ما هي الضرائب؟

ما الضرائب؟

الضريبة هي مبلغ معين من المال تجمعه الدول من الأفراد والمؤسسات إجباريًّا ودون مقابل، وهي استحقاق على كل فردٍ يعيش على أرض الدولة ويستفيد من مرافقها ومنافعها، وتجمع الدولة الضرائب بهدف إضافة هذه المبالغ إلى خزينتها وتعيد إنفاقها في أماكن ونواحٍ أخرى مثل توفير الدعم أو التطوير أو إنشاء المشروعات الحكومية الخدمية، وكذلك للإنفاق على القطاعات العامة التي تنفق عليها الدولة مثل الشرطة والجيش والتعليم، وأيضًا الإنفاق على البنية التحتية وتطويرها، كما أن مواطني أية دولةٍ يُعدُّون أعضاءً متضامنين في منظمتها السياسية، والمقصود هنا المواطنون البالغون.
للضرائب تأثير مباشر أيضًا على اقتصاد أية دولة؛ إذ إن أموال تصب في خزينة الدولة، أي في ثروتها، ممَّا يزيد قدرة الدول على التعمير والتطوير والحفاظ على جودة حياة المواطنين.
عادةً ما تلجأ الدول المتقدمة إلى فرض الضرائب في فترات التضخم والكساد، كما تستعين الدول النامية بأموال الضرائب لمواجهة مشكلاتها الاقتصادية، فالضرائب تسهم بشكلٍ كبير في إنعاش ميزانية الدول النامية.
تنصُّ قوانين الدول عادةً على أن تكون الضرائب مبلغًا ماليًّا يُفرَض على الأشخاص الذين تنطبق عليهم شروط دفع الضرائب دون أن ينال مقابلها حقوقًا مباشرة، أي إن المواطن الذي يدفع الضرائب لا يمكنه المطالبة بمطلبٍ مباشر لقاء الضرائب التي يدفعها.

أنواع الضرائب

يوجد الكثير من أنواع الضرائب، ومعظمها عام ويُطبَّق في معظم الدول، وأحيانًا يتغير مُسمَّى الضريبة بتغيُّر الدولة، لكنَّ فكرة الضريبة نفسها تكون واحدة.
ومن أنواع الضرائب:

• ضريبة القيمة المضافة (VAT): هي نوع من أنواع الضرائب تُسمَّى ، وهي تُطبَّق بطريقةٍ غير مباشرة، ومع أنها مفروضة إلا أنها اختيارية في مغزاها؛ فهذه الضريبة تُفرَض على السلع والخدمات التي قد يشتريها المواطن، ويمكنك تجنبها بتجنُّب السلع غير الضرورية، وتلك الضريبة تبدأ من 5% وتصل حتى 20%، وفي حالة أنها 10% سيدفع المشتري مبلغ 110 دولارًا مقابل سلعةٍ سعرها الأساسي 100 دولارٍ على سبيل المثال.

• ضريبة الدخل: هي نوع من أنواع الضرائب المباشرة، وبناءً عليها تُجتزأ نسبة من الراتب الشخصي للأفراد أو الربح الصافي للشركات، وهذه الضريبة تُعدُّ الأكثر شيوعًا في كل الدول والمجتمعات، وتختلف من بلدٍ إلى آخر، وعادةً ما تُقسَّم كشرائح، ومثال على ذلك: من يحصل على دخلٍ شهري 1000-5000 يدفع 10% من راتبه، أما من يحصل على دخل 500-1000 يدفع 5% فقط.

• الضريبة على الثروة: تطبق هذه الضريبة على الأثرياء من الناس، أي على من يمتلكون أموالًا وأصولًا ذات قيمةٍ مالية كبيرة، ويختلف تحديد الشخص الثري من غيره باختلاف الدول، أي أن الدول هي من تحدد من الغني ومن الفقير تبعًا لقوانينها ومعتقداتها.

كيف تُحسَب الضرائب

تُحسَب الضرائب بثلاث طرق أساسية تختلف باختلاف الدولة أو باختلاف نوع الضريبة نفسها، وهي:

1. الضريبة التراجعية: نظام هذه الضريبة يعمل على تراجع معدل الضريبة كلما ازداد المبلغ الذي ستُجتزَأ الضريبة منه، أي أن من يملك مبلغ 1000 دولارٍ يدفع 1% فقط منه، أما من يملك مبلغ 10 دولارات سيدفع 10% منه، والأرقام والنسب على سبيل المثال فقط.

1. الضريبة النسبية: هذا النظام هو الأكثر شيوعًا، والضريبة النسبية نظام يجتزئ نسبةً من المبلغ سواءً كانت ثابتةً أو متغيرة، لكن في أكثر الحالات تكون النسبة ثابتة، أي أن من يملك مبلغ 10.000 دولارٍ يدفع 1% منه كضريبه، وسيدفع من يملك مبلغ 100 دولار النسبة نفسها.
   عادةً ما يجد الفقراء هذا النظام غير عادلٍ بينما يجده الأثرياء عادلًا.

1. الضريبة التقديمية (التزايدية): هذا النظام ينص على أنه كلما ازداد المبلغ ازدادت الضريبة، أي أن من يملك 10.000 دولارٍ يدفع 10%، أما من يملك 1000 دولارٍ يدفع 1% فقط، وهو نظام معاكس للنظام التراجعي، لكنه يُعدُّ الأكثر عدلًا.

أهداف الضرائب

يبدو في ظاهر الأمر أن الهدف الأوحد من فرض الضرائب هو التحصُّل على الأموال من المواطنين، وهذا الهدف حقيقي لكنه ليس الوحيد، فما الأهداف الأخرى إذن؟

1. الهدف المالي: الهدف الأول هو تحقيق دخلٍ مالي للدولة لإعادة استخدامه في النفقات التجارية والاستثمارية.

1. الهدف الاقتصادي: تعفي بعض الدول المشروعات والشركات الصغيرة والمتوسطة وخصوصًا الإنتاجية منها من الضرائب بشكلٍ كلي أو جزئي، ممَّا يعمل بشكلٍ مباشر على دفع رجال الأعمال إلى الاستثمار وتشجيعهم عليه، ومن ناحيةٍ أخرى تفتح الدول سوقًا أوسع للمصانع المحلية بفرض ضرائب على مثيلات منتجاتها المستوردة من الخارج.

1. ترشيد الاستهلاك: عادةً ما تشجع الدولة تقليل استهلاك سلعةٍ أو خدمةٍ معينة عن طريق فرض ضرائب جديدة عليها أو زيادة الضرائب المفروضة عليها بالفعل، وأحيانًا تفعل الدول عكس ذلك، أي تخفض الضرائب المفروضة على سلعةٍ ما لدفع المواطنين إلى استهلاكها.