صعوبة توفير مبالغ كبيرة
يظل توفير بعض المال واستثماره أولويةً قصوى لدى الكثيرين، ولكن للأسف، لا يستطيع سوى عددٍ قليل من الأشخاص تخصيص جزءٍ ثابت من دخلهم الشهري لتأمين تقاعدٍ مريح أو تحقيق أهدافهم المالية في الحياة، وهذا الأمر ينطبق على غالب على وجه الخصوص.
على سبيل المثال، ووفقًا لاستطلاعٍ أجرته شركة (بايرفورت)، وهي شركة تابعة لمجموعة الأمازون، فإنَّ غالبية الأشخاص الذين يعيشون في (38%) قادرون على توفير 10% فقط من دخلهم، في حين يستطيع أقل من الربع فقط (23%) توفير 10 إلى 25% من دخلهم، بينما نسبة 28%، أي ما يقرب من ثلاثة من كل 10 أشخاص، لا تدخر على الإطلاق، وبوصفها دولةً من أغنى الدول العربية وسكانها من ذوي الدخول المرتفعة، فهذا يعني أن الوضع في البلدان الأخرى ينطبق على نحوٍ أكثر وضوحًا.
يقول المستشارون الماليون إن أولئك الذين يُصمِّمون على زيادة دخلهم القليلة التي يمكنهم توفيرها، عليهم ألا ييأسوا، لأنه مهما كانت مدخراتهم صغيرةً في كل شهر، لا يزال بإمكانهم إيجاد فرصٍ استثمارية تسمح لهم بزيادة دخلهم، والمفتاح هو عدم وضع هذا الدخل غير المُنفَق في حسابٍ مصرفي دون فائدةٍ أو تخبئته في مكانٍ ما، بل استثماره.
في الواقع، لا يحتاج الأشخاص إلى تخصيص قدرٍ هائل من المال ليُصبحوا مستثمرين، ولا يتطلب الأمر الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه لتشغيل هذه الكميات القليلة من الأموال.
مجالات استثمارية بمبالغ صغيرة
إذا تمكنت من توفير مبلغٍ يسير من المال، وتبحث عن مجالاتٍ تستثمره فيها، فإليك ما يمكنك فعله.
الاستثمار في الأسهم
تُعدُّ الأسهم أحد الخيارات الاستثمارية الأكثر شيوعًا لأولئك الذين لا ينتمون إلى الفئة ذات الثروة الضخمة؛ فهي تتوافر بأسعارٍ معقولة جدًّا، ويُمكنك شراء أسهمٍ في بعض الشركات المفضلة لديك بأقلِّ من 100 درهمٍ أو 100 ريال.
سيكون من المثالي شراء أسهمٍ متعددة في عددٍ من الشركات، على سبيل المثال ما لا يقل عن خمسٍ أو ستّ، وهو ما يعني أن تكون لديك محفظة متنوعة.
وعند ، من المهم ملاحظة أنه يجب على المرء الاستعانة بخدمات “وسيط الخصم” بدلًا من “الوسيط كامل الخدمات”، الذي لا يعمل إلا مع المستثمرين الذين يمتلكون الكثير من المال للاستثمار أو مع أولئك الذين يستطيعون دفع الحدِّ الأدنى للإيداع والعمولات.
يمكن القيام بذلك عن طريق فتح حسابٍ مع شركة وساطة خصمٍ عبر ، والخيار الآخر هو شراء الأسهم مباشرةً من شركةٍ ما، إذا كنت ترغب في الادخار على رسوم الوساطة.
صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة
مثل الأسهم، يمكن شراء الصناديق المُتداوَلة في البورصة بتكاليف منخفضة من خلال وسيط، ويستطيع المستثمر استثمار أكبر عددٍ من الأسهم كما يحلو له.
تستخدم الصناديق المُتداوَلة في البورصة الأموال المُجمَّعة من عددٍ من الأشخاص للحصول على محفظةٍ متنوعة قد تشمل الأسهم والسندات والسلع، وتُتداوَل مثل الأسهم ويُمكن أن تقدم عائدًا جيدًا.
ولأنَّ التنويع هو المفتاح عند الاستثمار، بغضِّ النظر عن حجم تمويل المشروع أو مبلغه، فمِن الأفضل تخصيص جزءٍ من المبلغ المتاح لك للاستثمار في بعض الصناديق المُتداوَلة في البورصة.
صناديق الاستثمار المشتركة
إذا لم يكُن لديك الوقت لإجراء بعض الأبحاث بنفسك لاختيار أفضل خيارات الأسهم أو صندوق المؤشرات المتداولة في البورصة أو خيارات الاستثمار الصغيرة الأخرى لتشغيل مدخراتك الصغيرة، فقد ترغب في الاستثمار بصناديق الاستثمار المشتركة.
من خلال تحديد هذا الخيار، يمكنك الاستفادة من خبرات مدير الصندوق، الذي سيُؤدِّي لك المهام الأساسية؛ مثل اختيار أفضل ، أو الأسهم والسندات التي يمكن أن تجعل أموالك تنمو.
الأمر الجيد هو أنك لست بحاجةٍ إلى مئات الآلاف لبدء شراء حصةٍ في صندوق استثمارٍ مشترك، ومثلها مثل الأسهم وصناديق الاستثمار المُتداوَلة، وتوفر صناديق الاستثمار المشترك أيضًا عوائد جيدة للمستثمرين.
وتأكيدًا على ذلك، يقول فيجاي فاليشا كبير مُحلِّلي السوق بشركة (Century Financial Brokers) في دبي: “أظهرت الاستثمارات طويلة الأمد في الأسهم وصناديق الاستثمار المُتداوَلة وصناديق الاستثمار المشتركة تفوُّقها على جميع فئات الأصول الأخرى، وهي تستعد لمُواصلة تحقيق نتائج مماثلة للأجيال القليلة المقبلة على الأقل، كما أن ميزة الصناديق المشتركة هي أن المبلغ الذي تتطلَّبه ليس كبيرًا جدًّا، ومن ثمَّ ليس هناك حاجز يمنع دخول أي شخصٍ إلى هذا المجال”.
الاستثمار في الذهب
يُعدُّ هذا المعدن الثمين مخزنًا كبيرًا للثروة. لكنَّ هناك أمورًا ينبغي لك معرفتها والإلمام بها قبل الاستثمار في الذهب.
يوصي تيلا فيليبس، المستشار المالي في شركة (Guardian Wealth Management) بتخصيص 5% من المال للذهب، لتجنُّب تآكل مدخراتك بسبب التضخم.
الذهب هو ملاذ آمن للمال، ودائمًا ما يحتفظ بقيمته، بل تزداد قيمته باضطراد، ممَّا يضيف تنوعًا جيدًا إلى صناديق الاستثمار المشتركة والاستثمارات التقليدية الأخرى، ومن ثمَّ يُعدُّ استثمارًا جيدًا للجميع بغضِّ النظر عن حجم المبلغ المُستثمَر في شرائه.
بعض النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار
لا تدَع رغبتك في استثمار أموالك تدفعك إلى اتخاذ قراراتٍ غير مدروسةٍ قد يترتَّب عليها أن تتكبَّد خسارة أموالك.
وفيما يلي بعض النصائح التي تفيدك في اتخاذ قراراتٍ استثمارية رشيدة:
كُن حذرًا عند الاستثمار في السندات
قد تفكر برغبتك في استثمار أموالك بالسندات، وفي حين تبدو هذه فكرةً رائعة، لا سيما وأن هناك بعض خيارات السندات التي لا تتطلَّب استثماراتٍ ضخمة، فقد نصح بعض المخططين الماليين بأنه من الأفضل توخِّي بعض الحذر.
يقول تيلا فيليبس: “يمكن أن تكون السندات فئة أصولٍ مواتية لأنها -غالبًا- توفر دخلًا ثابتًا، في حين تُعدُّ أيضًا منخفضة المخاطر. ومع ذلك، فإنني أوصي بالحذر بشأن الاستثمار في السندات في الوقت الحالي، إذ إن الوعد بزيادة أسعار الفائدة يجلب معه تخفيضاتٍ حتمية في عوائد السندات”.
الابتعاد عن الفوركس والعقود الآجلة
إذا لم يكُن لديك سوى مبلغٍ صغير للاستثمار ولا تمتلك أية خبرةٍ في الاستثمار، فمِن الأفضل تجنُّب الخيارات المعقدة مثل الفوركس أو العقود الآجلة.
يقول فيجاي فاليشا: “إن تداول العملات الأجنبية والعقود الآجلة يُشكِّل مخاطر مرتفعة واستثماراتٍ عالية القيمة، وعادةً ما تكون معقدةً جدًّا بطبيعتها، ومن ثمَّ يجب تجنُّبها ما لم تكُن لدى الشخص معرفة دقيقة جدًّا بالصناعة المالية. إن مثل هذه الاستثمارات تتطلَّب خبرةً متخصصة، كما أن المخاطر التي تنطوي عليها ليست مواتيةً لأولئك الذين يريدون الادخار للتقاعد”.
المصدر
https://gulfnews.com/business/money/uae-financial-experts-share-best-ways-to-invest-dh2-000-1.2127866 (بتصرُّف)