كيفية انتقال القمل
يصعب تقدير عدد الأشخاص الذين يُصابون بالقمل سنويًّا بدقّة، كما يصعب تحديد طريقة دقيقة ينتقل بها القمل، ولكنّ معظم الإصابات تأتي من الاتصال المباشر من الرّأس إلى الرّأس، لذا إذا كان شخص يعاني من القمل فمن المحتمل أنّه أصيب به من صديق أو أحد أفراد أسرته أو شخص غريب كان على اتصال وثيق به، كما ينتقل بسهولة عن طريق استخدام العناصر المشتركة مثل القبّعات أو فُرَشِ الشّعر، ولا علاقة للنّظافة أو البيئة بالإصابة بالقمل لأنّه لا يأتي من الخارج ولا ينتقل من الحيوانات الأليفة.
كيفية التّخلّص من القمل
في البداية لا ينبغي على الأمِّ أن تثير فزع الطّفل إذا كان يُعاني من قمل في رأسه، وبرغم أنّ القمل شيء محرج إلّا أنّه لا يُسبّب مضاعفات صحّيّة خطيرة في باقي أجزاء الجسم، ومن الأفضل أن تبدأ الأمُّ بالتّخلُّص من القمل دفعة واحدة، أي أن لا تبدأ بمحاربة القمل الكبير، ثمَّ الصّئبان الملتصقة على جذع الشّعرة، بل جميعها مرّة واحدة؛ لأنّه ما إن يتمَّ تنظيف القمل الكبير حتّى تفقس الصّئبان ويخرج منها قمل جديد، ولا يُعتبر التّخلُّص من القمل عمليّة سريعة وسهلة؛ لأنّها قد تحتاج إلى أسابيع، وقد تمتدُّ لأشهر، وبعد الانتهاء منه يحتاج أيضًا إلى المتابعة لأنّه قد يعود إلى الظّهور. فيما يلي عدد من الطّرق التي تُبيّن كيفية التخلص من القمل تدريجيًّا:
- التّمشيط: يُستخدم التّمشيط جنبًا إلى جنب مع جميع العلاجات الأخرى تقريبًا، وهو أهمُّ خطوة في إزالة القمل من الرّأس، وتحتاج عمليّة التّمشيط إلى مشط معدنيٍّ ناعم وأسنانه صغيرة، ويعمل المشط على إخراج جميع القمل والصّئبان ولكن بالتّكرار طبعًا وليس من المرّة الأولى، ولا يُمكن التخلص من القمل نهائيًّا إلّا بعد إزالة جميع القمل والصّئبان من الرّأس، وهذا يحتاج لفترة من الوقت.
- علاج بريثوم: بريثوم هو عنصر نشط في شامبو التخلص من القمل ويُباع بدون وصفة طبّيّة، ويُستخرج من أزهار الأقحوان التي تحتوي على مبيدات حشريّة طبيعيّة تسمّى البيرثرينات، حيث يقوم البيرثين بمهاجمة الأجهزة العصبيّة للقمل الحيِّ ولكنّها لا تعمل دائمًا لأنّ بعض القمل يُصبح مع المدّة مقاومًا للمضادِّ الحيويّ التّوكسين. يوضع المنتج على الشّعر الجافِّ لمدّة عشر دقائق، ثمَّ يُضاف الماء والشّمبو ويفرك جيّدًا ويُشطف، ويُمشّط الشّعر بعده بالمشط المعدنيّ، ويُعاد تطبيقه بعد أسبوع أو عشرة أيّام؛ للتّأكّد من قتل جميع الصّئبان، ويجب قبل استخدامه التّأكّد من أنّه لن يُسبّب حساسيّة.
- زيت الزّيتون: يُعتبر زيت الزّيتون مكوّنًا أساسيًّا للطّبخ، ويُمكن استخدامه أيضًا في التخلص من القمل لأنّه عامل اختناق ممتاز؛ حيث أنّ القمل يختنق ويموت إذا بقي من دون تنفّس لساعات طويلة، ويُستخدم عن طريق دهن الشّعر وجذوره به، وتغطيته بقبّعة الصّبغة ليلة كاملة؛ لأنّ القمل يُمكنه العيش من دون تنفّس لعدّة ساعات، وبعد ذلك يُمشّط الشّعر لإزالة الصّئبان بعد أن يكون زيت الزّيتون ساعد كثيرًا في إزالتها من جذور الشّعر، وتمتدُّ فترة العلاج بزيت الزّيتون إلى 21 يومًا غير متواصلة.
- غسول بيرمثرين: هو عنصر نشط في المنتجات التي تُباع بدون وصفة طبّيّة لمهاجمة القمل الحيِّ، وهو نسخة اصطّناعيّة من بيرثرين، ويقوم بنفس عمله، ولكن يوجد العديد من التّقارير الطّبّيّة التي تفيد بأنّ القمل أصبح مقاومًا لهذا الدّواء، أي أنّه قد لا يكون مجديًا. يُستخدم غسول بيرمثرين على شعر رطب مغسول بالشّامبو فقط من دون بلسم، ويُشبَّع الرّأس بالمحلول، ويُترك على الشّعر لمدّة عشر دقائق، ثمّ يُشطف ويُمشّط بمشط القمل الخاصِّ، وإذا ظهر بعد الاستخدام قمل حيّ تُكرّر العمليّة بعد أسبوع أو أكثر.
- مجفّفات الشّعر: أثبتت إحدى الدّراسات أنّ استخدام الهواء السّاخن على الشّعر يقتل القمل الصّغير بفاعليّة كبيرة، ولكنّه أقلُّ فاعليّة في القضاء على القمل الحيِّ الكبير، وفي هذه الدّراسة قَتَل مجفّف الشّعر القديم 89% من القمل الصّغير، و10% من القمل الكبير، أمّا عند استخدام حرارة أعلى فقد تخلّص المجفّف من 98% من القمل الصّغير، و55% من القمل الكبير؛ لذلك تبيّن أنّ استخدام مجفّف الشّعر على الشّعر المغسول حديثًا زاد الفرصة في القضاء على القمل الصّغير بفاعليّة، وفي المقابل لا يجب استخدام المجفّف أبدًا بعد استخدام علاج القمل الكيميائيّ؛ لأنّه قد يحتوي على بعض المكوّنات القابلة للاشتعال.
- محلول سبينوساد: هو مبيد حشري مُستَخرجٌ من البكتيريا الموجودة في التّربة، وتمّت الموافقة على استخدامه منذ 2011، بعد نجاح تجربتين سريريّتين وكان المرضى خاليين من القمل بعد مرور أسبوعين على استخدامه، وكانت نسبة نجاحه بين 84.6٪ و 86.7٪، مقابل 44.9٪ و 42.9٪ مريضًا معافًى نتيجة استخدام البيرميثرين. يُستخدام محلول سبينوساد على الشّعر الجافّ من الجذور إلى الأطراف، ويُترك لمدّة عشر دقائق، ثمَّ يُشطف ويُمشّط الشّعر باستخدام مشط القمل الخاصِّ، ويجب تجنُّب ملامسته للعين والجلد لأنّه يُسبّب احمرارًا وتهيّجًا في العين.
- الفازلين: لا يوجد الكثير من الأبحاث التي تثبت أنّ استخدام الفازلين لتصفيف الشّعر يُخلّصه من القمل أو يقتله، ولكنّ العديد من التّجارب أثبتت أنّه يخنق القمل مثل زيت الزّيتون، كما أنّه يُستخدام بنفس الطّريقة، ووجدت إحدى الدّراسات أنّ استخدام الفازلين أفضل من استخدام الكثير من الوصفات المنزليّة، ولكنّه في المقابل قد لا يجدي نفعًا أبدًا في قتل القمل والتّخلّص من كما أنّه من الصّعب إزالته عن الشّعر.
- آيفرمكتين: هو علاج مشتقٌّ من البكتيريا الموجودة في التّربة، ومعتمد في علاج القمل منذ 2012، ويعمل على شلِّ حركة القمل وقتله وقتل بيوضه أيضًا، وأثبتت التّجارب أنّ ما يُقارب ثلاثة أرباع المرضى كانوا خاليين من القمل بعد مرور أسبوعين على العلاج عند استخدام آيفرمكتين مرّة واحدة، ومن دون الحاجة لتمشيطه بمشط القمل المعدنيّ، ولم تظهر الآثار الجانبيّة إلّا على 1% من المصابين، وهي تهيُّج في العينين والجلد. يُستخدم مستحضر آيفرمكتين على الشّعر الجافّ وفروة الرّأس، ويُشطف بعد عشر دقائق.
في بعض الأحيان قد لا يعمل أيُّ علاج ضدَّ القمل لأنّ القمل يكون قد كوّن مقاومة تجاه أيِّ مضادٍّ حيويّ، وفي أحيان أخرى قد لا تظهر النّتائج المرجوّة نتيجة الاستخدام الخاطئ للوصفات والعلاجات أو استخدامها بإفراط، لذلك يجب التّأنّي والحرص على أخذ الوقت الكافي للعلاجات المنزليّة، وتغير العلاجات التي لم تنجح ومراجعة الطّبيب إذا لزم الأمر، ويُمكن لمن يبحث عن نتائج سريعة وسهلة أن يتّجه مباشرة إلى العلاجات الطّبّيّة، وقد تكون أكثر فاعليّة وأمانًا ونظافة من الوصفات المنزليّة.