ما هو مرض النقرس

ماهو مرض النقرس؟

يعد مرض النقرس أو داء الملوك أحد أكثر الأمراض التي اكتسبت شُهرة عبر التاريخ وحكي عنها في كُتب الطب منذ عصور ماقبل الميلاد كما تناولته كتب التراث الشعبي والفني للأمم والشعوب بالبحث والرواية وقيل أن أول من اكتشف مرض النقرس كان أبو الطب وأبرز علماء عصره أبقراط وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد وأنه أطلق عليه حينها اسم ” مرض عدم على القدرة على المشي “.
وفي عام 1726م وصف الشاعر والطبيب البريطاني ريتشارد بلاكمور مرض النقرس بأنه “مرض الملوك والعظماء والأغنياء والميسورين” لأن هذا المرض كان يرتبط بالطبقات العليا في العصور القديمة بسبب كثرة تناول اللحوم الحمراء والأطعمة الدسمة وقلة النشاط البدني وكلها صفات اتسمت بها الطبقات المترفة في تلك الحقب، بينما أصبح الآن مرض النقرس يصيب الجميع على حد سواء وهذا يعود إلى تغير ظروف المعيشة والعادات الغذائية بحسب أقوال الخبراء الذين يرون أنه صار بإمكان الجميع الآن تناول أطعمة غنية باللحوم والدسم والبروتينات وشرب العصائر المحلاة ويشير عالم الأوبئة الدكتور جاري جورهان في دراسة أجراها مع عالم الأمراض المفصلية هيون تشوي أن الإستهلاك اليومي للمشروبات الغازية التي تحتوي مادة الفريكتوز بمعدل مشروبين أو أكثر لاتقتصر أخطارها على الإصابة بالسمنة فقط، بل يمكن أن تعرض الأشخاص للإصابة بداء النقرس أيضًا.

التعريف العلمي لمرض النقرس

يُعرّف مرض النقرس أو مرض داء الملوك علميًا أنه حالة مرضية يتكرر فيها حدوث الإصابة بالتهاب المفاصل الحاد ومن أعراضها الظاهرة مفصل متورم يتصف بالإحمرار والألم وارتفاع الحرارة.
ويُعرف أيضاً بـنقرس إبهام القدم عندما يصيب الأصبع الكبير للقدم، كما يعد المفصل المشطي السلامي في قاعدة إبهام القدم من أكثر الأماكن إصابة بداء النقرس وبمعدل 50% من الحالات، لكن رغم ذلك يمكن أن تأتي أعراض مرض النقرس على هيئة عقد أو على هيئة حصوات في الكلى أو اعتلال الكلية.

قد يهمك هذا المقال:   العناية بالبشرة الدهنية في الصيف

أسباب الإصابة بمرض النقرس

تحدث الإصابة بمرض النقرس بسبب الزيادة الحاصلة في مستوى أو كما يسمى حمض البوليك في الدم والذي يفرزه الجسم بشكل دوري لتحليل مادة «البيورينات»الموجودة بصورة طبيعية بالجسم وبعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والأطعمة البحرية وفي الوضع الطبيعي يذوب حمض اليوريك بالدم ثم يمر عبر الكليتين مع البول لكن عندما تحدث الزيادة في نسبة أملاح حمض اليوريك بالدم عن معدل 7 مجم لكل 100 مل من الدم، فإنه ينتج عن ذلك ترسبه في الأغشية الداخلية للمفصل وعظام المفصل مما يؤدي إلى حدوث الآلام المعروفة لمرض النقرس .
ومن أبرز أسباب زيادة حمض اليوريك في الدم هي :

  • الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والسكريات.
  • زيادة الوزن لأن الجسم في تلك الحالة يفرز زيادة في معدلات حمض اليوريك فتجد الكلية صعوبة في طرده وبالتالي تحدث الإصابة بداء النقرس.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل ، الخارج عن السيطرة، متلازمة الأيض، أمراض الكلى و.
  • استخدام بعض الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم أو تناول الإسبرين حتى لو بجرعات صغيرة.
  • وجود العامل أو الإستعداد الوراثي في العائلة للإصابة بمرض النقرس يزيد من احتمالية التعرض له.
  • يصيب مرض النقرس الرجال أكثر من النساء لأن معدلات حمض اليوريك أقل لديهن، لكنها ترتفع لتتساوى مع معدلات الرجال عند انقطاع الدورة الشهرية وهي الفترة التي قد تظهر فيها أعراض مرض النقرس عند المرأة بينما تظهر أعراضه عند الرجال في مرحلة مبكرة من حياتهم بين سن الثلاثين والخمسين.
  • ربطت الدراسات العلمية بين الإصابة بمرض النقرس والتعرض للإصابات الجسدية أو إجراء العمليات الجراحية.
  1. زيادة معدلات حمض اليوريك في الدم بدون ظهور أعراض أو آلام وهذه المرحلة تحدث قبل نوبة الألم الأولى ورغم إرتفاع معدلات حمض اليوريك في الدم وتكون البلورات في المفاصل إلا أن أعراض المرض لاتظهر على الشخص المصاب ولايشكو في هذه المرحلة من أية ألم.
  2. مرحلة الإصابة بنوبة المرض تحدث بسبب تعرض المريض لأحد مهيجات المرض مع استعداد الجسم للنوبة بسبب ارتفاع معدلات الحمض بصورة مفاجئة أو تزاحم البلورات التي تكونت بشكل مسبق في المفصل فيشعر معها المريض بآلام حادة خاصة خلال فترة الليل مع احتمالية استمرار النوبة لفترة بين 8 إلى 12 ساعة واختفاء الأعراض بعد حوالي أسبوع إلى عشرة أيام، أما موعد حدوث النوبة الثانية فيختلف من شخص إلى آخر فربما لا تظهر مرة أخرى عند بعض المرضى، بينما تعود للظهور عند مرضى آخرين بعد عام أو 3 أعوام.
  3. النقرس المزمن: يحدث بسبب بقاء معدلات حمض اليوريك مرتفعة لفترة تصل إلى عدة سنوات فتتكرر نوبات الألم خلال هذه المرحلة، مع استمراريتها لفترة أطول عما كانت عليه في السابق وقد يؤدي ذلك إلى حصول تلف بالمفاصل ينتج عنه صعوبة في الحركة ويجب الإلتزام بالعلاج مع اتباع العادات الصحية لتجنب الوصول إلى هذه المرحلة.
قد يهمك هذا المقال:   معلومات عن الاذن

علاج مرض النقرس

يُعالج مرض النقرس في العادة باستخدام الأدوية تحت إشراف طبيب مختص يقرر مع المريض الكيفية التي سيتم العلاج بها وفقا لوضعه الصحي ومايفضله.
وتشمل هذه الأدوية:

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
  • كولشيسن.
  • ستيرويدات.
  • شرب عصير نظرًا لاحتوائه على مركبات طبيعية تعالج النقرس.
  • تناول الأناناس فبفضل احتوائه على مادة البروميلين المضادة للالتهابات، قد يخفف من آلام النقرس.
  • تناول العنب نظرًا لاحتوائه على كمية وافرة من مضادات الأكسدة التي تكافح النقرس وجميع آلام المفاصل.
  • تناول بسبب احتوائه على خصائص مضادة للإلتهابات.
  • لأن يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم يمكن أن يعالج أعراض مرض النقرس من خلال تمييع بلورات حمض اليوريك في البول وبالتالي القضاء عليه بسهولة.
  • يمكن علاج داء النقرس بمزيج مكون من الخيار السكري وعصير .
  • استخدام الدافئ كمرهم موضعي على الأماكن المصابة بمرض النقرس يساعد في تقليل الألم بسرعة.

يعد السلطان العثماني سليمان القانوني _رحمه الله_ أحد أبرز المشاهير الذين تعرضوا للإصابة بداء النقرس حتى أن طبيبه الخاص نصحه بالراحة لكنه لم يبالي بنصيحته وأصر على الخروج غازيًا في سبيل الله على رأس جيشه لحصار مدينة سيكتوار المجرية عام 1566م مخلدًا موقفه بعبارة عظيمة:أحب أن أموت غازيا فى سبيل الله.
وعلى مدار التاريخ أصيب بداء النقرس عدد من الملوك من أبرزهم الملك هنري الثامن والملك تشارلز الخامس والملك جورج الرابع، كما أصيب الشاعر الروماني إينيوس بداء النقرس إلا أنه كان محفزًا لإبداعه فقد كان يكتب القصائد الشعرية فقط أثناء نوبات الألم وكان يصرح أن نوبات الألم المبرحة نتيجة داء النقرس هي التي توحي له بكتابة الشعر.
أصيب بداء النقرس أيضا عدد من المشاهير أمثال : إسحاق نيوتن والمستكشف كريستوفر كولومبس والروائي البريطاني هنري فيلدنغ وتوماس جيفرسون ومن الرؤساء بنيامين فرانكلين وحسني مبارك.

قد يهمك هذا المقال:   اعراض اورام الكبد الحميدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *