مما ينبغي على الإنسان في هذه الحياة، هو الإعتناء بصحته وسلامة جسمه، وذلك باتخاذ الأسباب للوقاية من جميع الأمراض، وبالخصوص في زمننا هذا، والذي نشهد فيه تطورا مخيفا ورهيبا لأمراض متعددة ومتنوعة، منها من لم يكن أجدادنا من قبل يعرفونه في زمانهم، وبالموازاة لهذا الأمر، نرى الانتشار الواسع للمنتجات الغذائية وتطور مجال صناعتها وزيادة نسبة استهلاكها بمختلف أشكالها وألوانها. لذا وجب علينا إلقاء نظرة وتجميع حوصلة معرفية ولو بسيطة على جزء مهم من جسمنا ، وهو الجهاز الهظمي، والذي يعتبر جزءا مهمّا منه، فما هو يا ترى؟ ولما يجب علينا الاهتمام بسلامته ووقايته من ما يجلب عليه الضرر؟
ما هو القولون ؟
يعتبر القولون الجزء الأخير من جهازنا الهضمي، ويسمى أيضا بالأمعاء الغليظة، ويبلغ طول هذه الأمعاء التي تشكل القولون 1.5 متر، ووظيفته هي امتصاص الماء والأملاح من بقايا الطعام، قبل إخراجه عل شكل براز، عبر تقلص وانبساط جداره العضلي لاتمام العملية، كما يعتبر مخزنا للغازات أيضا.
وفي حالة ما إذا حدث هنالك خلل في سرعة تقلص عضلات جدرانه، فهنا قد تأتي أعراض القولون العصبي، كحدوث الإمساك أو الإسهال، لذا فهو يعتبر في كثير من البلاد مرض العصر، حيث نجد في الجزائر -مثلا- شريحة كبيرة من الناس، تعاني من أعرض القولون الهظمي، أو العصبي وهذا المصطلح هو الأصح.
وقد صُنّف القولون العصبي كمرض قائم بذاته، وذلك بعد استفحاله وانتشاره، حتى أصبح مرضا شائعا كما أسلفنا وذكرنا، حيث تتوفر بعض الإحصائيات غير الدقيقة والتي تتحدث عن ما يفوق نسبة 40% من انتشاره في العالم العربي، وهو لا يعتبر مشكلة عضوية عند المريض، بل هو خلل وظيفي يصيب عضلات جدران القولون الرقيقة.
حيث تضطرب سرعة تقلص عضلات جدرانه، مما يؤثر في عمليات الامتصاص والهظم بشكل خاص، ففي حالة حدوث سرعة في تقلص عضلات الجدران، ينتج عنه إسهال للمريض، ويحدث الإمساك في حالة بطئ سرعة تقلص هذه العضلات، وهذا ما يسبب اضطرابات معوية، وحالات نفسية سيئة قد تصيب المريض.
أجزاء القولون
قسّم القولون إلى أربعة أجزاء وهي أجزاء رئيسية:
- القولون الصاعد (Ascending Colon).
- القولون المستعرض (Transverse Colon).
- القولون النازل (Descending Colon).
- القولون السيني (Sigmoid Colon).
يعتبر الكثير من عامة الناس أنه مادام للقولون علاقة مباشرة بالجهاز الهضمي، فهم يطلقون عليه مصطلح القولون الهظمي، وعليه يعتبرون أن هنالك نوعان من الأمراض ، عصبي وهظمي، وهذا كما بيّنه الدكتور سليـم طـلال الأغبـري -عميد مركز العلاج الأكاديمي التطبيقي للطب البديل التكميلي- خطأ، إذ أن القولون يقصد به القولون العصبي.
ومن جهة ثانية، فإن المصطلح، لا يعني البتة أن له علاقة بحالة عصبية تعتري المريض، أو نظرا للحالة النفسية المصاحبة لأعراضه، بل الاسم له علاقة بالتقلصات العصبية لعضلات جدران القولون واضطرابها.
أعراض مرض القولون
للقولون العصبي أعراض عامة، وأخرى مباشرة وغير مباشرة، كما يصنّفها أهل الاختصاص، وقد تختلف هذه الأعراض من مريض لآخر، وتتفاوت حدتها من حالة لأخرى أيضا، لذا فلا يمكن الجزم بها جميعا على شكل مضبوط أو قياسي، وقد تأتي هذه الأعراض لدى مريض واحد على شكل نوبات، فتزيد حدتها تارة وتقل تارة أخرى.
ومن بين هذه الأعراض ما يلي:
- .
- التوتر.
- الانتفاخ والغازات.
- صوت البطن.
- الإمساك غالبا.
- الاسهال بعد الطعام أو صباحا باكرا.
- آلام البطن.
- تسارع ضربات القلب.
- ضيق في التنفس.
- الشعور بالتعب بعد بذل أي مجهود.
- الدّوار وآلام الرأس.
- تدهور الرغبة الجنسية لدى الجنسين.
مما ينصح به الأطباء في حالة وجود أعراض للقولون العصبي، هو ممارسة الرياضة والمداومة عليها، خاصة لدى المصابين بأعراض تسارع نبضات القلب وضيق التنفس، وذلك لما للرياضة من فوائد عظيمة، يحث أن ممارسي الرياضة يكون مدل ضربات القلب عندهم 45 دقة/دقيقة، عكس الحالات الطبيعية والتي تشير إليها المراجع الطبية والتي يكون فيها المعدل ما بين 65 إلى 80 دقة/دقيقة.
وتجدر الإشارة على أن الباحث عن علاج للقولون العصبي المزمن، هو في الحقيقة بصدد إضاعة وقته وجهده وماله، وبدل ذلك فعليه التعايش مع هذا الأمر، بحيث يجب عليه تسطير وتتبع نظام غذائي يلائمه، بحيث إذا ما جرّب المريض غذاءا ما وسبّب له إسهالا، فعليه بشطبه من قائمة طعامه نهائيا، وهكذا.
هذا ما ينصح به الأطباء والمتخصصون، وبهذا قد يقطع المريض شوطا كبيرا في سبيل إنهاء معاناته، فبمجرد الاقتناع بضرورة مسايرة هذه الأعراض، وأنها لا تعدو أن تكون أعراضا مزعجة وغير خطيرة، فهذا الأمر سيريح المريض بشكل كبير.
طرق للتعايش مع المرض
- الإكثار من شرب الماء.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- المداومة على ممارسة الرياضة كما سبق الذكر.
- الحرص على تجنب الإمساك وذلك عبر استخدام الملينات.
- اعتماد وجبات صغيرة عوض ثلاث وجبات كبيرة كالمعتاد.
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون.
- تجنب الأطعمة المولّدة للغازات.
- في حال ظهور أعراض جديدة يجب زياة الطبيب.
- تجنب أخذ عقاقير دون استشارة الطبيب.
في الأخير نسأل الله -عز وجل- أن يشفي جميع المرضى وأن يخفّف عنهم، وأن يعافي الجميع بدوام الصحة والعافية.