ما هو هيكل سليمان

بعد انقضاء مدة التيه التي قضاها الله سبحانه على بني إسرائيل أربعين عاما، رأى داوود عليه السلام أن يقيم بناءً يكون هيكلًا يحفظ فيه قدس الأقداس أي تابوت العهد، بعد أن كانوا يحفظونه في خيمة الشهادة حين تنقّلهم في أرض التيه، لكن الله تعالى لم يأذن لداوود عليه السلام ببنائه لأنّه كان رجل حرب وقد سفكت على يديه الكثير من الدماء، وتأجل بناء الهيكل المقدس إلى زمان النبي سليمان عليه السلام وبذلك نسب الهيكل إليه حسب الإسرائيليات فكان هيكل سليمان.

نسب النبيّ سليمان بن داوود عليهما السلام

سليمان عليه السلام: وهو سليمان بن داوود بن إيشار بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عميناذب بن أرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام بن إسحق عليه السلام بن عليه السلام بن آزر بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متشولح بن اخنوخ (إدريس عليه السلام) بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن .

ملك النبيّ سليمان

سُليمان بن داود عليهما السلام، هو نبيُّ من أنبياء الله الصالحين، جمع الله له النبوّة والملك وأتاهُ اللهُ الحكمةً ومُلكاً لا ينبغي لأحد قبله ولا بعده فسخّر له الجنّ والريح والطير يأمرهم فيأتمرون، وعلّم منطق الطير والحيوان فكان يخاطبهم ويفقه ما يقولون. وسخّر الله له الجّن من كل بناء وغواص وعالم وحكيم. يبنون له الصروح والقصور العظيمة والحصون العملاقة ويستخرجون له الكنوز والجواهر من أعماق والبحر ليزينوا بها ما ينشئون من عظيم البنيان، وكان من أهم ما بنوه حسب الروايات الهيكل، هيكل سليمان العظيم.

قد يهمك هذا المقال:   طريقة صلاة الحاجة

ما هو هيكل سليمان

الهيكل هو مكان للعبادة، تماما كالمسجد عند أو الكنيسة عند المسيحيين، فكان الهيكل بناء مخصص لعبادة الله الواحد. والكلمة في العبرية هي “هيكل” كما هي في العربية، وتعنى القصر أو البيت العظيم، وهي أصلا مشتقة من الكلمة الأكادية ” إكالو” المأخوذة بدورها من الكلمة السومرية ” إيجال ” أي “‘البيت العظيم'” وفي معجم لسان العرب “الهيكل” هو الجزء الضخم من كل شيء. و هيكل سليمان هو مبنى حجري ضخم أقيم في عهد النبي سليمان عليه السلام للعبادة ولتقديم القرابين ولحفظ تابوت العهد، حسب ما جاء في كتب بني إسرائيل.

وصف هيكل سليمان

هيكل سليمان هو المبنى الوحيد الذي جاء وصفه تفصيليا في التوراة وقد ورد ذكر أدق التفاصيل فيه في عدة مواضع من كتب الإسرائيليات ومن ذلك التفصيل أنه كان بناءً ذا قاعدة مستطيلة وسقف مستوٍ وكـــان طولـــــه ســـتين ذراعـاً وعرضــه عشرين ذراعاً وارتفاعه ثلاثين ذراعاً، مبنياً من الحجارة الجيرية وكانت به حجرات في ثلاثة طوابق ويدور حوله رواق فخم، ومن أهم معالمه أن كان يقوم أمام مدخله عمودان من نحاس اسمهم الأيمن ياكين واسم الأيسر” بوعز ” ويعلو كل عمود منهما. وكان كساء الجدران من الداخل خشب الأرز الذي يمتد من الأرض إلى السقف، أمّا الأرضية فقد فرشت بأخشاب سرو، وكان دهن البيت من الداخل كلّه بذهب خالص، وكان فيه محراب من ذهب وتوسط المحراب مذبح من ذهب ومحاط أيضا بسلاسل من ذهب. وكان في وسط المحراب تمثالان لملاكين كروبيين مصنوعان من خشب الزيتون ومغلّفان بالذهب الخالص، علو كلّ واحد منهما عشر أذرع، وخمس أذرع طول جناح الكروبي الواحد، أي عشرة أذرع من طرف جناحه إلى طرف جناحه. وكانت جميع جدران الهيكل مزيّنة من الداخل والخارج برسومات لكروبيين ونخيل وبراعم أزهار. وكان للمحراب باب منفصل مصنوع من خشب المغلّف بالذهب والمنقوش عليه صورا، أما مصرعا باب هيكل سليمان فكانا من خشب السرو وكان المصرع الواحد عبارة عن دفّتين تنطويان. مغلّفتين بالذهب الخالص المنقوش والمرصع بالأحجار الكريمة، وكانت أرضية المبنى ترتفع عن مستوى أرضية الفناء ويصعد إليه بسلالم، وكان يحيط بهيكل سليمان فناءان داخليّ وخارجيّ. ووضع في المحراب تابوت العهد وعليه غطاؤه الذي يسمي ” كرسي الرحمة ” وفوقه الكروبيان. ويأتي ذكر مفصل للأواني الموجودة فيه والتي كانت تستخدم لحفظ السوائل المقدّسة وأداء الشعائر اليهودية حسب زعم بني إسرائيل.

