كيفية الوضوء الصحيح

الوضوء في الإسلام

فرض الدين الإسلامي على المسلمين جميعًا قبل القيام ببعض العبادات، والوضوء في اللغة مأخوذٌ من النظافة والطهارة والنقاء والبهاء، وفي الإصطلاح الشرعي هو تحقيق الطهارة المائية والتي تخص بعض أعضاء الجسد على نية التعبد والتقرب لله سبحانه وتعالى، والوضوء له عدة أمورٍ متعلقةٍ به؛ كفرائضه وسننه ومكروهاته وشروطه وحكمه ونواقضه، شُرحت في معظم كتب الفقة الإسلامي، لإرشاد المسلمين إلى الوضوء الصحيح الذي لا تصح إلا به، فإن صحّ الوضوء كانت الصلاة صحيحة، وإن فسد الوضوء كانت الصلاة فاسدة ويجب إعادتها، والوضوء عند علماء الفقه المقصد الرئيسي للطهارة وهو من أهم شروط الصلاة المفروضة وحتى الصلاة النافلة التي لا تصح إلا به، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ”. كما أن الوضوء مطلبٌ أساسي للطواف حول الكعبة وكذلك لمسّ المصحف، وفي هذا المقال سيتم بيان كيفية الوضوء الصحيح، بالإضافة إلى فرائض الوضوء وسننه.

كيفية الوضوء الصحيح

يمكن الإستدلال على الصحيح من خلال الآية القرآنية الكريمة قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”. والوضوء الصحيح يكون بالشكل التالي:

  • النية: إذ يجب على المسلم عقد النية بقلبه للوضوء، ثم البسملة وقول “بسم الله”.
  • غسل الكفّين ثلاث مرات.
  • المضمضة: وذلك بإدخال الماء للفم لإخراج ما يعلق من الأكل فيه وإخراجه مرة أخرى ثلاث مرات أيضًا.
  • الإستنشاق: وذلك بإدخال الماء للأنف ثم إخراجه ثلاث مرات، وقد أمر النبي بالمبالغة في الإستنشاق إلا في حالة الصيام.
  • غسل الوجه ثلاث مرات: وحدود الوجه من منابت الشعر وحتى أسفل الذقن ومن الأذن اليمنى للأذن اليسرى مع غسل اللحية عند الرجال وما تحتها من البشرة، وإن كانت كثيفة فعليه غسل ظاهرها فقط.
  • غسل اليدين إلى المرافق ثلاث مرات مع البدء باليمنى ثم اليسرى.
  • مسح الرأس مرةً واحدةً مع الحرص على مسح منابت الشعر وأقربها للوجه.
  • مسح الأذنين بتجويفها الخارجي مرةً واحدةً.
  • مسح الرقبة مرةً واحدة من الأمام والخلف.
  • غسل القدمين من كل الجهات وصولًا للكعبين وذلك ثلاث مراتٍ والبدء بالقدم اليمين مع الحرص على تخليل الأصابع بالمياه.
  • قول التشهد بعد الإنتهاء من الوضوء بقول: ” أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، اللهم اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين، واجعلني من عبادك الصالحين”.
قد يهمك هذا المقال:   أحمد بن حنبل

فرائض الوضوء

وتعني فرائض الوضوء أي الأمور التي لا يصح الوضوء إلا بها وهي:

  • عقد النية: إذ أن النية شرطٌ أساسي لأي عبادة وخاصة في قبل الوضوء وقبل الصلاة، ووقتها قبل البسملة والشروع بغسل الكفين في الوضوء، ومعنى النية أن يقصد المسلم أداء الوضوء تقربًا لله دون سواه ليصح الوضوء، والنية واجبة عند جمهور الفقهاء.
  • غسل الوجه: إذ أن غسل ظاهر الوجه من منابت الشعر مرة واحدة من فرائض الوضوء، وهو متفق عليه لدى جمعور العلماء.
  • غسل اليدين إلى المرافق: حيث أجمع أن غسل المرافق من فرائض وأركان الوضوء اللازمة لصحة الوضوء.
  • مسح الرأس مرةً واحدة من فرائض الوضوء أيضًا.
  • غسل القدمين اليمنى واليسرى إلى الكعبين.
  • الترتيب: والمقصود الحرص على ترتيب غسل الأعضاء كما وردت في القرآن الكريم بالبدء بالكفين ثم الوجه ثم المرافق ثم الرأس ثم القدمين.
  • الموالاة: أي عدم المباعدة في غسل الأعضاء دون وجود فواصل، أي الحرص على غسلها بالتعاقب المباشر، وذلك كأن يغسل القدم اليسرى قبل أن تجف القدم اليمنى.

سنن الوضوء

  • في بداية الوضوء بعد النية: هي من سنن الوضوء المستحبة عند كل من الشافعية والحنفية والمالكية، أما عند الحنابلة فهي واجبة.
  • غسل الكفين في بداية الوضوء إلى الرسغين؛ وهي من السنن المستحبة في بداية الوضوء لما ورد عن التبي -صلى الله عليه وسلم- : “دعا بإناءٍ فأفرَغَ على كفَّيه ثلاث مرّات فغسَلَهُما، ثم أدخل يمينه في الإناء”.
  • المضمضة: إذ ذهب الحنابلة إلى أنها واجبة في الوضوء، أما جمهور الفقهاء قال إنها سنة مستحبة.
  • الاستنشاق: حيث اختلف الفقهاء في حكم الاستنشاق في الوضوء؛ فجمهور العلماء رأى أنه سنة أما الحنابلة فقالوا أنه فرض أو واجب.
  • الاستنثار: ويعني إخراج الماء من الأنف بعد استنشاقه بالنفس، وقد اتفق العلماء على أنه من سنن الوضوء لقول النبي: “استنشقت فانتثر”.
  • مسح الرأس: حيث قال كلٌ من الشافعية والحنفية أن مسح كل الرأس من سنن الوضوء، أما الحنابلة فقالوا أن مسح الرأس فرض.
  • مسح الأذنين: إذ أجمع جمهور الفقهاء من الشافعيه والحنفية والمالكية أن مسح الأذنين من الداخل والخارج من سنن الوضوء لا من فرائضه.
  • تخليل اللحية وشعر الوجه بالماء: حيث اتفق الفقهاء على أن تخليل الماء داخل اللحية سنة من سنن الوضوء وليس فريضة باستثناء بعض التابعين كسعيد بن جبير وأبي ثور اللذين قالوا أنها واجبة.
  • تخليل أصابع اليدين والقدمين: حيث اختلف العلماء على هذه النقطة بأن قال جمهور العلماء أنها سنة من سنن الوضوء بينما قال البعض أن تخليل الأصابع واجبٌ في الوضوء.
  • التثليت: بمعنى غسل الأعضاء ثلاث مراتٍ لكلٍ منها، كما الحال في الكفين والقدمين والوجه واليدين، وقد رأى جمهور الفقهاء أنها سنة أما المالكية فقالوا أن التثليث من فضائل الوضوء، والسنة الأصلية هي غسل الأغضاء مرتان لكن الثلاث مرات أكمل وأشمل.
  • الإقتصاد وعدم الإسراف في المياه أثناء الوضوء: وهي من سنن الوضوء المستحبة.
  • الإستياك: أي استخدام السواك الطبيعي لتنظيف الأسنان من الأوساخ وهو العود الخشن الذي أوصى النبي باستخدامه وأجوده عود الأراك، ويمكن لفرشاة الأسنان أن تقوم بالمهمة نفسها وهي من السنن أيضًا.
  • إطالة الغرة والتحجيل: وهي من السنن المستحبة في الوضوء وهي تعني الإطالة في غسل العضو المطلوب في الأماكن المفروضة.
  • التيامن: ويُقصد به البدء بالعضو اليمين ثم العضو الأيسر في الوضوء، وهي مخصوصة باليدين والقدمين، أما الوجه والأذنين والرقبة فمرّةٌ واحدة لكلٍ منها.
قد يهمك هذا المقال:   حكم الطلاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *