كيفية التعامل مع الطفل العصبي
الطفل العصبي يُمثل مشكلة كبيرة جدًا بالنسبة للأسرة العربية، وذلك لأن عمومًا لا يقدرون على التحكم في أنفسهم، وفي حالة الطفل العصبي، فإن العصبية التي يُعاني منها الطفل تكون غير مروضة بالمرة، وهذا يجعل الآباء في حالة حيرة في التعامل مع مثل هذا الطفل، ولا يعلمون هل فكرة العقاب بالضرب ستأتي ثمارها مع الطفل، أم ترك الطفل دون محاسبة سيكون حل مناسب، أم أن الأمر سيفلت منهم على مدار الزمن وسيُصبح هذا الطفل شخص غير مرغوب فيه عِند الكِبر، أو حتى من ناحية الأسرة، فمع كثرة العناد والعصبية الطفل نفسه يتحول إلى عبء، وهذا الأمر سيضر الطفل، لأنه مع الوقت ستجف المشاعر تجاهه، بسبب أسلوبه العنيف تجاه أبويه والآخرين.
أسباب العصبية لدى الأطفال
قبل عرض الحلول والعلاجات يجب عرض الأسباب الرئيسية التي تجعل الأطفال في حالة عصبية دائمة، وللأسف معظم الأسباب لا تكون كما يعتقد البعض مفتخرين بهذا الأمر أن الطفل الصغير عصبي بسبب وراثة هذا الأمر عن أبيه أو والدته، بل على العكس من الممكن أن تكون العصبية بالفعل بسبب الأبوين، ولكن ليس بسبب الوراثة، وهذه أهم الأسباب لتحول الطفل إلى وعنيد:
التدليل الزائد عن الحد
للأسف هذا الأمر منتشر جدًا في البيوت العربية، وذلك في العادة يؤدي إلى أن الطفل يتحول إلى عالة، هو يريد كل شيء، وأبويه يقدمان له كل ما يريد بسهولة ويُسر، ولذلك عندما يتعرض الطفل في لحظة ما إلى حالة من الرفض لتحقيق أي احتياج يريده، فهو فورًا لا يتقبل الأمر، بل ويُعبر عن هذا الأمر عن طريق الصراخ والبكاء بصوت عالي، وأحيانًا الضرب.
القمع الزائد عن الحد
بنفس أسلوب التدليل هناك بعض من الآباء وأولياء الأمور يتعاملون مع أطفالهم على أنهم جنود في الجيش، وهذا بالطبع خاطئ جدًا، فالطفل طفل، يريد أن يلعب ويلهو، ومن حقه أن يأكل ويشرب ويستمتع بطفولته، ولكن مثلما الإسراف في التدليل هو مفسدة للطفل، فإن القمع أيضًا يكون تشويه لنفسية الطفل، ليتحول هذا الطفل إلى طفل ناقم وحاقد وعصبي و، وهذا العداء يظهر في تعامله مع أي شخص حتى الشخص الذي يقمعه، وللأسف العصبية الناتجة عن القمع تكون متهورة أكثر من العصبية الناتجة من التدليل وهذا بسبب وجود حالة من السخط والحقد الملازمة لمثل هذا الطفل.
العصبية الزائدة من الأبوين
في أغلب أحوال الوالدين العصبيين، الطفل يكون عصبي، وصوته عالي جدًا، وهذا لأسباب عدة أهمها هو الاقتداء الإجباري من الطفل بالوالدين، وهذا لأن أولياء الأمور هم أكثر أشخاص يقضي معهم الطفل وقته، ومنهم يتعلم الصوت العالي، وطريقة الصراخ في الكلام كنوع من أنواع فرض الذات على الآخرين، وهكذا يتحول مثل هذا الطفل إلى طفل عصبي وعنيد جدًا.
التفرقة العنصرية بين الأطفال
هذا الأمر منتشر للأسف في البيوت العربية، وهو التفرقة بين الأولاد والبنات، أو بين الابن البكر وبقية الأولاد، هذا الأمر عبارة عن موروثات، ولا يوجد دين أو عرف يقول أن أحد الأطفال يجب أن يُقدر أو يُحب أكثر من أخوته، ولكن بالطبع عاطفة الأب والأم الجياشة لأحد أطفالهم أحيانًا تكون طاغية وظاهرة، وهذا الأمر يجعل الغيرة تسكن بقية الأطفال، وللأسف الطفل لا يتحكم في مثل هذه الأمور، لذلك العصبية قد تكون رد فعل مستتر عن مدى الغيرة التي يشعر بها هذا الطفل من تعامل والديه مع إخوته، وللأسف الآباء يرون العصبية بشكل سلبي، ويزداد نبذ مثل هذا الطفل أكثر، ولذلك يجب معرفة أسباب عصبية الأطفال قبل علاجها.
أسباب مرضية
بالطبع ليست هناك فقط أسباب نفسية واجتماعية تجعل الطفل عصبي ولكن هناك أيضًا بعض الأمراض والأعراض المرضية أهمها:
- الصداع والذي لا يعلم الطفل أسبابه ولكنه فقط يعاني من ألم في رأسه يجعله ثائر.
- ألم المعدة.
- ألم الأمعاء و.
- بعض .
- مرض الصرع.
طرق التعامل مع الطفل العصبي
هناك طرق عدة للتعامل بها مع الطفل العصبي، ولكن الأهم هو معرفة السبب، وهناك أسباب في الأعلى، ومن الممكن أن يكون السبب الذي يجعل الطفل عصبي خارجهم، ولذلك البحث خلف سبب عصبية الطفل، يعتبر نصف علاج، لحل هذه المشكلة، أما بالنسبة للطرق العامة في التعامل مع الطفل العصبي فهي:
الاتزان في عملية التربية
من أهم مبادئ تربية الطفل هو الاتزان في عملية الثواب والعقاب، وفي عملية التحفيز والعتاب، الطفل كائن حساس وذكي في ذات الوقت، وليس كما يعتقد البعض أن الأطفال لا يفهمون الصواب من الخطأ، ربما هم لا يفهمون لماذا الصواب صواب والخطأ خطأ، ولكنهم من الصغر يفهمون فكرة ما لا يريده الوالدين وما يريدونه، ولهذا يجب أن يكون الوالدان في حالة دائمة من الاعتدال، فلا يفضل التدليل الزائد، ولا يفضل الحرمان الزائد، مسألة الأكل والشرب لا يجب على الإطلاق أن تكون مسألة عقاب، لأنها أساسيات الحياة، وحرمان الطفل منها يعد تعسف.
الاتفاق بين الأب والأم
من أهم الأشياء التي تجعل الطفل يسعى جاهدًا أن يتغير، هو اتفاق الوالدان على نفس الموقف تجاهه، سواء موقف سلبي أو موقف إيجابي، فلو فعل شيء جيد، يفضل أن يشجعانه معًا، ولو فعل شيء سلبي، يفضل أيضًا نصحه بطريقة بسيطة وتليق بشخصيته وسنه.
الطفل ليس جندي
يجب فهم أن الطفل له شخصيته الخاصة، ويفضل إعطاءه مساحة للتعبير عن ذاته، ولتكن هذه المساحة من خلال اللعب معه، ومن خلال مشاركته وقته، الأمر بسيط بالنسبة للأطفال، مع الوقت الطفل سيفهم أن العصبية ستفقده صلته مع والديه، ولذلك سيتراجع لو فعل شيء يشعر فيه الأبوان أنه أخطأ.
عدم التمييز بين طفل وآخر
التمييز بين الأطفال مدمر لنفسية الطفل، كما أنه يزرع الحقد تجاه الأخوة، ولعل قصة سيدنا يوسف عليه السلام خير دليل، ولذلك ليكن العدل موجود بين الأطفال في التعامل والمحبة.
الاقتداء
الأطفال يحتاجون لأن يروا من أبويهم قدوة في الرصانة والهدوء، والحب، وكلما كان البيت عامر وهادئ، كان الطفل متطبع بنفس طباع البيت، لأنه حتى لو رفع صوته، سيكون واضح جدًا أنه هو السبب الوحيد للصخب، وهذا يجعل الطفل مع الوقت يتراجع عن طريقته العصبية في التعبير عن ذاته.