ما هو يوم الشك

ماهو يوم الشك؟

ينتظر المسلمون من كافة أنحاء العالم حلول شهر رمضان المبارك في كل عام بأجوائه الروحانية الرائعة؛ كونه فرصة للتعبد وفرصة للتغيير ونظرًا لعظمة فريضة الصوم التي تعد الركن الرابع من إضافة إلى ثوابها الكبير عند الله تعالى فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صل الله عليه وسلم : ” قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”.
وتثبت بداية شهر رمضان بأمرين أولهما رؤية هلال شهر رمضان بالعين المجردة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”.(متفق عليه)
و(ينبغي أن يكون من يتحرى الهلال أهلًا لذلك) فإذا رآه مسلم بالغ عاقل عدل موثوق بأمانته فإن بداية شهر رمضان تثبت بذلك وعلى الناس البدء بصيامه.

وثانيهما أن بداية شهر رمضان تثبت بإكمال شهر شعبان ثلاثين يومًا فإذا قام الناس بتحري الهلال ولم يروه فعليهم إتمام شهر شعبان ثلاثين يومًا ولايجوز لهم -على الصحيح- صيام يوم الثلاثين في هذه الحالة، أو اعتباره من رمضان لعدم ثبوت دخول الشهر برؤية الهلال ويسمى هذا اليوم بيوم الشك ويحرم صيامه في الشرع والدليل على ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام:” (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) متفق عليه.
و قول عمار بن ياسر رضي الله عنه: “من صام اليوم الذي الذي يُشك فيه، فقد عصى أبا القاسم” رواه أبو داود.

تعريف يوم الشك

سمي يوم الشك بهذا الإسم لأنه مشكوك فيه، هل هو آخر يوم من شعبان؟ أو أول يوم من رمضان؟ ودلت السنة على تحريم صومه.
وهو يوم مشكوك فيه لسببين أولهما الشك في رؤية هلال رمضان بسبب تقدم من لاتقبل شهادته للشهادة والثاني عدم إمكانية رؤية هلال رمضان؛ بسبب الغيم ونحوه والإحتمالان لهما تفصيل عند أهل العلم فعند المالكية تعريفان ليوم الشك الأول أنه يوم الثلاثين من شعبان إذا شهد ليلته من لاتقبل شهادته كالفاسق والمرأة والعبد والثاني أنه يوم الثلاثين من شعبان إذا كان بالسماء ليلته غيم ولم ير هلال رمضان ويعرف يوم الشك عند الشافعية أنه يوم الثلاثين من شعبان إذا تحدث الناس برؤية الهلال ليلته ولم يشهد به أحد، أو شهد به من لا تقبل شهادته كالنساء والصبيان.
وعند الحنابلة، يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا لم ير الهلال ليلته مع كون السماء صحوًا لا علة بها بينما عرّف الأحناف يوم الشك أنه هو يوم الثلاثين من شعبان؛ إما لكون الناس لم يروا الهلال بسبب الغيم بعد غروب يوم التاسع والعشرين من شعبان فوقع الشك في اليوم التالي له هل هو من شعبان أو من رمضان؟ وإما لحصول الشك بسبب رد القاضي شهادة الشهود أو تحدث الناس بالرؤية ولم تثبت.

قد يهمك هذا المقال:   بيعة الرضوان

الحكمة من تحريم صيام يوم الشك

لهذا النهي حكمة يستدل المسلم من خلالها أن تحريم الصوم قبل دخول شهر رمضان المبارك بيوم أو يومين به تأكيد على وجوب المحافظة على أداء العبادة كما شرعها الله بدون زيادة أو نقصان؛ لأن الذي فرضه الله سبحانه وتعالى هو صوم شهر رمضان لمدة ثلاثين يومًا أو لمدة تسعة وعشرين يومًا فلا يشرع أن يتقدم المسلم بصوم يوم أو يومان؛ خشية أن يترتب على ذلك بمرور الزمن زيادة أيام الصوم عند الناس أي أن يصبح رمضان أكثر من ثلاثين يوما مع تعاقب الزمن وقلة علم المسلمين بالكتاب والسنة وهذا الأمر سائر على جميع العبادات فلا يجوز على المسلم أن يزيد عليها شيئًا أو أن يوصل بها ماليس منها من العبادات الأخرى.

الحالة التي يجوز بها صيام يوم الشك

رغم النصوص الواردة في تحريم صيام يوم الشك إلا أن هناك حالات استثنائية يجوزبها تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم :”لاتقدموا رمضان بصوم يوم ولايومين”، إلا رجلاً كان يصوم صومًا فليصمه(متفق عليه) وهذا الحديث يوضح أن النهي
خاص بالأشخاص الذي يتعمدون صيام يوم الشك أما إذا كان الإنسان له نظام معين في الصوم كاعتياده على صيام التطوع يوم الإثنين ويوم الخميس ووافق صومه يوم الشك أي قبل مجيء رمضان بيوم فهو لايدخل في النهي الوارد عن صوم يوم الشك لأنه اعتاد على هذا الصيام المشروع ليوم الإثنين والخميس وبالتالي لم يقصد التقدم المنهي عنه وهو صيام يوم الشك كما أن الذي يصوم يوم الشك الذي لم يثبت أنه من رمضان إنما يصومه احتياطًا وفتح باب الإحتياط بالدين يعني فتح باب خطير للزيادة في الدين.
كما أن المريض والحائض والنفساء والأشخاص الذين عليهم قضاء أيام من شهر رمضان يمكنهم صيام القضاء في يوم الشك لأن نيتهم تكون القضاء وليس صيام يوم الشك بعينه.
وقد قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه المجموع تعليقًا على صيام الشك:
قَالَ أَصْحَابُنَا : لا يَصِحُّ صَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ عَنْ رَمَضَانَ بِلا خِلافٍ. فَإِنْ صَامَهُ عَنْ قَضَاءٍ أَوْ نَذْرٍ أَوْ كَفَّارَةٍ أَجْزَأَهُ، لأَنَّهُ إذَا جَازَ أَنْ يَصُومَ فِيهِ تَطَوُّعًا لَهُ سَبَبٌ فَالْفَرْضُ أَوْلَى، كَالْوَقْتِ الَّذِي نُهِيَ عَنْ الصَّلاةِ فِيهِ، وَلأَنَّهُ إذَا كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَدْ تَعَيَّنَ عَلَيْهِ; لأَنَّ وَقْتَ قَضَائِهِ قَدْ ضَاقَ.

قد يهمك هذا المقال:   شروط التوبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *