ما هو زواج المسيار

ما هو زواج المسيار

المسيار لغةً مشتق من الفعل سار سيراً، بمعنى مشى، ويُقال سار الكلام بمعنى ذاع، وزواج المسيار اصطلاحاً ومضموناً وعرفاً هو نوع من أنواع القديم، حيث كان يُعرف قديماً باسم زواج النهاريات، وتقوم فيه الزوجة بمجاراة زوجها وتخفف عنه المهر، أو المسكن الشرعي، أو النفقة عليها أو المبيت، وقد يكون نكاح المسيار سرياً، وغالباً ما تكون الزوجة في دولة والزوج يقيم مع زوجة أخرى في دولة أخرى، ويُمكن ربط المعنى اللغوي بالمعنى الاصطلاحي بالقول أن تسميته جاءت من السفر أو السير، حيث إن من صور زواج المسيار أن تكون الزوجة في بلد والزوج في بلد آخر، كما ويُمكن القول أن تسميته بذلك جاءت من التيسير والتخفيف، حيث تخفف الزوجة عنه أعباء الزواج كما ذُكر سابقاً، وأما عن سبب تسميته بزواج النهاريات، وذلك لاشتراط الزوج على أن علاقته بزوجته الثانية في النهار فقط، لحرصه على المبيت عند زوجته الأولى.

وقد ورد عن بعض المعاصرين أن هو زواج شرعي، لكونه يتم بعقد زواج شرعي مستوفي أركانه جميعها، إلّا أن المرأة فيه تتنازل عن مسكنها ونفقتها، والمبيت الليلي إن كان الرجل متزوجاً، وقد أوردوه ضمن الزواج المتعدد حيث إنه غالباً ما تكون الزوجة فيه الثانية أو الثالثة، وقد ورد عن الدكتور أحمد الحجي الكردي أن في زواج المسيار يتزوج رجل بالغ عاقل امرأة بالغة عاقلة تحل له شرعاً، ويكون الزواج على مهر معلوم وبوجود شهود تتوفر فيهم شروط الشهادة، بشرط أن لا يبيت الزوج عند الزوجة ليلاً إلّا في أحيان قليلة، وأن لا يُنفق عليها، وشرط النفقة سائراً سواء كُتب في العقد أم لا.

قد يهمك هذا المقال:   علامات الساعة الصغرى والكبرى

بداية ظهور زواج المسيار

وردت عدة أقوال في ظهور زواج المسيار ونشأته، وقيل إن بداية ظهوره كانت في ، حيث إن الخليجيات يُمنعن من الزواج بغير الخليجيين في حين أن الرجال يتزوجوا من غير الخليجيات، وظهر هذا الزواج ليحل مشكلة العديد من النساء الصالحات والمستعدات للزواج والتي يقل تقدم الرجال لهن، وكان على المرأة أن تتنازل عن نفقتها ويسكن الزوج معها وتتنازل عن المبيت وتراعي أحوال الرجل المتزوج الخاصة، وقيل أن زواج المسيار ظهر أولاً في منطقة القصيم في ، ومن ثم انتشر منها في أرجاء المنطقة الوسطى، وكان سبب ظهور نكاح المسيار هو تزويج النساء اللواتي فاتهن قطار الزواج أو اللواتي فشلن في زواجهن السابق وانفصلن عن أزواجهن، وأما عن قِدم زواج المسيار فيقول الدكتور يوسف القرضاوي بهذا الصدد أن زواج المسيار ليسق أمراً جديداً البتة، حيث عرفه الناس منذ القِدم بأنه الزواج الذي ينتقل الرجل فيه إلى بيت المرأة وليس العكس، كما وورد عن الدكتور إبراهيم الخضري أن زواج المسيار عُرف من خمسين سنة تقريباً، وكان يُسمى في منطقة نجد في السعودية باسم الضحوية، لأن الرجل لا يبيت عن المرأة وإنما يذهب لها في وقت الضحى.

أسباب ظهور زواج المسيار

وفي البحث والتفصيل في أسباب ظهور زواج المسيار، فقد وُجد أن هناك أسباب عدة منها ما يتعلق بالنساء ومنها ما هو متعلق بالرجال ومنها ما يعود إلى المجتمع، وأما الأسباب المتعلقة بالرجال فمنها:

  • رغبة الرجل بالتزوج من ثانية مع عدم رغبته في تحمل مزيداً من الأعباء الزوجية.
  • حاجة الرجل الفطرية إلى زوجة ثانية، فقد يكون ممن لا تكفيهم امرأة واحدة وتكون لديهم رغبة جامحة فيلجأ إلى زواج المسيار.
  • رغبة الرجل في الاستمتاع بزوجة صغيرة في السن أو متفرغة له، فقد تكون زوجته كبيرة في السن، أو مشغولة بتربية الأولاد ولا يجد رغبته عندها.
  • خوف الرجل من إعلان زواجه الثاني لكي لا يخسر زوجته الأولى ولكي يتجنب الوقوع في المشكلات.
قد يهمك هذا المقال:   صفة صلاة العيد

وأما الأسباب المتعلقة بالنساء فمنها:

  • تجاوز مشكلة عنوسة المرأة، أو طلاقها من زوجها الأول، أو حتى ترملها حيث يكثر ذلك في المجتمعات العربية.
  • رغبة بعض النساء بالبقاء في بيت غير بيت الزوج، مثل أن يكون لديها أولاد وترغب في تربيتهم والبقاء معهم فيأتي زوجها هو إلى بيتها.
  • رفض الزوجات فكرة التعدد، الأمر الذي يدفع الرجال إلى مثل هذا الزواج المخفي.

ومن الأسباب المتعلقة بالمجتمع:

  • نظرة المجتمع السيئة والغريبة إلى الرجل الذي يرغب بأكثر من زوجة.
  • غلاء المهور والارتفاع في تكاليف الزواج.

الحكم الشرعي لزواج المسيار

وردت عدة أقوال في حكم زواج المسيار شرعاً، حيث ورد عن الشيخ ابن باز أن زواج المسيار لا حرج فيه فيما لو استوفى كامل الشروط الشرعية، وهي وجود الولي، ووجود شاهدين عدلين على عقد الزواج، وسلامة الزوجين مما يمنع زواجهما، وإذا اتفق الزوجان على أن تبقى المرأة في منزلها ويأتي زوجها إليها، أو أن يكون زوجها جزءاً من النهار معها فقط، أو في أيام محددة، فلا بأس في هذا الأمر، ويُشترط أن يُعلن الزواج ولا يتم إخفاؤه، أما الألباني فعندما سُئل عن حكم زواج المسيار منع منه، واستدل على ذلك بالآية الكريمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،سورة الروم، آية 21 حيث إن المقصود من الزواج هو السكن وفي زواج المسيار لا يتحقق هذا المقصود، كما أنه قد يُولد لهذين الزويج أطفال، وبسبب بعد الوالدين عن بعضها قد يؤثر ذلك سلباً في وينعكس ذلك أيضاً على نفسياتهم، أما الشيخ ابن عثيمين فقد أجاز هذا الزواج بداية ومن ثم توقف عن إجازته بسبب الفساد الذي أصبح ينجم عن تطبيقه من بعض المسيئين.

قد يهمك هذا المقال:   حقوق الجار في الإسلام

المراجع

  1. الألوكة الشرعية: تعريف زواج المسيار في اللغة والاصطلاح
  2. الألوكة الشرعية: زواج المسيار والزواج العرفي
  3. الإسلام سؤال وجواب: زواج المسيار ، تعريفه ، وحكمه

الهوامش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *