ما أسباب عقوق الوالدين

أسباب عقوق الوالدين

لفظ “عقوق الوالدين” يأتي من الأصل “عق”، وتعني ابتعد أو انقطع بإرادته، وهي تأتي كنقيض لجُملة “بر الوالدين” والتي تخدم غرض الاهتمام بالأب والأم ومعاملتهم بطريقة حسنة، في جميع الديانات السماوية، وفي معظم المحاضرات الاجتماعية يتم الحث على بر الوالدين، ولكن الحقيقة أن عقوق الوالدين، هو عرض شائع في الكثير من الأسر حول العالم وليس فقط المجتمع العربي، وذلك على الرغم من إعطاء الوالدين ما لديهم في سبيل تربية أولادهم ولكن هناك أولاد لا يحسنون إلى والديهم، فترى ما هي أهم الأسباب التي تجعل الأبناء لا يحسنون إلى والديهم.

  • التمييز بين الأولاد : عملية التمييز في التعامل مع الأولاد، قد تؤدي إلى عقوق الوالدين في كبر الأولاد، وهذا لأن التمييز له أشكال عدة بل وأحيانًا الكثير من الأهالي يفعلونه دون عمد، بل وأحيانًا أخرى، على الرغم من لفت نظرهم للموضوع يظلون معتقدين أنهم يتعاملون بطريقة طبيعية مع أولادهم، في حين أنهم لا يفعلون، وتظهر عمليات التمييز في التعامل، وهذه هي المشكلة، حيث يميل الأب أو الأم عاطفيًا ناحية ابن أو بنت من أطفالهم، وهنا يبدأ الأب والأم في بناء ترسيبات الجحود التي تؤدي إلى عقوق الوالدين فيما بعد، ومن أشهر المعاملات في التمييز في المجتمعات العربية، هي تمييز الابن الذكر البكر، أو تمييز الابن عن الفتاة، أو تمييز الفتاة عن الابن، في جميع هذه الحالات الطفل المميز لن يعامل والديه بطريقة سيئة، ولكن الطفل المهمل، حينما يكبر ويستمر التمييز بينه وبين إخوته، دائمًا ستكون بداخله ضغينة ستظهر يومًا ما في صورة عقوق.
  • أصدقاء السوء : الأصدقاء لهم تأثير كبير جدًا بعضهم على بعض، وببساطة قد يكون هناك صديق لا يحب والديه، وكل كلامه عنهم سيء، وحينما يتكلم بهذه الطريقة كثيرًا، من الممكن أن يزرع مثل هذا الشخص في نفوس من حوله نوع من الضغينة الكاذبة في الآخرين تجاه والديهم، وهذا ببساطة لأن الأب والأم معرضين أن يخطئوا في حق أبنائهم، ولكن مشكلة الصديق السيء، أنه يشجع أصدقائه على التعدي على فكرة الأبوة، ودعم أصدقائه بصورة سلبية، لأخذ بعض الخطوات السلبية جدًا في حق والديه، حتى يصل الأمر أحيانًا إلى الضرب، أو التعدي اللفظي على الوالدين، وعدم السؤال عليهم وإهانتهم أمام الجميع، ولذلك يجب على الآباء الاهتمام بأولادهم، وبأصدقائهم، وعدم مقاومتهم عندما يصادقون شخص سيء، ولكن محاولة توضيح السوء الموجود في هذا الشخص بالطريقة الهادئة، حتى يفهم الابن أنه على الناحية الخطأ مع هذا الصديق.
  • إدمان المخدرات : من أشهر أسباب عقوق الوالدين حول العالم، وخصوصًا في المجتمعات الأوروبية عمومًا، هي المخدرات، إدمان المخدرات يجعل الأبناء في حالة بعيدة جدًا عن الواقعية والأخلاقيات، وهذا من آثار المخدرات المعنوية والنفسية، كما أن من ضمن الأعراض الجسدية لإدمان المخدرات هي العصبية المفرطة في حالات تأخر جرعات المخدر، وذلك يؤدي بصورة مباشرة إلى معاداة أي شخص بصورة فورية، ومن هؤلاء الناس بالطبع الوالدين، ولذلك 100% من مدمني المخدرات لديهم علاقات سيئة مع أسرهم، لدرجة أنه يصل الأمر إلى أن يسرق الابن أبويه لأجل الحصول على المال ليشتري المخدرات، مما يجعل الأسرة كلها في نوع من أنواع الخطر الدائم.
  • التعامل القاسي مع الأطفال : أحيانًا يكون التعامل القاسي جدًا مع الأطفال في الصغر سبب وجيه لأن يجعل هؤلاء الأطفال طوال عمرهم في حالة من حالات الغضب ناحية أبويهم، مما يجعل هؤلاء الأبناء في مراحل الكبر لا يعتمدون من الأساس على والديهم، وهذا يجعل الكراهية تزداد أكثر، لأن الابن يشعر تجاه والديه، أنهم لم يقدموا له أي شيء، فهو قد تربي في ضيق وعنف، وعندما نجح فهو نجح بذاته ومجهوده الشخصي، هذا الأمر بالتأكيد يجعل الابن مجهز نفسيًا لعملية عقوق الوالدين، وعدم الاهتمام بهم، وحينما يعلم أنهم في أزمة أو ضيقة لن يقدم لهم العون والمساعدة حتى يشعرون كما شعر هو في صغره، ولذلك يجب التحذير ضد استخدام العنف بشتى أنواعه مع الأطفال، والتعامل بطريقة سوية مع جميع الأبناء حتى يتم التأكد من الصحة النفسية للابن.
  • الخلافات الزوجية : أحيانًا تكون الخلافات بين الرجل والمرأة سبب لعقوق الوالدين، أو فرد منهم على الأفل، وهذا يحدث في حالات العنف المنزلي، سواء من الرجل تجاه المرأة، أو المرأة تجاه الرجل، حينما يكبر الطفل على فكرة قهر أحد والديه للآخر، تقريبًا سيتعاطف الابن مع المقهور، وسينظر للآخر على أنه شرير ولا يستحق العطف، ولأن بر الوالدين هو مسألة في أولها وأخرها عاطفية، إذًا فعندما تموت العاطفة تجاه أحد الوالدين، تصير القطيعة من أولاد هذا الشخص نتيجة لأفعاله، ولأن الزمن يدور بالفعل، والكبير يصبح هَرِم وحينها المتجبر لن يجد أولاده بسبب أفعاله.
قد يهمك هذا المقال:   التعامل مع الطفل العنيد

آثار عقوق الوالدين على الأسرة

عدم بر الوالدين هو أمر في غاية الصعوبة على البناء الأسري، وهذا لعدة أسباب، أهمها أن الكراهية ستكون هي السائدة في منظومة مبنية أساسًا على الحب والعطاء، وهي المنظومة الأسرية، أيضًا الأب والأم سيخسرون ابنًا ولكن الخسارة ليست فقط على مستوى الفقد، بل ستكون خسارة نفسية للأب والأم حيث أنهم سيشعرون بالجحود وعدم استحقاقية هذا التعامل من الطفل الذي أنجبوه وربوه، هذا غير الكراهية التي ربما ستنبت بين الإخوة في حالة عقوق الوالدين وعدم وجود من يضع حدود واضحة بين أفراد الأسرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *