كيف أزيد ثقتي بنفسي

الثقة بالنفس

يلجأ كثيرون إلى طرح سؤال: “كيف أزيد ثقتي بنفسي؟” عند مواجهة موقف صعب أو محرج عجَزوا فيه عن الحفاظ على رباطة جأشهم وخانتهم ثقتهم بأنفسهم؛ حيث يعاني كثيرون من مشاكل على مستوى ، وهو ما يتسبب في الكثير من السلوكيات السلبية: التردد، الخوف، القلق، الاهتمام كثيرًا بما يقوله الآخرون، وعدة عادات أخرى تؤثر سلبيًّا في حياة كل من يعاني من مشاكل على مستوى الثقة بالنفس. مع ذلك، عند التفكير في الأسباب التي تؤدي إلى معاناة الإنسان من عدم الثقة بنفسه، يبدو أن معظم هذه الأسباب مرتبطة بتجارب قديمة وُضع خلالها في مواقف معينة لم يستطع تجاوزها، وهو ما يعد خطأ كبيرًا؛ حيث إن التأثر بموقف معين وعدم القدرة على تناسيه أو تجاوزه، يبقى مطاردًا للإنسان لفترة طويلة، وفي الوقت الذي يعتقد فيه هذا الأخير أن المضي قدمًا وتجاوز مثل هذه الذكريات السلبية غير ممكن، يحتاج الأمر إلى القليل من العزم والإرادة فقط، مع اتباع خطوات معينة.

مراحل الطفولة

بالعودة إلى المواقف التي تتسبب بعدم ثقة الإنسان بنفسه، يمكن البدء بالمواقف السلبية التي قد يواجهها الإنسان في سنّ مبكر، حيث إن لتعامل الآباء مع أطفالهم دورًا كبيرًا في تعزيز ثقة الطفل بنفسه أو تحطيمها، فالتّقليل من قدر الطفل، وعدم الثناء عليه، ومنعه من الإدلاء برأيه، يخلق لديه نوعًا من احتقار الذّات، مقتنعًا منذ الصغر أنه أقل من الآخرين، وأن أي كلام يتفوه به قد لا يكون في محلّه، وهو ما يتسبب بمشاكل في ثقة الطفل بنفسه حتى بعد مرور أعوام ونموّه، ليبقى مصيره مرتبطًا بما يتعلمه في محيطه الخارجي في أثناء الدراسة، وعند التعرف على أصدقاء جدد؛ حيث يعد الانفتاح على أشخاص جدد والخروج من المنزل بانتظام، عاملًا مهمًّا في زيادة الشخص لثقته بنفسه، عبر تجربته لمواقف مختلفة، منها: الصعب والمحرج، كلها مواقف تمرّ ويأخذ الإنسان منها تجربة مهمة تساعده على تعزيز ثقته بنفسه.

قد يهمك هذا المقال:   أسباب عدم التركيز

صدمات الفشل

تتعرض ثقة الإنسان بنفسه لضربة قوية عند فشله في جانب معين من الحياة، مثل فشل الطالب في الدراسة، أو فشل الرجل أو المرأة في الزواج، أو فشل التاجر في تجارته؛ حيث تؤدي مثل هذه التجارب الفاشلة إلى صدمات تختلف قوتها من شخص لآخر، فهنالك من يأخذه هول الصدمة إلى المستشفى، وهنالك من يتجاوز الأمر بشكل تدريجي، اعتمادًا على شخصية الإنسان، ومحيطه، وظروفه.

مثل هذه الصدمات تنعكس بالسلب غالبًا على ثقة الإنسان بنفسه، ليواجه صعوبة في إعادة الكَرّة ومحاولة الوقوف على رجليه والعودة إلى تحقيق مبتغاه من جديد؛ حيث إن ما لا يتفطّن إليه الإنسان في مثل هذه الحالات هو كون الفشل جزءًا من النجاح، وهو أمر طبيعي للغاية، فعدم نجاح الرجل أو المرأة في ، لا يعني بالضرورة أنه محكوم عليهم بالبقاء وحدهم في هذه الحياة؛ بل إن الحياة مليئة بأشخاص آخرين يمكن أن يكونوا متوافقين معهم من حيث الطباع ويخوضوا تجربة زواج جديدة وينجحوا فيها، وينطبق الشيء نفسه على التاجر والطالب، المهم هو أن يُعترفَ بالفشل، ومحاولة التفكير في أسبابه التي قد تكون كثيرة، فالطالب الذي فشل في ، قد لا يكون الطب شغفه، والتاجر قد لا يكون مجال الحرير تخصصه؛ لذا فإن فقدان الثقة بسبب الفشل، قد تكون سهلة الاسترجاع والبناء من جديد حال إدراك حقيقة الفشل.

كيف أزيد ثقتي بنفسي – خطوات عملية

في حال كان الإنسان يعاني من مشاكل على مستوى الثقة بنفسه، وتنطبق عليه إحدى المواقف السابقة، أو أن هنالك أسبابًا أخرى تسببت فيها قلة ثقته بنفسه، فهذه خطوات عملية يمكن اتباعها لزيادة الثقة بالنفس، فالثقة بالنفس ليست بالأمر الجلل كما يُخيل لبعضهم؛ حيث إنها مثل أي مهارة أو عادة أخرى تحتاج إلى الممارسة.

قد يهمك هذا المقال:   حقوق الجار وواجباته

تجسيد الصورة الواثقة

ما لا يعرفه الكثير من الأشخاص الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس، هو أن أي إنسان يتردد ويخاف ويقلق، فحتى من يبدو من الخارج واثقًا جدًّا بنفسه، يعاني بدوره من مواقف تقلّ فيها ثقته في نفسه، وكثيرون كذلك لاحظوا أن هنالك نسخة من أنفسهم تعد أفضل بكثير من حيث الثقة بالنفس؛ إلا إن هذه النسخة تبقى دائمًا حبيسة حاجز الثقة بالنفس والتردد، فمثلًا، قد تجد أحدهم يجهّز نفسه لمواجهة شخص اعتاد على تعنيفه لفظيًّا، ويرسم سيناريو ممتازًا، ويشجع نفسه على فعل الأمر؛ إلا إنه يتردد ويتراجع في آخر المطاف؛ لذا على الإنسان أن يحاول تجسيد تلك النسخة أو الصورة الواثقة التي يصورها في ذهنه، واضعًا نصب عينيه تلك النسخة المميزة من نفسه.

الإيجابية

تلعب السّلبية دورًا كبيرًا في التأثير في ثقة الإنسان بنفسه؛ لذا سيكون اعتياد الإنسان على التصرف بإيجابية خطوة في الاتجاه الصحيح، وهو ما يمكن القيام به عبر التركيز على الأشياء التي يبرع فيها، فمهما كانت سلبيات أحدهم، هنالك دائمًا جانب إيجابي.

المواجهة

أفضل وسيلة للتغلب على مخاوف الإنسان هي مواجهتها؛ حيث إن نتائج المواجهة تكون في معظم الأحيان تافهة عند النظر إلى تأثيرها السلبي الكبير على الإنسان؛ لذا سيكون على الإنسان التفكير بعقله ومحاولة التفكير في نتيجة القيام بأمر يخيفه، وهل فعلًا يستحق الأمر كل ذلك القلق والخوف؟ بعد ذلك، سيكون عليه القيام بذلك الأمر وعيش تجربة القيام بأمر يؤثر سلبًا في ثقته بنفسه؛ حيث ستكون تلك هي بداية خروجه من قوقعة تزعزع الثقة، والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر ثقة.

النقد الذاتي

يختلف النقد الذاتي كثيرًا عن الانتقاد الداخلي اللاذع الذي يكيله الإنسان لنفسه؛ حيث تغيب العقلانية في مثل هذه الانتقادات الداخلية التي قد لا يكون لها أي أساس من الصحة، وقد يتفطّن الإنسان بعد مرور فترة من الوقت لمثل هذه الانتقادات السلبية التي تؤثر كثيرًا في الثقة بالنفس؛ حيث إنها في الأساس مبنية من فراغ؛ إذ يمكن أن تكون مبنية على سوء فهم أو مبالغة في تقبل أمر ما، وهو ما يمكن معالجته من خلال التفكير في أدلّة دامغة تعزز هذا الانتقاد اللاذع للنفس، فإن لم توجد هذه الأدلة، فالأمر لا يعدو عن كونه انتقادًا للذات بسبب أو الغضب من شيء آخر، كما يجب محاولة الموازنة بين الطاقة السلبية والإيجابية من خلال وتهنئتها عند إنجاز شيء إيجابي.

قد يهمك هذا المقال:   علاج البطالة

استطاع الكثيرون تعزيز ثقتهم بأنفسهم عبر تجارب ومواقف صعبة جعلت منهم أشخاصًا أفضل، وهو ما يمكن لأيٍّ كان مهما كانت ظروفه تحقيقه، كل ما عليه فعله هو الإيمان بنفسه أكثر والعمل على تطوير ذاته عبر ممارسة عادات إيجابية، مثل القراءة، والرياضة، وتعلم أشياء جديدة، وأي شيء يسهم في تنمية مهاراته وخوضه لتجارب جديدة، فمع تطور شخصية الإنسان، تتضح له الرؤية بشكل أكبر، كما أن التعرف على أشخاص جدد سيسهم في تعلم أشياء جديدة حول النفس البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *