ما هو مرض السرطان

ما هو مرض السرطان

يعتبر السرطان أحد أخطر أمراض العصر وأكثرها انتشاراً، وأحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العديد من الدول.

هو نمو غير طبيعي للخلايا، حيث يحدث ذلك عندما تتلف الجينات المسؤولة عن إعادة تخليق وتجديد خلايا الجسم وهذه عملية حيوية تتم باستمرار لاستمرار النمو وتعويض ما يتلف أو يموت من الخلايا. فعندما تتلف الجينات، تتصرف الخلايا على غير طبيعتها فتنمو الخلابا بشكل كتل يطلق عليها “ورم”، وهذه الأورام قد تكون حميدة (أي أنها ليست سرطانية) أو خبيثة (أي أنها سرطانية)، ومن الفروقات بينهما أن الورم الحميد لا ينتشر خارج حدوده الطبيعية، في حين أن الخلايا السرطانية تنتشر وتصيب الأنسجة المجاورة لمكان نشأتها، خاصة إن لم تعالج في مراحلها المبكرة؛ لذا يسمى هذا النوع من الأورام بالسرطان الغزوي.

ومن الجدير ذكره أنه بعض أنواع الأورام الحميدة قد تتطور إلى سرطان خاصة إن لم تعالج. يعزى سبب حدوث التغيير في الجينات الذي يتسبب في السرطان إلى عدة عوامل مسرطنة والتعرض للإشعاعات والمواد الكيميائية وتكرار التعرض لأشعة الشمس بإفراط أو حدوث طفرة في الحمض النووي عند انقسام الخلايا.

يبدأ انتشار خلايا السرطان موضعياً، حيث تولّد هذه الخلايا أوعية دموية خاصة بها، ثم تمتد هذه الخلايا من خلال الأوعية الليمفاوية والأوعية الدموية لتشكل أوراماً جديدة في أنسجة أخرى بعيداً عن الورم الأول.

يصيب السرطان الإنسان في أي مرحلة عمرية، لكن تزيد فرص الإصابة كلما تقدّم الإنسان بالعمر، وتحدث الوفاة للعديد من المصابين خاصة إذا لم يتم كشفه وعلاجه في مراحل مبكرة قبل أن ينتشر.

أنواع السرطان

يصيب السرطان أعضاء الجسم المختلفة، كالدم والعظام والجلد والرئة والثدي والبروستات. تعتبر بعض الأنواع أكثر خطورة من غيرها. فيما يلي أخطر أنواع السرطان مرتبةً حسب عدد الوفيات التي يسببها كل نوع حسب معهد السرطان البريطاني:

  • : يتسبب بوفاة أكثر من مليون ونصف إنسان سنوياً حول العالم. ثمة عوامل خطورة معروفة لهذا السرطان أهمها وأخطرها التدخين (بما فيه ) والتعرض للمواد الكيميائية الخطيرة كالرادون.
  • سرطان الكبد: يتسبب بوفاة أكثر من 740000 إنسان سنوياً، ويصيب الرجال أكثر من النساء. أما أهم عوامل الخطورة فهي الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، الإصابة بأمراض الكبد كالالتهابات والتليّف والتشوهات الخلقية، التعرض للمواد السامة كالزرنيخ، وغيرها.
  • : يتسبب بوفاة أكثر من 720000 إنسان سنوياً. أما أهم عوامل الخطورة لهذا السرطان فهي الإصابة بالجرثومية الملوية البوابية، الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، الإفراط في تناول الأغذية المصنعة، التدخين، ووجود عامل وراثي. يصعب تشخيص سرطان المعدة في مراحله المبكرة.
  • سرطان القولون: يتسبب بوفاة أكثر من 690000 إنسان سنوياً. وعادةً ما يصيب كبار السن بعد عمر الستين، خاصةً ممن تكون أوزانهم زائدة. كما يعتبر الإفراط في تناول اللحوم المصنعة والكحول والتدخين من عوامل الخطورة.
  • : ينتشر على وجه الخصوص بين النساء، إلا أنه قد يصيب الرجال. يتسبب بوفاة أكثر من 520000 إنسان سنوياً. أما أهم عوامل الخطورة المعروفة لهذا النوع فهي وجود عامل وراثي، التعرض لإشعاعات ضارة، السمنة، العلاج بالهرمونات، تناول أدوية منع الحمل بإفراط، التدخين.
  • سرطان المريء: يتسبب بوفاة أكثر من 400000 إنسان سنوياً، عادةً ما يصعب التشخيص في مراحله الأولى بسبب تأخر ظهور الأعراض. أما عوامل الخطورة فلا تختلف عن عوامل خطورة سرطان المعدة كالتدخين والكحول والسمنة والإفراط في تناول الأغذية المصنعة، إضافة للإصابة بالارتجاع المعدي المريئي.
  • سرطان البنكرياس: يتسبب بوفاة أكثر من 330000 إنسان سنوياً. وهو من الأنواع التي تتفشى بسرعة ويصعب تشخيصها في مراحل مبكرة. ويصيب عادةً كبار السن بين 70 و80 عاماً.
  • سرطان البروستاتا: يتسبب بوفاة أكثر من 307000 رجل سنوياً. وهو من الأنواع التي لا تنتشر عادةً. يصيب عادةً الرجال بعد سن الخمسين وتزيد فرص الإصابة في حالات السمنة واستخدام علاج هرموني ووجود تاريخ وراثي.
  • أنواع أخرى: اللوكيميا ()، سرطان الجلد وينتشر في المناطق التي يزداد فيها التعرض المباشر لأشعة الشمس، سرطان العظام، سرطان عنق الرحم.
قد يهمك هذا المقال:   طرق للعناية بالبشرة

أعراض السرطان

تختلف الأعراض باختلاف نوع السرطان والعضو المصاب، على سبيل المثال انخفاض الوزن وضعف الشهية وفقر الدم قد تشير إلى سرطان الدم، وخروج الدم المتكرر مع البراز قد يكون مؤشراً على سرطان الأمعاء أو القولون؛ لكن معظمها أعراض شبيهة بأعراض أمراض أخرى وقد لا تشير إلى وجود أورام خبيثة بالضرورة، لكن ظهورها قد يكون مؤشراً يستدعي إجراء الفحص مباشرة. ومن هذه الأعراض:

  • حدوث نقص سريع في الوزن خلال مدة قصيرة دون سبب. وفقدان الشهية.
  • ظهور كتلة أو ورم غير طبيعي أو أكثر في أي عضو، خاصة في الثدي عند المرأة.
  • حدوث تقرحات لا تستجيب للعلاج.
  • حدوث نزيف غير مبرر ومتكرر.
  • تغيير حجم أو لون الشامات.
  • تضخم الغدد الليمفاوية، تضخم الكبد، وجع في العظام.

تزيد فرصة إصابة الإنسان بوجود عامل خطورة أو أكثر. على سبيل المثال، تزيد فرصة الإصابة بسرطان الرئة كلما أفرط الإنسان في التدخين، وتزيد فرص الإصابة بسرطان الكبد عند مدمني الكحول. كما تلعب الوراثة دوراً بوصفها عامل خطورة حاسم. لا يوجد حتى الآن أي إجراء وقائي أو طبي يمكن أن يتّبعه الإنسان لضمان عدم الإصابة بالسرطان، لكن تزيد تقل فرص الإصابة كلما استطاع الإنسان تجنّب عوامل الخطورة كتجنّب التدخين بما فيه التدخين السلبي، اتباع نمط غذائي صحي خالٍ الأغذية المصنّعة والكحول والأغذية المعالجة كيماوياً؛ كما ينبغي إجراء فحوصات طبية عامةً بانتظام، إذ تزيد فرصة نجاح العلاج كلما كان الكشف عن السرطان مبكراً.

علاج السرطان

الهدف من علاج السرطان يكون عادةً قتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، وعلاج الأعراض الجانبية المرتبطة بالمرض. يرتبط العلاج بعوامل مختلفة منها نوع السرطان، المرحلة، الوضع الصحي العام للمريض، العمر. ثمة إجراءات علاجية مختلفة متّبعة اليوم لعلاج السرطان أهمها:

  • الجراحة: ويلجأ إليها لاستئصال الورم، كما في حالة سرطان الثدي، سرطان البروستاتا، سرطان الدماغ.
  • العلاج الكيماوي: يعطى المريض جرعات من أدوية كيماوية ذات قدرة على قتل خلايا السرطان، حيث تؤثر على الخلايا سريعة الانقسام، وهذه الأدوية يمكن أن تؤثر على الخلايا السليمة إلا أنها تتعافى. يستخدم العلاج الكيماوي لسرطان ابيضاض الدم والليمفوما. يتسبب العلاج الكيماوي بأعراض كسقوط شعر الجسم والرأس وتعب الجسم بشكل عام.
  • العلاج بالأشعة: تستخدم الأشعة لتأيين خلايا السرطان وقتلها؛ حيث تستخدم الأشعة موضعياً على جزء محدد عُرف بالتشخيص وجود خلايا سرطانية فيه. يستخدم هذا النوع من العلاج للسرطانات الصلبة.
  • استخدام الخلايا الجذعية (وهي من الإجراءات الحديثة نسبياً)، وزرع النخاع الشوكي.
  • العلاج الهرموني: يستخدم لإيقاف نمو الخلايا السرطانية، كسرطان الثدي والبروستاتا.
  • العلاج المناعي: يعمل على تحفيز جهاز المناعة في جسم المريض ليعمل على قتل الخلايا السرطانية.
قد يهمك هذا المقال:   الهالات السوداء تحت العين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *