ما هو النقرس
النقرس هو اضطراب مركّب ينتج عن تراكم حول المفاصل، وهو نوعٌ من التهاب المفاصل الذي يتميز بنوبات ألم حاد فجائية، وتسبب حساسية في المفاصل. يصيب النقرس الرجال بنسبة أكبر من النساء وقد يصيبهم في أي سنّ، بينما يكون احتمال إصابة النساء به أكبر في سن اليأس. كما تزيد احتمالية الإصابة إذا كان لدى العائلة تاريخ مرضي به. تقليدياً يسمى النقرس بداء الملوك، لارتباطه عادةً بتناول اللحوم والأسماك. تضاعفت معدلات الإصابة بالنقرس بين عامي 1990 و2010 ويعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى ارتفاع عوامل الخطوة كتغيّر النظام الغذائي والمتلازمة الأيضية وارتفاع متوسط العمر المتوقع وارتفاع الإصابة .
مسببات النقرس
الأشخاص الذين يكون تركيز حمض اليوريك (أو يسمى حمض البول) في أجسامهم مرتفعاً يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنقرس. فعندما ترتفع نسبة حمص اليوريك في الدم، فإنه يتراكم حول المفصل ما يسبب الالتهاب والألم الحاد، وهذا هو النقرس؛ تجدر الإشارة إلى أن النسبة الطبيعية لحمض اليوريك هي 1-4 ملغم 100 غم من الدم، ويحدث النقرس عندما تزيد نسبة اليوريك عن 7 ملغم100 غم.
أما اليوريك نفسه فينتج في الجسم بسبب تحلل البورين أو بمعنى آخر اختلال أيض البورين، وهذه المادة توجد في بعض الأغذية الغنيّة بالبروتين كسمك الأنشوجة والرنجة والمحار والأعضاء الداخلية للحيوانات كالكبد والطحال وفي الهليون والفِطر والفول والحمص الجاف. في الوضع الطبيعي، ينتقل حمض اليوريك في الدم ويتخلص منه الجسم عن طريق الكلى حيث يُطرح مع البول. لكن عندما تنتج كميات كبيرة من هذا الحمض في الجسم لا تتمكن الكلية من التخلص منها كلها فيتراكم الحمض داخل المفصل أو الأنسجة المحيطة به على شكل بلورات حادّة دقيقة، خاصة مفاصل أصابع اليدين والقدمين وبالأخص الأصبع الكبير في القدم والحالة الأخيرة تشكل 50% من الحالات.
ثمة أمراض وراثية تزيد من نسبة حمض اليوريك في دم، وهذه الأمراض مسؤولة عن حوالي 6-18% من حالات النقرس.
هناك عوامل تزيد من نسبة حمض اليوريك في الجسم، منها:
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
- ضغط الدم المرتفع، ترتبط حالات عديدة بارتفاع ضغط الدم والأدوية التي تناولها مرضى الضغط.
- فرط كوليسترول الدم وفرط شحميات الدم.
- تضييق وتصلّب الشرايين.
- تناول أدوية معينة تحتوى على الثيازيد، وهذه الأدوية تستخدم لعلاج فرط ضغط الدم، والأدوية المدرّة للبول وعلاج ليفودوبا الذي يتناوله مرضى الباركنسون.
- زيادة الوزن، إذ ترتبط 75% من حالات الإصابة بالنقرس بالمتلازمة الأيضية وزيادة الوزن في منطقة البطن ومستويات غير طبيعية من الدهون.
التشخيص
تُجرى الفحوصات للتأكد من أن المريض لديه فرط في نسبة حمض اليوريك في الدم. ويتم تحليل السائل الزلالي إذا تبين وجود فرط في اليوريك. يتم فحص السائل الزلالي الذي يؤخذ من المفاصل الملتهبة مباشرةً دون تأخير وذلك لإثبات وجود بلورات اليورات أحادية الصوديوم فيه، حيث تبدو هذه البلورات شبيهة بالإبر.
كما تستخدم الأشعة السينية لتصوير المفاصل لتبيّن الإصابة إلا أن هذه الوسيلة لا تنفع في الإصابات الحادة.
أعراض النقرس
تظهر أعراض بشكل فجائي وتكون حادّة مؤلمة، وتحدث أغلب الوقت أثناء الليل وسبب ذلك هو انخفاض درجة حرارة الجسم ليلاً. العرض الأكثر تمييزاً من أعراض النقرس هو الألم الحاد الذي يحدث في المفاصل. يبدأ المرض بإصابة مفصل واحد يكون عادةً المفصل الكبير في إبهام القدم، لكنه يصيب مفاصل أخرى وتظهر عليها الأعراض كمفاصل القدمين والكاحلين والركبتين والحوض واليدين والمرفقين والمعصمين. كما يحدث التهاب واحمرار فتنتفخ المفاصل المصابة وتصبح شديدة الحساسية. وفي الحالات طويلة المدى يظهر نوع من العُقد الصغيرة المزمنة في الكفين والقدمين والغضاريف خاصة غضروف الأذن تُعرف بالتوف، وهي عبارة عن ترسبات صلبة غير مؤلمة من بلورات حمض اليوريك.
يستمر الألم من خمسة أيام إلى عشرة ثم تخف الأعراض تدريجياً حتى تعود المفاصل إلى شكلها وحالتها الطبيعية بعد أسبوع وتزول الأعراض. ثمة مرضى يظهر لديهم ألم النقرس مرة أخرى بعد انقطاعه ويكون ذلك فجأة، وقيد يعيد الظهور بصفةٍ دورية.
قد يصاب المريض بمضاعفات خاصة إذا لم يتم علاجه، كالنقرس المتكرر والمتقدم وقد تتكون الحصى في الكلى.
العلاج والوقاية
يعطى العلاج بعد تشخيص المرض، حيث يصف الطبيب الدواء الملائم لحالة المريض، وترتكز هذه العلاجات على مضادات الالتهاب اللاستيرويدية والكولشيسين والستيرويدات. وتهدف هذه العلاجات إلى تهدئة أعراض نوبات الألم الحادة. كما يمكن استخدام كمادات الثلج عدة مرات في اليوم لمدة نصف ساعة لتخفيف الألم. أما بالنسبة لمن تتكرر لديهم الأعراض فيُعطَون علاجات تنظم عملية إفراز حمض اليوريك.
من الأهمية بمكان أن يراعي المرضى ومن هم عرضةً للإصابة به تجنّب أو تقليل تناول الأغذية التي تزيد من نسبة اليوريك في الجسم كاللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والمشروبات الكحولية، والإكثار من تناول الكربوهيدرات والحبوب الكاملة.
ثمة دراسات تشير إلى وجود علاجات مكمّلة وبديلة للعلاجات الدوائية لكن ينبغي استشارة الطبيب قبل تداولها، وتشمل:
- البُن: حيث تشير بعض الدراسات إلى أن ثمة علاقة بين شرب القهوة والحفاظ على مستوى منخفض من حمض اليوريك، إلا أن هذا ليس قطعياً.
- فيتامين ج: تشير بعض الدراسات إلى أن الأغذية الغنية بفيتامين ج تخفض نسبة حمض اليوريك، إلا أن هذا ليس مثباً أيضاً.