مفهوم الوضوء
الوضوء في اللغة مأخوذٌ من الوضاءة وتأتي الوضاءة بمعنى البهاء والجمال والحُسن، وأما في الاصطلاح فالوضوء بضم الواو يُطلق على ما يقوم به المسلم من تطهيرٍ بالماء وتنظيفٌ به، وذلك بغسل أعضاء معينة مخصوصة ومسح أعضاء أخرى، ويكون هذا الغسل والمسح لأعضاء بنية التَّطهُّر من الحدث الأصغر ليكون المسلم جاهزا للصلاة وغيرها من العبادات التي قيَّد الشرع فعلها مع اشتراط الوضوء لقبولها.محمد الرملي، 1404هـ، نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، الطبعة الثالثة، بيروت: دار الفكر، ص.57
نواقض الوضوء
نواقض الوضوء هي عينها التي إن حصلت مع المسلم وهو متوضئ انتقض وضوؤه وبطل وهذه النواقض هي:ابن رشد الحفيد، 1425هـ، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، القاهرة: دار الحديث، جزء1، صفحة40-46
- خروج شيء من السبيلين: كالبول أو الغائط أو الريح.
- مَسُّ النساء أو مباشرة النساء: سواء كان ذلك باليد أو التقبيل للزوجة كما ذهب إلى ذلك بعض أهل العلم مثل فقهاء الشافعية.
- النوم: عند من اعتبر النوم ناقضاً من نواقض الوضوء فمن نام فقد انتقض وضوؤه وإذا أراد الصلاة بعد أن يستيقظ فلا بد أن يتوضأ لأنه بنومه بطل وضوؤه.
- زوال العقل: سواء كان سببه الجنون أو الإغماء أو السُّكر أو المخدر.
- الدم الكثير أو القيح أو الصديد: أو القيء الكثير عند بعض الفقهاء وذهب آخرون إلى أنه لا يُنقض الوضوء.
- المَسُّ المباشر للقُبُل أو الدُّبر بلا حائل: عند من قال بذلك.
- غَسل الميت: حيث اعتبر بعض الفقهاء غسل الميت ناقضاً من نواقض الوضوء.
- الضحك: فهو عند أبي حنيفة ينقض الوضوء خلافاً لجمهور الذين ذهبوا إلى أن الضحك لا ينقض الوضوء.
- الردة عن الدين الإسلامي: فهي تُحبط جميع العمل وتبطله ومن باب أولى فإن الردة تبطل الوضوء.
- أكل لحم الإبل: فيُعتبر أكل لحم الإبل ناقضاً من نواقض الوضوء عند الحنابلة خلافاً لجمهور العلماء الذين قالوا بأن لحم الإبل لا يُعتبر ناقضاً من نواقض الوضوء.
لحم الإبل ونقض الوضوء
اختلف الفقهاء في لحم الإبل وهل هو ناقضٌ من نواقض الوضوء؟ فذهب فقهاء الحنابلة إلى أنَّ أكل لحم الإبل يُعتبر ناقضاً من نواقض الوضوء، واستدل الحنابلة على ما ذهبوا إليه بما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل: (أأتوضأ من لحم الغنم؟ قال: إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ. قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم. فتوضأ من لحوم الإبل، قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: أصلي في مبارك الإبل قال: لا)رواه مسلم في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة، رقم الحديث 360 والحديث صحيح وقد وجَّه الحنابلة استدلالهم بهذا الحديث على اعتبار أنّ أكل لحم الإبل ناقضاً من نواقض الوضوء، وقالوا: بأن بعد أكل لحوم الإبل يعتبر مسألة تعبُّديَّة، حيث جاء بالنص الشرعي ولذلك ذهبوا إلى أنه لا مجال لإعمال العقل في هذه المسألة بناءً على توجيههم الذي قالوا به، وأما شرب حليب الإبل فليس ناقضًا من نواقض الوضوء.
