مقدمة عن قانون الجذب
في الآونة الأخيرة كثُر الحديث عن قانون الجذب، سواء بكتب او محاضرات او دورات، أو بهولاء الأشخاص الذين يظهرون في الشاشات الذين يخبروننا أن حياتنا ومصيرنا متعلّق بقانون الجذب، فهناك من يصدّق وهناك من قد لايصدق، ولكن الشيء الوحيد الذي نحن متأكدون منه أن مفهوم قانون الجذب أصبح منتشراً، ومزدهراً في الإنتشار وسيحتل مزيد من النقاش في الأعوام القادمة، لذا كان من المهم أن يتم تناول موضوع مهم كهذا لنعرف ماهو قانون الجذب، وما هو تاريخ قانون الجذب وكيف يمكن الإستفادة منه او تجاهله.
ماهو قانون الجذب؟
قانون الجذب ببساطة هي القدرة على أن تجذب في حياتك ما تركّز إليه أكثر، وهو قانون كوني لا يرتبط بعمر ولا جنس ولا بإي نوع من تلك التصنيفات، فهو يناقش اكثر قوة التفكير داخل عقلك حيث يظهر ما هو الموجود في عقلك ويترجمه في الواقع، فليس هنالك من فكرة وإلا وتتحول إلى شيء مادي في عالمك الخارجي إذا ركزت عليها بشدة، وكررت التفكير فيها ، فهذا يعني إن كنت تفكّر في شيء إيجابي، فسيظهر لك ذلك الشيء الإيجابي، أما إذا كانت كل أفكارك ومعتقداتك عن أشياء سلبية فستكون تلك الأشياء ملازمة لك على الدوام، فلذلك يسعى الكثيرون الذين تعرّفوا وحاولو فهم هذا القانون بدقة على كيف يحققون الأحلام التي يريدونها وذلك عن طريق تركيزهم على الأفكار الخاصة بتلك الأهداف والأحلام فقط وتجاهل ما سواها.
تاريخ قانون الجذب
منذ مئات السنين؛ كان يعتقد لأول مرة أن قانون الجذب قد تم تعليمه للإنسان من قبل ، ويعتقد أنه كان يريد أن يعرف أن “ما أصبحت عليه هو ما فكرت به”. هذا اعتقاد متأصل للغاية مع قانون الجذب.
مع انتشار هذا المفهوم إلى الثقافة الغربية ، جاء مصطلح “كارما” ، وهو اعتقاد شائع في العديد من المجتمعات، على مر القرون كان من الفهم المشترك بين العديد من أن ما تقدمه للعالم (سواء كان غضبا أو أو كراهية أو حب) هو في النهاية ما يمكن أن يعود إلى حياتك الخاصة في النهاية.
كان هذا المفهوم البسيط والسهل المتابعة شائعًا بين العديد من الناس لعدد كبير من السنوات. هذا يدل على أن فكرة قوة الجذب ليست جديدة على الإطلاق.
هل كل الناس تؤمن بهذا القانون
الحقيقة أن قليل جداً من الناس تعرف هذا القانون ناهيك عن به، حيث أن من يتعرّف عليه، لن يؤمن به بصورة سريعة، بل ربما سيكون هناك نوعا من السخرية، كيف يمكن فقط لفكرة في رأسي أن تحدث تأثيراً كبيراً في عالمي الخارجي؟!
ولكن حسب ما هو مفهوم من قانون الجذب أنك أنت المسؤول عن أي شيء يحدث في عالمك الخارجي، أي عالم الأشياء وحتى الأشخاص، ألم تأتي لحظات وفكرت فيها بشخص ما، وبعد برهة ظهر ذلك الشخص أو إتصل عليك؟ او سؤال آخر، ألا تذكر تلك الفكرة التي لاحتك في الصباح الباكر وأزعجتك ووجدت نفسك في المساء ترى عياناً تلك الفكرة قد تحققت؟ فربما حادث، او موت شخص ما، أو حتى رؤية ذلك الشيء في التلفاز أو وجدت كثير من الناس ليس لهم شاغل على طول الطريق الذي مضيت فيه غير تلك الفكرة؟ فهل عرفت فكرة قانون الجذب الآن؟
هل قانون الجذب مبنيٌ على الأفكار فقط؟
إن قانون الجذب لا يقف عند الفكرة فقط وإلا لكانت حياتنا في فوضى عارمة فلحسن الحظ أن قانون الجذب كما ذكرنا مختص بالتركيز على الفكرة ومعنى التركيز هنا، أي تكررت تلك الفكرة في ذهنك أكثر من مرة، وذلك يعني أنك أعطيتها إهتماماً كبيراً، هذا الإهتمام مصحوب بمشاعر وعواطف ربما حب، او كره او رغبة، او حتى نفور حسب ما ترائى لك في ذلك الوقت.
فتلك المشاعر هي التي توجّه قانون الجذب، فيجتذب إليك بالضبط ما جعلته مهماً عند تفكيرك، وأضفت إليه الكثافة الحسيّة، أي مشاعر قوية لفكرة ما، فقد ترغب في حدوثها او عدم حدوثها لكن ما يفهمه عقلك انك تريد ذلك الشيء طالما أنك تحمل كل تلك المشاعر له!
ما الذي عليّ فعله بعد أن تعرّفت على قانون الجذب
إن فكرة أن تؤمن بالقانون أم لم تؤمن بها هي مسألة راجعة لك بالفعل، وفي قد أشار بعض الروّاد الذين تناولوا بإستفاضة قانون الجذب، أن الحديث القدسي ” أنا عند ظنّ عبدي بي” ففيه بصورة واضحة أن ما تعتقده بالضبط عن الذي يريده الله لك سبحانه وتعالى سيحدث، فقط فكّر بإن الخير سيحدث لك وسيحدث ، وإن فكّرت إن شرّا ما سيحدث لك فسيحدث لامحال، لذلك ظنّ الخير دائماً لنفسك.
إن الجزء الأكثر تحديًا من الاعتراف بقبول قانون الجذب هو إدراك أن كل قرار من قراراتك في الحياة، سواء كان سيئاً أو جيّداً، قد قمت بصياغتها وحدك، فالبنسبة للكثيرين الذين يلقون اللوم دائماً على بيئتهم الخارجية والناس من حولهم، أنهم هم المالكين لزمام أمورهم وأنهم المسؤولون طوال الوقت عن كل إخفاق حدث أو قد يحدث لهم، وأنهم المسؤلون كذلك عن كل نجاح حدث او قد يحدث لهم، فقط بما يفكّرون به ويجذبونه إليهم.
ومع ذلك ، بمجرد أن تفهم حقًا المفتاح الحقيقي وراء قانون الجذب ، يمكنك أن تجدد بأمل وشجاعة في ظل المعرفة الغامرة بأنك حر لتحمل مسؤولية حياتك وتحرر نفسك إلى الأبد من ، القلق أو السلبية التي عطّلتك لفترة طويلة جدا.