ما بعد الطلاق
هناك العديد من والاجتماعية تحدث ما بعد الطلاق، ويختلف الأمر ما بين الرجل والمرأة فلكل منهم تغيرات خاصة تؤثر على حياته، وعلى الرغم من كون الانفصال والطلاق هو أمر ليس محبب في الكثير من الأحيان، ولكن يفضل جدًا في حالات يكون الشريكين فيها قد وصلا إلى حالة ميؤوس منها ولن يستطيعا أن يكملا سويًا حياتهم مثلما كانوا من قبل، ومن ضمن التأثيرات المختلفة للطلاق هي الندوب الداخلية التي يتركها هذا في كلا الاثنين، حيث أن كلاهما بالتأكيد سيكونان قد سببا أذى لبعضهما البعض، ومن هذا المنطلق سيتم التعريف في هذا المقال بأهم التأثيرات التي تحدث للرجل والمرأة في ما بعد الطلاق، وما هي العلاجات للتأثيرات السلبية، وما هي مميزات الطلاق.
الفائدة من الطلاق
أحيانًا قد تكون هناك فوائد من ، حيث لو كان الطلاق سيء لما حلله الله سبحانه وتعالى بصورة شرعية، وهذه هي أهم مميزات الطلاق:
- الطلاق يوفر على الزوجين الكثير من الخلافات التي لا حل لها، أو بمعنى آخر الطلاق يضع حدًا للخلافات الميؤوس منها.
- الطلاق يسمح للرجل والمرأة كلاهما، أن يبدئا بداية جديدة، وحياة أخرى بطريقة صحيحة، ومبنية على خبرة قديمة تجعلهم يتجنبون العديد من الأخطاء في الاختيار.
- فرصة للأطفال أن يعيشوا في جو مستقر، حتى لو كان على حساب غياب أحد الأبويين.
- عدم الوصول إلى مراحل صعبة جدًا بين الزوجين، وتوفير الإهانات والجروح، والانفصال بطريقة محترمة وشرعية وليس بها أية مشاكل.
- بالنسبة للرجل سيكون لديه فرصة أفضل للاختيار، حيث أن المجتمع الشرقي لا ينظر للرجل المُطلق بطريقة سلبية.
أضرار ما بعد الطلاق
للأسف الطلاق ليس حلًا مميزًا، خصوصًا للذين تزوجوا لفترات طويلة تتخطى الخمس سنوات، ولذلك يجب تعريف أهم هذه الأضرار حتى يفكر الزوجين جيدًا في هذا القرار دون أن يفاجؤوا فيما بعد بالأضرار التي ستحدث لهم، وهذه هي أهم الأضرار التي تحدث ما بعد الطلاق:
- ، لو كان هناك أولاد، تكون مسئولية ثقيلة جدًا على أحد الأبويين وحده، هذا بجانب الضرر النفسي الذي سيعاني منه الأولاد عند شعورهم أن والديهم مطلقين، خصوصًا في حالات التنمر في المدارس عندما يعاير الأطفال بعضهم بهذه العلل الطفولية، ولكنها تكون ذات تأثير عميق جدًا في نفوس الأطفال.
- الشعور بالوحدة، وربما المرأة تشعر بهذا الأمر أكثر من الرجل، وذلك لأن المرأة الشرقية عليها الكثير من القيود، التي يكون من دور الزوج حمايتها منها، فمثلًا المرأة من الممكن أن تضطر للعمل حتى تجد قوت كافي لأولادها، كما أن الكثير من الأشياء التي يكون الرجل مسئول عنها، ستجد المرأة نفسها في مواجهتها وحيدة دون خبرة سابقة.
- الشعور بالعار، ربما تكون الكلمة قوية في تأثيرها، لكن الكثير من المطلقين يشعرون بالفعل بهذا الشعور، حيث أن المجتمعات الشرقية لا تحبذ الطلاق كحل، وخصوصًا بالنسبة للمرأة، بل ويحدث أحيانًا أن يسب البعض بكلمة “مطلقة” على أنها إهانة، وهذا الأمر جارح جدًا على المستوى النفسي خصوصًا للمرأة.
- الخوف من الدخول في أي علاقة عاطفية جديدة، أو مشروع زواج جديد، وهذا بسبب الحاجز النفسي الذي سيسببه الزواج القديم، فالزواج حتى لو كان انتهى على طلاق وانفصال، فهو بالطبع كان فيه لحظات سعيدة، ولحظات مشاركة، ولحظات مؤلمة للطرفين، كل هذه اللحظات تكون بمثابة حاجز نفسي لفترة ما بعد الطلاق.
- ، وهذا الضرر يأتي عادة للشخص الذي لم يكن يريد الطلاق من البداية، لأنه في كل مرة يتذكر أنه لم يرد الانفصال ورغم ذلك تم الانفصال، وربما الطرف الآخر المنفصل يكون مع شخص آخر، وبهذا الشكل يكون الأمر جارح جدًا، ومؤلم جدًا على المستوى النفسي، ليسبب في الأخير اكتئاب مزمن.
- الشك في قيمة الحب، بالطبع قد يتطلق شخصين قد تزوجا عن حب، وفي هذا الوقت يحدث إعادة معالجة لمفهوم الحب عند الشخصين، ليصير مفهوم سلبي بالنسبة لهم، وكل ما يرتبط بالحب هو الألم النفسي والطلاق والانفصال.
مراحل ما بعد الطلاق النفسية
ما يحدث لمعظم الأزواج الذين يتعرضون للطلاق، غالبًا تكون متشابه، عدة مراحل نفسية يتعرض لها الرجل والمرأة، ولكن حدة هذه المراحل تختلف من شخص لشخص، وقد لا تحدث جميع المراحل بطريقة مرتبة، أو مجتمعة، وهذه هي أهم المراحل النفسية التي تحدث بعد الطلاق:
- سعادة يليها صدمة، يشعر عادة الشخصين المطلقين بعد عملية الطلاق بفرحة عارمة، وقد تستمر لعدة ساعات، ولكن مع مرور الوقت وعند أول شعور بالوحدة سيهجم شعور بالحزن صادم، وقد يكون سبب شعور الحزن ليس الشخص ولا الحزن عليه، بل يكون الحزن على الفترة التي مرت مع هذا الشخص، والتي تعتبر ضائعة، في كل الأحوال حنين ما بعد الطلاق هو أمر شائع، حتى لو كان غير ظاهر للآخرين.
- حالة من الإنكار، وفي هذه الحالة يتم إنكار أضرار الطلاق السلبية على الشخص ذاته، ومقاومة هذه الفكرة بالكبرياء.
- الغضب والحالة المزاجية السيئة، في هذه الحالة يصل الشخص إلى مرحلة ينقسم فيها على ذاته، ويغضب من أي شخص لأتفه الأسباب.
- الندم، وهذا الشعور ليس من أجل الشخص نفسه، ولا يتكرر مع معظم الأشخاص، ولكن بالنسبة لهؤلاء الذين تزوجوا عن حب سيشعرون بالندم لأسباب كثيرة هم فقط يعرفونها ويفهمونها.
- تقبل الأمر، بالتدريج سيصل كل من الشخصين إلى مرحلة فيها يتقبل فكرة الطلاق، والانفصال، ولكن هذه الخطوة قبلها يحدث الكثير من اللغط والألم النفسي، والمعناة، فهي لن تحدث بسهولة كما يعتقد البعض.
- الترميم النفسي، وهذه هي المرحلة الأخيرة من مراحل ما بعد الطلاق حيث يدرك فيها الشخصين أن ما حدث قد حدث، ولا يمكن للماضي أن يرجع، ومن هذا المنطلق يبدأ كل منهم في بداية حياة جديدة.