ما هي العملة؟
العملة -أو كما تُعرَف أيضًا بالنقد- هي الوحدة الأساسية للتبادل التجاري وشراء الخدمات والمنتجات في العالم، وتُعدُّ ببساطةٍ جزءًا لا يتجزَّأ من الاقتصاد العالمي، فهي الوجه الآخر للموارد وأي شيءٍ يُستبدَل مقابلها طالما له قيمة نقدية.
وفي العِقد الأخير، خصوصًا بعد تطوُّر التشفير والبرمجة، ظهر لدينا نوع جديد من العملات بمميِّزاتٍ مختلفة عن ، تُسمَّى ، وهو ما سنتطلع إلى شرحه في السطور التالية.
تعريف العملات الورقية
تُعرَّف العملات الورقية بأنها الوسيلة الأولى لعملية التبادل التجاري والخدمي في العالم، يمكنك أن تمسكها بيدَيك وتُسلِّمها إلى شخصٍ آخر، أو تدخرها، أو تُحوِّلها إلى عملةٍ ورقية أخرى بعد حساب اختلاف القيمة. وتُعدُّ البنوك هي المرجع الرئيسي لطبع العملات الورقية وتخزينها، كما تحدد أيضًا قيمتها طبقًا لحالة الاقتصاد، وتضع القوانين التي تحدد تبادلها داخل الإقليم وخارجه، وتتمثل في عملاتٍ مثل: الريال والجنيه والدولار.
تعريف العملات الرقمية
تُعدُّ العملات الرقمية أحد التي تُتداوَل بشكلٍ افتراضي، فهي مشفرة ولا توجد بشكلٍ مادي، لكنها تُستخدَم في الشراء كالعملات الورقية وتُتبادَل أيضًا. والمرجع الرئيسي للعملات الرقمية يُدعى بـ “البلوك تشين”، وهي وسيلة لتشفير العملات الرقمية وتسجيل التداولات التي تتم بها وتأمينها من السرقة أو الاختراق. وتتمثل العملات الرقمية في عملاتٍ مثل: والريبيل والإثريوم.
الفرق بين العملات الورقية والعملات الرقمية
هناك فروق هائلة بين العملات الورقية والعملات الرقمية، ولتوضيح ذلك ننظر إلى المثال التالي:
التعامل بالعملات الورقية
لديك مبلغ 1000 دولار، وسوف تدَّخر 500 وتُرسل 500 إلى أحد أقربائك. كي تدَّخر وتطمئن أن أموالك مؤمنة جيدًا سوف تذهب إلى البنك وتفتح حساب تبادلٍ خاصًّا بك، وهُنا سيتطلَّب الأمر منك تقديم الكثير من الوثائق القانونية وبعض الضمانات ودفع الرسوم، وهو ما يأخذ الكثير من الوقت، كما أن أموالك سوف تكون مُعرَّضة إلى نسبةٍ من الخطر في حال أفلس أو تعرَّض للسرقة.
الآن يتبقى معك 500 دولار سوف ترسلهم أيضًا من خلال البنك إلى شخصٍ آخر، وبعد قضاء فترةٍ لا بأس بها في صفوف الانتظار وإتمام العملية، سوف تستغرق تلك النقود فترةً كبيرة كي تصله، فقد تستغرق يومًا أو أسبوعًا حتى. وإن أردت إرسالها في الحال سيتوجَّب عليك دفع رسومٍ إضافية، لذا فعملية الإرسال تتطلَّب وقتًا كبيرًا أو رسومًا إضافية.
التعامل بالعملات الرقمية
بالحديث عن العملات الرقمية، لن تكون في حاجةٍ إلى إنشاء حسابٍ بنكي وتقديم ذلك الكمِّ الهائل من الوقت والمال والمستندات، إذ إنه بإمكانك -بعدة ضغطات على حاسوبك- أن تصنع حسابًا بأحد وتدَّخر به ما شئت من العملات الرقمية، بالإضافة إلى ذلك تُعدُّ عملية تبادل العملات أو إرسالها إلى شخصٍ آخر سريعةً جدَّا ولن تأخذ سوى عدة ثوانٍ، كما أنها مشفرة، لذا فإنَّ احتمالية سرقتها شبه منعدمةٍ مقارنةً بالعملات الورقية!
والمثير للدهشة أن الكثير من المؤسسات أصبحت تتيح التعامل والدفع بواسطة العملات الرقمية، مثل “أمازون” و”وورد بريس” و”مايكروسوفت” و”ديل”، كما افتتحت دبي منذ فترةٍ أول صرافٍ آلي يتيح شراء “البيتكوين”، وتوجد مئات المطاعم والشركات في أوروبا تتيح الدفع من خلال “البيتكوين” أيضًا.
كيف تحصل على العملات الرقمية؟ وما عيوبها؟
طرق الحصول على العملات الرقمية
للحصول على العملات الرقمية عليك أولًا أن تنشئ حسابًا على أحد المحافظ الإلكترونية التي تدعم ادخارها، وبعد ذلك يمكنك الحصول عليها بإحدى الطريقتَين:
- الطريقة الأولى هي أن تصبح مُعدِّنًا للعملة، وتعدين العملة يعني حلَّ مئات العمليات الحسابية المعقدة بواسطة أجهزة حاسوبٍ قوية ومُخصَّصة للأمر، وبمُجرِّد أن تصنع حلولًا صحيحة سوف تحصل على مكافآتٍ تتمثل في عملاتٍ إلكترونية، لكن تلك العملية صعبة، فهي تحتاج إلى أجهزة حاسوبٍ باهظة الثمن، كما أنها تستهلك الكثير من الكهرباء.
- الطريقة الثانية هي أن تستبدل عملاتك الورقية بعملاتٍ رقمية من خلال صرافٍ آلي يدعم ذلك -كالموجود في دبي، أو من خلال الكثير من منصات التبادل الالكترونية، ثم تدَّخرها على تلك المنصات أو على إحدى محافظك الإلكترونية.
عيوب العملات الرقمية
للعملات الرقمية مميزات كثيرة لكن لها عيوب أيضًا، إذ إنها لم تنتشر بالقدر الكافي الذي يتيح الاستفادة منها بالشكل المطلوب، كما أن قيمتها ما زالت في انخفاضٍ وارتفاع سريع ومستمر، وهو دليل على عدم اتزانها واستقرارها حتى الآن. فصراع لامركزية النقد المتمثل في العملات الرقمية ضد مركزية النقد المتمثل في العملات الورقية بدأ لتوِّه.
فهل سينتصر النظام اللامركزي ويصبح ادخار العملات وتبادلها حقًّا لكلِّ فردٍ وبأية كميةٍ دون قيود، أم أنه سيختنق قبل أن يخرج من الفوهة ويُصبح فقاعةً اقتصادية أخرى؟
أعتقد أن الإجابة على ذلك السؤال ستكون في أحد مقالاتنا القادمة.