ما هو مرض البواسير

قد يُلحق المرض بالإنسان ضررًا أو أضرارا متعددة، لكن، قد يُلحِق المريض بنفسه ضررا أكثر من الذي يلحقه المرض به في حد ذاته، كيف ذلك! قد يتسبب الإنسان في إلحاق الضرر بنفسه بالتستّر على مرضه الذي يعاني منه، لا لشيء إلا لأن هذا المرض يصيب الشخص في مناطق حسّاسة من جسمه، قد يخجل الشخص من التحدث عنها أو التردد في زيارة الطبيب من أجل إيجاد علاج لهذا المرض، وقد سمعنا الكثير من القصص والتجارب من هذا النوع، ومن بين هذه الأمراض التي قد يخفيها المرضى حت تتفاقم وضعيتهم ويصبح أمر إخفائها غير ممكن، هو مرض البواسير (Hemorrhoids)، فما هو مرض البواسير ؟ ولما يخجل الناس من التصريح بإصابتهم به في بداياته؟ وما هي ؟ وما هي مسبباته ؟

ما هو مرض البواسير

مرض البواسير (Hemorrhoids) مرض شائع، يعاني منه الكثير من الأشخاص، ولا فرق فيه بين الجنسين فهو يصيب الرجال والنساء على حد سواء، بنسب مختلفة حسب ما بينته بعض الإحصائيات، تتجمع البواسير والتي هي عبارة عن تشكلات وعائية ككتل على شكل عقد تحت بطانة المستقيم (Rectum)، والذي هو الجزء الأخير من ، وحول فتحة الشرج، والأصل أن البواسير لا تسبّب آلاما للإنسان، إلا في حال حدث التهاب أو دمل في منطقتها، ووجود هذه البواسير في جسم الإنسان هو أمر طبيعي، فلها دور تقوم به ولا يستثنى من ذلك أي إنسان. ففي الحالة الطبيعية للإنسان فإن البواسير تكون غير ظاهرة ولا مرئية فتكون بذلك محمية وغير معرضة لأي شيء.

كيفية حدوث مرض البواسير

كما ذكرنا أن البواسير تكون تحت بطانة المستقيم، بحيث تكون غير معرضة لأي خطر، لكن مع ظهورها وبروزها في المستقيم والشرج تصبح عرضة للاحتكاكات التي تسبب الجرح والخدش الناجم عن مرور الفضلات عبر المستقيم كما هو معلوم، وسبب ظهورها وبروزها في الغالب هو اضطراب يؤدي إلى تجمع الدم فيها، وكذلك نتيجة الضغط المتولد في جوف البطن، وبالدرجة الأولى يكون ذلك بسبب الإمساك، وبالتالي تتمد البواسير وتصبح على شكل عقد دموية منتفخة ومتورمة، ومع زيادة هذه العوامل تصبح لدينا بواسير متدلية قد تصير إلى خارج الشرج.

قد يهمك هذا المقال:   علاج الناسور بدون جراحة

أنواع مرض البواسير

ينقسم مرض البواسير إلى نوعين أساسيين، يرجع سبب التقسيم هذا إلى مكان وجودها، وعليه نجد أن هنالك:

  1. “‘بواسير داخلية:”‘ مكان وجودها هو المستقيم، وكحالة طبيعية لها تكون غير مرئية ولا يمكن لمسها، لكن نتيجة اضظرابات ما، تصبح ظاهرة ومعرضة لمرور الفضلات عليها، مما يسبب لها خدوشا وجروحا وذلك يؤدي إلى نزيف، يجده المريض أثناء عملية التغوّط، فيجد قطرات من الدم اللامع مع البراز، وفي هذه الحالة لا يحسّ المريض بأي آلام مصاحبة للنزيف.
  2. “‘البواسير الخارجية:”‘ موقع البواسير في هذا النوع من المرض يكون حول فتحة الشرج، بحيث تكون ظارة ومرئية يمكن لمسها والإحساس بها أثناء عملية التنظيف، وتكون على شكل عقد ذات لون أزرق أو بنفسجي، وهي كذلك معرضة لمرور الفضلات، مما يسبب لها جروحا وخدوشا، وغالبا ما تكون من أهم أعراضها الحكة والألم والإحساس بعدم الارتياح، وهذه البواسير في الغالب معرضة لما يدعى بخثار البواسير، حيث يتخثر الدم المتجمع فيها، فتولّد ألما شديدا للمريض ما يستدعي إزالتها من طرف طبيب مختص.

لمرض البواسير عدة أسباب مختلفة، تجتمع وتتداخل لتكون سببا في حدوث هذا المرض، ومن بين أهم الأسباب مايلي:

  • “‘الإمساك المزمن:”‘ قد تتأخر لدى الشخص عملية التغوط لعدة أيام، وذلك يرجع لأسباب متعددة منها الحمية الغذائية المتبعة، والتي قد تخلو من تناول الخضار الغنية بالألياف، وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى الإمساك، وبالتالي تحدث زيادة ضغط في الأمعاء وهذا ما يؤدي إلى توسع البواسير.
  • “‘الإسهال المتكرر:”‘ تكرّر عملية الاسهال تؤدي إلى زيادة في نشاط الأمعاء، مما يعني زيادة سرعة جريان الدم في البواسير، وقد يؤدي هذا إلى توسعها.
  • “‘الحمل:”‘ كما هو معلوم يزيد من حجم رحم المرأة، وبالتالي يكون هناك ضغط كبير على الأمعاء، بسبب حجم الجنين المتزايد، وهذا يشكل خطر إعاقة سريان الدم في البواسير.
  • محاولة رفع أشياء ثقيلة.
  • الجلوس لمدة طويلة.
  • السمنة وقلة النشاط الرياضي.
  • التغوط قسرا من دون وجود رغبة في ذلك.
قد يهمك هذا المقال:   حل مشكلة الأرق

طبعا كما هو مشهور، أن الوقاية خير من العلاج، فإذا ما عرفنا أسباب المرض والأمور التي توفّر له الظروف للإصابة به، تجنبناها، وقمنا بالشيء الصواب الذي من شأنه الحفاظ على صحة أبداننا، ومن بين الأمور الوقائية التي تجنب الوقوع في شباك مرض البواسير هي:

  • ممارسة بشكل دائم ومستمر بحيث يكون لنا نشاط رياضي أسبوعي.
  • نظام تغذية صحي وغني بالألياف، بالاعتماد على الإكثار من تناول الخضار والفواكه الغنية بها، فالألياف تسهل عمل الأمعاء وخروج الفضلات.
  • تجنب الإمساك لمدة طويلة، بل يجب الاستجابة للرغبة في التغوط حال وجودها.
  • عدم الجلوس مطولا خاصة في المرحاض، وعدم محاولة إجبار الجسم على التغوظ قسرا.
  • اعتماد وضعية سليمة أثناء عملية التغوط، فوضعية ما يسمى بالمرحاض العربي (مرحاض القرفصاء) أفضل وذلك مثبت علميّا، عكس مراحيض القعود فهي غير مريحة بالنسبة لعملية خروج الفضلات من الجسم.
  • الإكثار من تناول السوائل وخاصة شرب الماء، فهذا الأمر يساعد بشكل كبير في تسهيل عمل الأمعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *