يصيب جسم الإنسان عديد من الأمراض المختلفة والمتنوعة، منها ما يكون عرضيا ويتم معالجته من خلال وصفات من الأدوية والمضادات الحيوية المتوفرة، ومنه ما هو من الأمراض المزمنة، والتي لا يمكن علاجها، لكن يضطر المصاب بها إلى التعايش معها ومحاولة التحكم فيها، عبر إرشادات طبيبه المختص وعبر وسائل مختلفة تختلف باختلاف المرض، ومن بين هذه الأمراض المزمنة، مرض السكري.
سنحاول في هذا المقال معرفة ما هو مرض السكري، ما هي وما هي مسبّباته، طريقة علاجه أو بالأحرى التحكم به والتعايش معه وتجنب الأضرار التي يمكنه أن يسببها للمريض.
ما هو مرض السكري
مرض السكري مرض مزمن، لا يمكن علاجه إلى الآن، لكن يمكن التحكم به ومحاولة مسايرته دون وقوع أضرار للمريض، والتي قد تؤدي إلى وفاته، والسبب الرئيسي لهذا المرض، هو نقص أو عطب يصيب وظيفة هرمون من أهم يدعى هرمون الأنسولين.
ما هو هرمون الأنسولين وما وظيفته في الجسم
هرمون الأنسولين يتم إفرازه عن طريق البنكرياس (Pancreas)، وهذا الهرمون هو الذي يسمح للجلوكوز (Glucose) بالدخول لخلايا جسم الإنسان، حتى تستخدم كمصدر للطاقة، ففي الحالات العادية لجسم إنسان غير مصاب بمرض السكري، يؤدي هرمون الأنسولين وظيفته على أحسن وجه.
خلل في وظيفة الأنسولين ومضاعفاته
عندما يفقد الأنسولين قدرته على أداء عمله على الوجه الصحيح، يتجمع السكر (الجلوكوز) في الدم عوض أن يدخل إلى خلايا الجسم، ثم بمرور الزمن تزيد نسبة السكر في الدم، وهذا قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على جسم الإنسان، قد تصيب العينين، والكلى، والقلب والأوعية الدموية، وهذا ما يسمى بمرض السكري -عافانا الله وإياكم منه-.
أنواع مرض السكري
ينقسم مرض السكري إلى ثلاثة أنواع مشهورة معروفة، وهناك أنواع أخرى بنسب إصابات ضئيلة، هذه الأنواع هي:
- مرض السكري من النوع الأول.
- مرض السكري من النوع الثاني.
- مرض .
غالبا ما تظهر بوادر هذا النوع من أنواع مرض السكري لدى الأطفال أو المراهقين، وقليلا ما نسمع أن أحد كبار السن أصيب به، وتمثل نسبة المصابين بهذا النوع 10% من بين نسبة مرضى السكري في العالم حيث أن عادةً ما تكون من النوع الأول.
يعتمد بقاء المصاب بهذا النوع من السكري على قيد الحياة على المواضبة على أخذ حقن يومية للأنسولين أو عبر ما يعرف بمضخة الأنسولين (Insulin pump).
أسباب الإصابة بهذا النوع الأول
إلى حد كتابة هذه الأسطر، لا تزال أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الأول مجهولة، ويقول باحثون أن سببه على حد اعتقادهم، يرجع إلى الاستعداد الوراثي وعوامل بيئية أخرى تُسهم في تطوير هذا النوع من مرض السكري، وتتم الإصابة بهذا النوع بعد تدمير الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين الموجودة في البنكرياس من قبل الجهاز المناعي للإنسان على مدى سنوات حتى قبل ظهور أولى الأعراض لدى المريض.
تشخيص مرض السكري من النوع الأول
يتم تشخيص النواع الأول من مرض السكري عبر إجراء تحليل للدم في مختبر تحاليل، لمعرفة نسبة مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم.
النوع الثاني من مرض السكري
تمثل نسبة الإصابة بهذا النوع من مرض السكري 90% من المصابين بالسكري، فهو النوع الأكثر انتشارا، والفئة المعرضة له بكثرة تكون فوق سن الأربعين، لكن يظهر أن هذا ليس حكرا عليها في أواخر السنوات، حيث نشهد إصابة من هم أقل سنًّا من الأربعين.
في هذا النوع يكون انتاج وإفراز الأنسولين غير كاف، أو أن الأنسولين المنتجة لا تؤدي دورها كما يجب، وبالتالي تزيد نسبة السكر في الدم (الجلوكوز).
أسباب الإصابة بهذا النوع الثاني
هناك عدة أسباب للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وتستمر هذه الأسباب في الغالب لمدة طويلة حتى يصاب المريض به، ويكون أكثر عرضة كلما تقدم في السن، ومن بين هذه الأسباب:
- النظام الغذائي.
- .
- الدهون المتراكمة حول البطن خاصة.
- الولادة بالنسبة للنساء كأن تلد طفلا يزيد وزنه عن 4.1 كغ.
- الوراثة.
- مستوى النشاط البدني لكل فرد.
تشخيص مرض السكري من النوع الثاني
يتم تشخيص النواع الثاني من مرض السكري عبر إجراء تحليل للدم في مختبر تحاليل، لمعرفة نسبة مستوى الجلوكوز (السكر) أو الهيموجلوبين السكري (Diabetic hemoglobin) في الدم.
سكري الحمل
يصيب هذا النوع الثالث من أنواع مرض السكري، نسبة ما بين 3 إلى 20% من النساء الحوامل، وتكون المرأة أكثر عرضة للإصابة به، في الثلثي الثاني والثالث من فترة ، لكنه يختفي بعد الولادة، إلا أن الإصابة بعدة عدة سنوات بمرض السكري من النوع الثاني جد واردة.
أسباب الإصابة بسكري الحمل
السبب وراء الإصابة بارتفاع السكر (الجلوكوز) في الدم في مرحلة الحمل لدى النساء، هو مقاومة الخلايا لعمل الأنسولين، والذي يحدث بشكل طبيعي عن طريق هرمونات المشيمة، وبالتالي يفشل البنكرياس في إنتاج ما يكفي من الأنسولين لإحداث موازنة على تأثير هرمونات المشيمة.
الأعراض المصاحبة لسكري الحمل
من بين الأعراض التي تنبئ بوجود إصابة بسكري الحمل:
- التعب غير العادي.
- صداع الرّأس.
- العطش الشّديد.
- كثرة التّبوّل.
أكثر النساء عرضة لهذا النوع
هناك عدة أمور يجب معرفتها مسبقا لأخذ الحيطة والحذر، في حال وجودها، من أجل تفادي وقوع مضاعفات غير مرغوب فيها للمرأة الحامل أو طفلها.
- اللواتي يفقن الـ 35 سنة من العمر.
- من تعرضت له في فترة حمل سابقة.
- إن كان أحد أفراد أسرتها مصاب بالنوع الثاني من مرض السكري.
- إنجاب طفل بوزن أكثر من 4 كغ.
احتياطات يجب القيام بها لتفادي الإصابة بالمرض
الأكيد أن الوقاية خير من العلاج، فتغيير أسلوب الحياة بالنسبة للفرد، قد يساعده على تفادي الإصابة بمرض السكري خاصة من النوع الثاني، أو على الأقل تأخير ظهوره لأطول مدة ممكنة، وإليك بعض الأمور التي يمكنك من خلالها تحقيق ذلك -بإذن الله عز وجل-، وهذا لا شك سيتطلب من الإنسان مدة ليست بالهينة، ليتمكن من تغير عاداته وطباعه، ومن بين الأمور التي يجب على المرء تغييرها وتحسينها ما يلي:
النشاط البدني
النشاط البدني أو الرياضي له محاسن كثيرة، منها:
- يساعد على الحفظ على مستوى جيد من الوزن الصحي.
- يقلل ويقاوم الإصابة بداء السكري أو مرض السكري.
- يقلل من .
- يحسن المزاج ويحد من التوتر والقلق.
النظام الغذائي
- التقليل من ااستهلاك الصوديوم (الملح)، فالصوديوم ضروري لجسم الإنسان، لكن إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، وبالتالي زيادة نسبة استهلاكه سبب رئيس في الإصابة بارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
- اختيار نوعية الدهون المناسبة ضروري للحد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- المحافظة على وزن مستقر، وذلك عبر التجاوب واحتياجات الجسم، دون الزيادة عليها.
- التنوع في الطعام وعمل توازن في ذلك، وهذا قد يحتاج وقتا ومدة زمنية ليست بالقصيرة.
تذكر الأبحاث أن من بين أسباب زيادة الوزن والإكثار من الأكل، هو التذبذب الحاصل في فترة نوم الإنسان ليلا، بحيث أن الذين يأكلون أكثر من المعتاد هم الذين ناموا ليلتهم الفارطة لمدة قصيرة وغير كافية، مما يسبب اضظرابا في تنظيم بعض الهرومونات المسؤولة عن إرسال إشارات الاحساس بالشّبع أو الجوع.
تفادي الإجهاد والقلق
تشير دراسات حديثة، إلى أن الإجهاد والقلق والاضطراب قد يكون سببا في الإصابة بمرض السكري من النوع 2، على المدى الطويل، فالإجهاد يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض النشاط البدني، وهذا الأخير سبب في خطر تعرض الإنسان للإصابة بالنوع 2 من مرض السكري.