قد يهمك هذا المقال:   كيفية الصلاة والوضوء

هيكل سليمان في عهد النبي سليمان عليه السلام

يقول اليهود في رواياتهم أن النبيّ سليمان عليه السلام قام ببناء الهيكل فوق جبل الهيكل أو جبل موريا بعد أن أزال قمّته وسوّاها، وجبل الهيكل هو نفسه الجبل الذي يقع عليه ويدعون أن حائط البراق أو كما يسمّونه هم حائط المبكى جزء منه. وقد قامَ سليمان عليه السلام في السنة الثانية لحكمه بعمارة بيت المقدس، وبنى مدينة القدس وأقام سورا ضخما حول المدينة، ودامت عمليّة تشييد المدينة والسور سبع سنوات كاملات، ثم وفي السنة الحادية عشرة لحكمه قام عليه السلام ببناء هيكل عظيم، وأتمَّ بناءه بعد ثلاثةَ عشر عاماً، وظلّ قائما طول سنين حكمه عليه السلام.

هيكل سليمان في عهد نبوخذ نصر (السبي البابلي)

حاصر الملك البابلي نبوخذ نصر في العام (587 ق.م) مدينة القدس لمدة عام كامل لأنّ اليهود تمردوا ورفضوا دفع الجزية، وبعد انقضاء سنة كاملة من الحصار دخل البابليّون القدس وسبوا كل من فيها من اليهود وقاموا بإحراق هيكل سليمان.

هيكل سليمان في عهد ملك الفرس قوروش

تغلّب الفرس على البابليّين في العام (539 ق.م)، وأسقطوا حكمهم وكانوا رحماء مع اليهود فسمحوا لهم بالعودة إلى القدس وأغدق ملكُ الفُرس قوروش عليهم بالمال والذهب ليعيدوا بناء هيكل سليمان، ولذلك يقدس اليهود الملك قوروش ويعظمونه وتجمعهم مودة كبيرة مع الفرس إلى يومنا هذا.

هيكل سليمان في عهد ملك الإغريق أنطيخوس الرابع

عندما احتل الإغريق القدس في العام (165 ق.م) قام الملك أنطيخوس الرابع بإرغام اليهود على اعتناق الوثنيّة، وجعل هيكل سليمان معبدا لإلههم زيوس.

هيكل سليمان في العهد الروماني

في العام 70 للميلاد تمرّد اليهود على حكم الرومان بعد أن عاشوا في كنفهم لأكثر من مئة سنة فقام الرومان بقتل عدد كبير منهم وأحرقوا هيكلهم على آخره وكانت تلك آخر مرة يزال فيها هيكل سليمان عن وجه الأرض.

قد يهمك هذا المقال:   بر الوالدين

حقيقة هيكل سليمان

يؤمن اليهود بقيام المخلص الأعظم الذي سيعيد المجد لشعب الله المختار والذي هو الشعب اليهودي حسب قولهم، وهذا المخلص الأعظم يتكرر كثيرا في ثقافات العالم وهو حسب ما أجمع عليه الباحثون فهو المسيح الدجال الذي سيتخذه اليهود ملكا ومعبودا لهم، وهم يعدّون العدّة لاستقباله ويجهزون لإعادة بناء الهيكل ليكون مقرّا لحكمه. وفي سبيل تحقيق ذلك اختلقوا قصة الهيكل التاريخي ليجمعوا اليهود على كلمة واحدة ويقنعوهم بضرورة الاتحاد والهجرة إلى إسرائيل كي ينشئوا دولتهم الخاصة التي فازوا بها بعد عهد بالفور، ويعتقد اليهود أنَّ بناء الهيكل سيتم بعد ظهور بقرة حمراء لا تشبها شائبة، فتحرق بعد ظهورها بثلاث سنوات، ثم يتم الاغتسال برمادها والمغتسلون منهم هم المسؤولون عن بناء الهيكل المزعوم، ويختلف اليهود فيما بينهم حول قضية هيكل سليمان، فمنهم من يقول أنّه تحت المسجد الأقصى ويقومون بحفريات تحت المسجد حتى يجدوا آثاره، ويعتقد المسلمون أنّ الحفريات ليست إلّا لهدم المسجد. ويعتقد البعض أنّهم يبحثون عن شيء آخر، فإما أن يكون بحثهم عن تابوت العهد أو أنّهم يبحثون عن كتب السحر التي خبأتها الشياطين تحت عرش سليمان. ومن اليهود من يقول أن المسجد الأقصى نفسه هو هيكل سليمان. ومنهم من يقول أنه على ”جبل جرزيم” ومن اليهود من ينكر وجوده ويعتبره أسطورة من أساطير الحاخامات.

المراجع

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *