ندرك جميعًا أن هي العبادة التي تعد مثابة حديث بين العبد وربه، وفيها يكون العبد أقرب ما يكون من الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» مسلم، فالصلاة هي اتصال روحي وجسمي يتم من خلال حركات وأقوال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم؛ ولكن ما الطريقة الصحيحة لأداء الصلاة على وجه منضبط كما علمنا إياها النبي صلوات الله وسلامه عليه؟
التحضير للصلاة
يكون التحضير للصلاة من خلال تحقيق الطهارة، والتي تكون من خلال إحدى ثلاث: الوضوء أو التيمم أو الاغتسال:
- الوضوء: ويكون في حالة الحدث الأصغر، وهو كالبول أو الغائط، أو خروج الدم من جرح بالجسم، إلى غيرها من الأشياء التي توجب .
- الاغتسال: ويكون في حالة التطهر من حدث أكبر، مثل الجماع أو الحيض أو النفاس وجميعها توجب الغسل.
- التيمم: وهو في حالة انقطاع الماء لفترة طويلة يُخشى معها فوات الوقت.
بعد التجهيز للصلاة والتحقق من طهارة البدن والملبس، يقوم المسلم بما يأتي:
- استقبال القبلة: ويكون ذلك بجميع بدنه في اتجاه القبلة بدون انحراف ولا التفات.
- استحضار النية: والنية محلها القلب وليست بالقول كما هو مشهور عند بعضنا، بأن يقول بصوت مرتفع نويت الصلاة؛ بل يستحضر النية بقلبه فيما ينوي أن يصلي سواء صلاة فرض أو نافلة.
- تكبيرة الإحرام: ومعناها الدخول في الصلاة، وذلك بأن يرفع المسلم يديه إلى حذو منكبيه، ويقول بصوت مسموع ليس بالمرتفع ولا بالمنخفض: “الله أكبر”.
- الاستفتاح في الصلاة: وذلك بأن يضع المسلم كفه الأيمن على كفه الأيسر على صدره ويقول دعاء الاستفتاح.
- قراءة القرآن الكريم: وذلك بأن يبدأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة، فهي فرض تبطلُ الصلاةُ بتركها أو نسيانها مع قراءة ما تيسر من معها، وتصح الصلاة بالفاتحة فقط؛ إلا إن قراءة القرآن أفضل في تحصيل الثواب.
- الركوع: وفيه ينحني المسلم إجلالًا وتعظيمًا للخالق، وتكون فيه القدمان في حذو المنكبين مع انتصاب الرجلين ووضع اليدين على الركبتين منفرجة الأصابع، ويصبح شكل الجسم في زاوية مستقيمة، وفيه يقول المسلم: «سبحان ربي العظيم ثلاثًا».
- الرفع من الركوع: يرفع المسلم رأسه وهو يقول: «سمع الله لمن حمده» ويعود لوضع الاعتدال ثم يقول «ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا ملء السماوات والأرض» ثم يكبر مرة أخرى للسجود.
- السجود: وفيه ينزل المسلم على ركبتيه ثم يضع يديه بحذو منكبيه على الأرض وفيه تكون سبعة أعضاء للمسلم ملامسة للأرض تحقيقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «« أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار إلى أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين»»، وفيه تكون الأنف والجبهة ملامسة للأرض لتحقيق السجود الصحيح، ويقول في السجود: ««سبحان ربي الأعلى ثلاثًا»».
- الجلسة بين السجدتين: عندما يرفع المسلم رأسه من السجود يجلس جلسة خفيفة بين السجدتين على فخذيه، ويضع كفيه على ركبتيه، ويقول: ««رب اغفر لي واهدني وارحمني واجبرني وعافني وارزقني»»، ثم يعود للسجدة الثانية وبعد الانتهاء من السجدة الثانية تكون اكتملت الركعة الأولى. ويتكرر الأمر في الركعة الثانية ولكن بدون دعاء الاستفتاح.
- التشهد الأوسط: ويكون بعد الركعة الثانية في الصلاة، وفيه يجلس متوركًا ويقول التشهد حتى يصل إلى الشهادة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك يقوم إلى الركعة الثالثة.
- الركعة الثالثة: وتقرأ فيها فاتحة الكتاب فقط، ثم يركع ويسجد، وكذلك الركعة الرابعة في الصلاة الرباعية.
- التشهد الأخير: ويكون بعد الركعة الثانية في الصلاة الثنائية مثل الصبح، وبعد الركعة الثالثة في الصلاة الثلاثية مثل المغرب، وبعد الركعة الرابعة في الصلاة الرباعية مثل الظهر والعصر.
- التسليم: وذلك بعد الانتهاء من التشهد والدعاء، يقول: ««السلام عليك ورحمة الله»»، وهو ملتفت إلى اليمين، ««السلام عليكم ورحمة الله»» وهو ملتفت إلى اليسار.
««اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد»» صحيح رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.
التشهد في الصلاة
««التحيات لله الصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد»»
الدعاء بعد التشهد الأخير
««اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر وفتنة المسيخ الدجال»»، ثم يدعو ما شاء من الدعاء قبل أن يسلم.