وطول فترة دعوته التي استمرت 950 سنة، وقد ورد ذكر قصة سيدنا نوح في العديد من السور القرآنية منه: سورة نوح وسورة الأعراف وسورة الفرقان وسورة الشعراء وسورة الأنبياء وسورة المؤمنون وسورة القمر وسورة الصافات وسورة هود وسورة يونس.
- هود -عليه السلام-: وهو رسولٍ بعثه الله تعالى إلى قوم عاد، وقد عاش في الأرض ما يقارب 464 سنة، ورد ذكره 7 مراتٍ في القرآن 5 مرات في سورة تحمل اسمه”سورة هود” ومرتين في كل من سورتي الشعراء والأعراف.
- صالح -عليه السلام-: وهو رسول بعثه الله تعالى لدعوة قوم ثمود الذين كانوا يشتهرون بمهنة النحت في الحجر، وكانوا أصحاب قوة ونفوذ وأصحاب زروعٍ وأراضٍ كانوا ينحتونها في الجبال، وقد كانوا خلفاء قوم عاد على الأرض وكانوا يعبدون الأوثان وقد عصول سيدنا صالح فأهلكم الله بالصيحة.
- إبراهيم -عليه السلام-: وإبراهيم الخليل كان أيضًا من الأنبياء أولي العزم حيث بعثه الله إلى قوم إبراهيم لدعوتهم لاتباع صحف إبراهيم، وقد لقب عليه السلام بأبي الأنبياء.
- لوط -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء الذين بعثوا لقوم لوط “أهل سدوم” الذين كانوا في ضلالة كبيرة، إذ كانوا يشتهون الرجال من دون النساء منحرفين عن الفطرة البشرية الطبيعية، وقد عصوا النبي لوط وأصروا على كفرهم وانحرافهم فأهلكم الله تعالى بالصيحة ليهلك قوم لوط بما فيهم زوجته.
- إسماعيل -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء والمرسلين وهو ابن النبي إبراهيم الخليل، وهو أول نبي تكلّم باللغة العربية.
- إسحق -عليه السلام-: وهو نبي مرسل من الله تعالى، وهو الابن الثاني للنبي إبراهيم الخليل، وأمها اسمها سارة.
- يعقوب -عليه السلام-: وهو من الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى وهو والد النبي يوسف عليه السلام.
- يوسف -عليه السلام-: وهو من الأنبياء المبعوثين من الله تعالى وهو ابن النبي يعقوب عليه السلام وكان لقبه “الصدّيق” وقد اشتهرت قصة سيدنا يوسف، حيث أن سورة يوسف هي السورة الوحيدة التي ذكرت بها قصة نبي كاملة، وصنفت هذه السورة بأنها “أجمل القصص” وعُرف النبي يوسف بجماله الشديد إذ صنف بأنه أجمل خلق الله الأمر الذي جعله يتعرض لإغواء امرأة عزيز مصر، والتي أدت به إلى السجن ثم ظهرت الحقيقة بعد ذلك ليصبح هو عزيز مصر.
- شعيب -عليه السلام-: وهو أحد الرسل الذين بعثهم الله لدعوة قوم مدين إلى التوحيد والهداية.
- أيوب -عليه السلام-: وهو من الأنبياء الذين ابتلاهم الله تعالى بالفقر والمرض بعد أن كان ذا قوة ومالٍ ونفوذ، لذا نسب الصبر إلى هذا النبي فقيل “صبر أيوب”.
- ذو الكفل: وهو النبي الوحيد الذي لا يزال هناك خلاف على كونه نبي أو رجل صالح فقط.
- يونس -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء المرسلين إلى قوم يونس أي قوم نينوى لدعوته لتوحيد الله وترك الضلال.
- موسى -عليه السلام-: وهو أحد الانبياء المرسلين من الله تعالى بكتاب التوراة إلى بني إسرائيل وقوم فرعون وهامان وقارون، وقد ورد ذكره في العديد من السور القرآنية.
- هارون -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى إلى بني إسرائيل لدعوتهم لتوحيد الله.
- زكريا -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى إلى بني إسرائيل، وقد اشتهرت قصته في سورة مريم حيث أن الله منّ عليه بالولد الصالح بعد أن أصبح شيخًا هرمًا طاعنًا في العمر.
- يحيى -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء المبعوثين إلى بني إسرائيل وهو ابن زكريا عليه السلام.
- عيسى “ابن مريم” -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء الذين اشتهرت قصته في سورة مريم وقد بعثه الله تعالى بكتاب الإنجيل لبني إسرائيل، وقد رفعه الله تعالى إلى السماء.
- داوود -عليه السلام-: وهو أحد الانبياء الذين بعثهم الله تعالى بكتاب الزبور إلى بني إسرائيل.
- سليمان -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء المبعوثين إلى بني إسرائيل.
- إلياس -عليه السلام-: وهو أحد الأنبياء المبعوثين إلى بني إسرائيل.
- إليسع -عليه السلام-: وهو نبي بعثه الله تعالى إلى قوم إسرائيل بعد النبي إلياس مباشرةً.
- محمد -عليه السلام-: وهو خاتم الأنبياء والمرسلين من الله تعالى للإنس والجن، حيث أرسله لهم بالقرآن الكريم يدعوهم فيه للدخول إلى الإسلام عدد الأنبياء والرسل بالترتيب.