وأما جمهور الفقهاء فقد خالفوا فقهاء الحنابلة في هذه المسألة، حيث ذهبوا إلى أنَّ أكل لحم الإبل لا يوجب الوضوء ولم يعتبروا أكل لحوم الإبل ناقضًا من نواقض الوضوء، وقد اتَّفق الفقهاء على عدم الوضوء مما مسته النار وقالوا بأن لحم الإبل طعامٌ كسائر الأطعمة فتناوله لا يوجب الوضوء كما هو الحال بسائر اللحوم والأطعمة.وهبة الزحيلي، 1996م، الفقه الإسلامي وأدلته، الطبعة الرابعة، دمشق: دار الفكر،جزء1 ، صفحة280-281
فرائض الوضوء
للوضوء فرائض ستة لا يصح الوضوء إلا بوجودها وتحققها جميعاً، وهذه الفروض الستة هي:الدكتور مُصطفى الخِنْ، الدكتور مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي 1413 هـ – 1992، الفقه المنهجي، الطبعة الرابعة، دمشق: دار القلم، صفحة 53، جزء 1
- النية: فالنية هي الفرض الأول من فرائض الوضوء.
- غسل الوجه: بتعميم الماء على جميع الوجه من شحمة الأذن إلى شحمة الأذن المقابلة ومن أسفل الذقن إلى منبت الشعر في الرأس.
- غسل اليدين مع المرفقين. بأن يغسل المتوضئ يديه ويغسل معهما مرفقيه كاملين.
- الترتيب: من خلال تنفيذ هذه الأعمال أي الفرائض، فالترتيب بين هذه الأعضاء هو الفرض السادس من فرائض الوضوء، ومعنى الترتيب أن يفعل هذه الأعمال ويقوم بها بنفس هذا التتابع المذكور، وهذه الفروض الستة دليلها في القرآن الكريم هو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).سورة المائدة، الآية 6.
سنن الوضوء
للوضوء سنن متعددة يلتزم بها المسلم اتِّباعاً للرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- وهذه السنن هي:عبد الكريم الرافعي، العزيز شرح الوجيز، 1997م، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الولى، جزء1، صفحة 120.
- السواك: فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء).رواه النووي في كتابه المجموع، راوي الحديث أبو هريرة، جزء1، صفحة 273 والحديث صحيح.
- التّسمية؛ فمن أراد أن يقوم للوضوء فمن السنة أن يقوم في بداية الوضوء بالتسمية باسم الله فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم.
- غسل اليدين: ويُسَنّ لمن يريد أن يتوضأ كذلك أن يغسل يديه ثلاث مرات قبل أن يُدخِلهما في الإناء المخصص للوضوء إن كان يتوضأ من إناء، وحتى لو لم يكن يتوضأ من إناء فمن السنة أن يغسل يديه قبل أن يبدأ بالوضوء؛ وذلك اقتداءً واتّباعاً للرّسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-. وأن يغسل المسلم المتوضئ اليدين إلى الكوعين قبل أن يغسل وجهه.
- المضمضة؛ وهي بأن يغسل الفم بالماء.
- الاستنشاق؛ ويكون بأن يغسل الأنف بالماء، والاستنثار؛ وذلك بأن يُنظّف الأنف من الأذى، ويُفضّل المبالغة في المضمضة والمبالغة بالاستنشاق.
- أن يكون الغسل لأعضاء الوضوء ثلاثاً ثلاثاً: أي الغسل ثلاث مرات، فيغسل كلّ عضو ثلاث مرّات، وتكون المضمضة ثلاث مرّات، والاستنشاق ثلاث مرّات، والاستنثار ثلاث مرات.
- التخليل بين الأصابع: بأن يُخلّل المُتوضّئ الماء بين أصابع يديه بإدخال أصابع يديه وتشبيكها ببعضها وذلك للتأكّد من وصول الماء وتخلله ما بين الأصابع.
- تخليل اللحية: يُسنّ للمُسلم أن يُخلّل شعر لحيته فيُدخل أصابعه ويُخَلِّلَهُا بين شعر اللّحية؛ وذلك زيادةً في النظافة وتأكيداً على وصول الماء إلى جميع شعر اللّحية وأصولها.
- التّيامن في غسل اليدين وغسل الرّجلين، ويكون ذلك بأن يغسل المتوضيء يده اليمنى قبل اليد اليسرى، ومن السُنّة كذلك أن يغسل رجله اليمنى قبل الرجل اليسرى.