الصلاة
تُعتبرُ الركنُ الثاني من أركانِ الخمسة بعد الشهادة بأن لا إله بحق إلا الله، وأنَّ هو نبي الله ورسوله، والصلاة كذلك عمودُ الدين وركنه القويم، فلا يقوم الدين إلا بها فقد قالَ الله سبحانه في كتابه العزيز: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،سورة النساء، الآية 103 كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم(رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ)الراوي معاذ بن جبل، المحدث ابن باز، المصدر مجموعة فتاوى ابن باز (235/10)، خلاصة حكم المحدث صحيح، وهي الفريضةُ الوحيدة التي فرضها الله سبحانهُ وتعالى في السموات ليلة الاسراء والمِعراج، كما أنها آخر ما وصى بها النبيُ عليه الصلاةً والسلام قبل وفاته مما يُدلِّل على شأن الصلاة ومكانتها العظيمة.
معنى الصلاة
للصلاة في اللغة والاصطلاح الفقهي معانٍ عديدة، وبيان ذلك على النحو التالي: معنى الصلاة: معجم المعاني الجامع
- الصلاة في اللغة تأتي بمعنى الدعاء وتستخدم غالبًا بقصد إتمام شيءٍ ممن يكون أعلى منزلةً.
- الصلاة اصطلاحًا، أما في الاصطلاح الفقهي فالصلاة هيَ عبادةٌ موجهةٌ لله سبحانه وتعالى ضمن أفعال وأقوال مخصوصة، وسميت الصلاة بذلك لاشتمالِها على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى.
خطوات الصلاة
قبل الشروع في بيان خطوات الصلاة العملية، ينبغي البدء بشروط صحة الصلاة التي ينبغي على المصلي فعلها قبل أداء الصلاة من حيث التطهر من خلال أو الغسل، واستقبال القبلة واختيار المكان الملائم من حيث الطهارة والبعد عن ما ياستقبال القبلة، أما الخطوات العملية للصلاة فهي على النحو الآتي:الاسلام والإيمان من الكتاب والسنة الصحيحة، محمد زينو، ص 16-18
- تكبيرة الإحرام: فيقف المسلم مستقبلاً القبلة رافعًا يديه حذو كتفيه أو حذو أذنيه قائلاً الله أكبر، وتكبيرة الإحرام تعني تحريم ما كان قبلها جائزًا كالكلام والأكل والشرب والحركة وغير ذلك.
- دعاء الاستفتاح: ينتقل المصلي إلى قراءة بعد أن يضع يده اليُمنى فوق يده اليُسرى على الصدر أو فوق سرته، ودعاء الاستفتاح أن يقول: (سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِكَ تباركَ اسمُكَ وتعالَى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُك).الراوي عائشة أم المؤمنين، المحدث الفيروزآبادي، المصدر سفر السعادة الصفحة أو الرقم: 26 ، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- قراءة الفاتحة، فقراءة من فرائض الصلاة فلا يجوز لمسلمٍ أن يتركها، ثم ينتقل إلى قراءة سورةٍ قصيرةٍ أو بضع آياتٍ من كتاب الله.
- الانتقال إلى الركوع، ويكون من خلال رفع اليدين ثم التكبير نازلاً باتجاه الركوع واضعًا يديه فوق ركبتيه، ويقول (سبحان ربي العظيم). ويطمئن في ركوعه.
- الرفع من الركوع، والاطمئنان واقفًا حتى تستوي أضلاعه.
- الانتقال إلى السجود، فيضعُ جبهته وركبتيه وأنفه وكفيه وأصابعُ قدميه على الأرضِ باتجاهِ القبلة، ويقول (سبحان ربي الأعلى) ثلاثاً ويطمئن في سجوده.
- الرفع من السجودِ أثناء قوله الله أكبر،
- تكرار السجود مرتين في كل سجدة.
- ينتقل إلى أداء الركعة الثانية، على ذات الهيئة والحال التي فعلها في الركعة الأولى.
- التشهد بعد الركعة الثانية، في نهاية الركعة الثانية يجلس للتشهد فإن كانت صلاته من ركعتين كان تشهده هو التشهد الأخير، وإن كانت ثلاثية كصلاة المغرب أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء فيكون التشهد في هذه الحالة هو الأوسط، ويقول فيه: (التَّحيَّاتُ للَّهِ، والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ، السَّلامُ علَينا وعلَى عبادِ اللَّهِ الصَّالحين، أشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّهُ وأشهَدُ أنَّ محمَّدا عبدُهُ ورسولُهُ).الراوي عبدالله بن مسعود، المحدث الذهبي، المصدر المهذب الصفحة أو الرقم: 2/594، خلاصة حكم المحدث إسناده قوي
- يُتم صلاته على ذلك الحال إن كانت ثلاثية أو رباعية حتى يصل إلى التشهد الأخير.
- الجلوس الأخير: في الجلوس الأخير يُضيف الى التشهد المذكور سابقًا الصلاة الابراهيمية، بقوله: (اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ ، اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ)الراوي علي بن أبي طالب، المحدث البيهقي، المصدر شعب الإيمان الصفحة أو الرقم 2/691، خلاصة حكم المحدث إسناده ضعيف.
- التسليم: ويكون ذلك من خلال الالتفات عن يمينه ويساره قائلاً في كل جهةٍ منهن: (السلامُ عليكم ورحمةُ الله).
شروط وجوب الصلاة
تجبُ الصلاة على المسلم البالغ العاقل فقد قالَ الرسولُ عليهِ الصلاةُ والسلام: (رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الغلامِ حتَّى يحتلِمَ وعن المجنونِ حتَّى يُفيقَ)الراوي عائشة، المحدث ابن حبان المصدر صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم 142، خلاصة حكم المحدث أخرجه في صحيحه، وبالنسبة للصبي أو البنت فعندما يبلغ أحدهما السابعة من العمر فإنه يجدر بالوالدين تعليمهما الصلاة، وعند بلوغهم مرحلة البلوغ تكون الصلاة واجبةً عليهم كغيرهم من البالغين.الاسلام والإيمان من الكتاب والسنة الصحيحة، محمد زينو، ص 20
مواقيت الصلاة
لكل صلاةٍ وقتها الذي لا ينبغي أداؤها إلا خلاله، وبيان أوقات كل صلاةٍ من الصلوات الخمس على النحو التالي:الاسلام والإيمان من الكتاب والسنة الصحيحة، محمد زينو، ص 20
- وقت صلاة الفجر: يمتد وقت من بزوغِ الفجر الصادق حتى طلوع الشمس.
- وقت صلاة الظُهر: يبدأ وقت صلاة الظهر من زوالِ الشمس عن منتصف السماء إلى أن يُصبح ظل الشيء كمثل طوله.
- وقت صلاة العَصر: يبدأ وقت صلاة العصر بعد انتهاء وقت صلاة الظهر -حين يصل ظل الشيء كطوله- إلى أن تصفرَّ الشمس وتغيب أو قُبيل مغيبها بلحظات.
- وقت صلاة المغرب: يبدأ وقت صلاة المغرب عند غروب الشمس ويمتد إلى غروب الشفق الأحمر.
- وقت صلاةُ العشاء: يبدأ وقت صلاة العشاء منذ مغيب الشفق الأحمر وانتهاء وقت صلاة المغرب وحتى طلوع الفجر الصادق.
أهمية الصلاة في وقتها
للصلاة في وقتها أهمية كبيرة، وتتجلى هذه الأهمية في النقاط التالية:
- إن إقامة الصلاة في وقتِها صفة ملازمةٌ للمؤمنين بالله، وهي لا تكون إلا من أهل الرجولة، فقد وصف الله سبحانهُ وتعالى من يُؤدي الصلاة في وقتها بالرجال حيث لا تلهيهم أعمالُ الدنيا ومشاغلها عن الصلاة وغيرها من العبادات، كما جاء في قولهِ تعالى: (رجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)سورة النور ، الآية 37.
- تُعتبرُ إقامة الصلاة في وقتِها من أعظم القربات لله عز وجل، وهي أحب الأعمالِ إلى الله، فعلى المسلم أن يحرص على فعل ما يُرضي الله عز وجل، حتى ينال الثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى، فقد سُئل النبي عليه الصلاة والسلام من الصحابي الجليل عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- عن أي الأعمال وأيها أحب إلى الله فأجاب النبي بأنها الصلاة في وقتِها.
- إقامة الصلاة في وقتِها تُؤثر في تهذيبِ المسلم وتربيته على الأخلاق، وأهمها احترام الوقت ومكانته في حياة المسلم، وعلى أداء حقوق الناس في أوقاتها.
- هناك تغييرات بيولوجية ثطرأ على المسلم في أوقات النهار والليل، ففي وقت الظهر يكون الإنسان في قمةِ نشاطه، فتعمل الصلاة على تهدِئة النفس فتحد من حدة نشاط الجسد.
- لا بد من إدراك أن أداء الصلاة في وقتها مجلبةٌ للرزق، مثلاً صلاة الفجر، فإن لها ساعة تُكتب فيها الأرزاق، وفي الفجر والعصر تجتمع الملائكة.
- تقوية للصلة بين العبد وربه، وفيها عفرانٌ للذنوب والخطايا كما في قولِه عليه الصلاة والسلام: (أرأيتُم لو أن نهرًا بباب أحدِكم، يغتسل فيه كلَّ يوم خمسًا، ما تقول : ذلك يبقي من دَرَنه . قالوا : لا يُبقي من درنِه شيئًا، قال : فذلك مثلُ الصلواتِ الخمسِ، يمحو اللهُ بها الخطايا)الراوي أبو هريرة ، المحدث البخاري ، المصدر صحيح البخاري ، الصفحة أو الرقم 528 ، خلاصة حكم المحدث صحيح.