ما هي اليونسكو
يقول دستور اليونسكو: “لما كانت الحروب تولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام”.
بهذا المبدأ أنشئت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1946، من أجل المساهمة في تحقيق السلام والأمن، من خلال تعزيز التعاون بين الأمم، ومن أجل تعزيز الاحترام العالمي للعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، من خلال التعليم والعلوم والثقافة، دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
اليونسكو هي منظمة الأمم المتحدة المتخصصة بالتربية والعلوم والثقافة، والتي تسعى لبناء السلام من خلال التعاون الدولي في التربية والعلوم والثقافة. إذ تساهم برامجها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المحددة في جدول أعمال عام 2030، والتي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015.
ما هي هيكلة منظمة اليونسكو
تتكون اليونسكو من هيئتان رئاسيتان وأمانة عامة:
المؤتمر العام
يتكون المؤتمر العام من ممثلي الدول الأعضاء في اليونسكو، ويجتمع مرة كل سنتين وتحضره الدول الأعضاء والأعضاء المنتسبون، إلى جانب مراقبين للدول غير الأعضاء والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية. لكل بلد صوت واحد بغض النظر عن حجمه أو مدى مساهمته في الميزانية. ولغات العمل في المؤتمر العام هي اللغات الرسمية للأمم المتحدة: العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية. من مهامه تحددي السياسات وخطط العمل الرئيسية للمنظمة، كما يتكلف بوضع برامج وميزانية اليونسكو.
المجلس التنفيذي
يضمن المجلس التنفيذي الإدارة الشاملة لليونسكو، ويتولى إعداد عمل المؤتمر العام ويرى ما إذا كانت قراراته تتخذ بشكل صحيح. يستمد المجلس التنفيذي وظائفه ومسؤولياته من الدستور ومن القواعد أو التوجيهات التي حددها المؤتمر العام.
الأمانة العامة
تتألف الأمانة العامة من المدير العام والموظفين المعينين من قبله، واعتبارا من منتصف عام 2009، وظفت الأمانة حوالي 2000 موظف من حوالي 170 دولة.
وينقسم الموظفون إلى الفئة الفنية وفئة الخدمات العامة. يعمل أكثر من 700 موظف في مكاتب اليونيسكو الميدانية البالغ عددها 65 مكتبًا حول العالم.
وجدير بالذكر أنه توجد اليوم في منصب المدير العام السيدة أودري أزولاي، إذ انتخبت بموجب الدورة التاسعة والثلاثون للمؤتمر العام لليونسكو خلفا لإرينا بوكوفا، وتتولى منصبها لمدة أربع سنوات.
ما هي رؤية منظمة اليونسكو؟
وُلدت الرؤية التأسيسية لمنظمة اليونسكو ردًا على الويلات التي خلفتها الحرب العالمية، والتي اتسمت بالعنف العنصري والسامي. وبعد سبعين سنة من الكفاح من أجل التحرير ما زالت الأهداف التي أسست لأجلها المنظمة مطروحة وذات راهنية، إذ يتعرض التنوع الثقافي للهجوم، وتظهر كل يوم أشكال جديدة من التعصب ورفض الحقائق العلمية، كما تستفحل تهديدات حرية التعبير وتحدي السلام وحقوق الإنسان. لذلك تطرح اليونسكو على عاتقها واجب إعادة التأكيد على الأهمية الإنسانية للتعليم والعلوم والثقافة.
واليوم، تعتبر اليونسكو أن الترتيبات السياسية والاقتصادية التي تقوم بها الحكومات غير كافية لتأمين الدعم الدائم والصادق للشعوب، لأن السلام يجب أن يقوم على الحوار والتفاهم المتبادل، ويجب أن يبنى على التضامن الفكري والأخلاقي للبشرية.
لكل ذلك، تسعى منظمة اليونسكو إلى تطوير الأدوات التعليمية لمساعدة الناس على العيش بوصفهم مواطنين عالميين بعيدين عن الكراهية والتعصب. كما تسعى اليونسكو إلى أن يحصل كل طفل ومواطن على تعليم جيد وكرامة متساوية، من خلال تعزيز التراث الثقافي لجميع الثقافات. كما تعزز اليونسكو الروابط بين الدول وتشجع البرامج والسياسات العلمية باعتبارها منابر للتنمية والتعاون. وتدافع اليونسكو على حرية التعبير لأنها حق وشرط أساسي للديمقراطية والتنمية، لذلك تعمل كمختبر للأفكار يساعد الدول على اعتماد المعايير الدولية وتدبير البرامج التي تعزز التدفق الحر للأفكار وتبادل المعرفة.
ما هو تاريخ اليونسكو؟
خلال الحرب العالمية الثانية، بالضبط في عام 1942، اجتمعت حكومات ، التي كانت تحارب ألمانيا النازية وحلفائها، في المملكة المتحدة لحضور مؤتمر وزراء الحلفاء للتعليم (CAME). ورغم أن الحرب العالمية الثانية كانت تبدو بعيدة عن أن تحط أوزارها، فإن هذه الدول كانت تبحث عن طرق ووسائل لإعادة بناء نظمها التعليمية فور استعادة السلام.
وسرعان ما اكتسب هذا المشروع زخما عالميا، فقررت حكومات جديدة بما فيها الولايات المتحدة الانضمام له. بناء على اقتراح مؤتمر وزراء الحلفاء للتعليم، عُقِدَ مؤتمر الأمم المتحدة لإنشاء منظمة تعليمية وثقافية في لندن، خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 16 نوفمبر 1945. وعندما افتتح المؤتمر كانت الحرب بالكاد قد انتهت، وكان ممثلو أربع وأربعين بلداً قد اجتمعوا مقررين إنشاء منظمة تجسد ثقافة السلام. وفي نظرهم يجب على المنظمة الجديدة إنشاء “التضامن الفكري والأخلاقي للبشرية”، من أجل منع اندلاع حرب عالمية أخرى، ولكي لا يتكرر ما وقع.
أين يقع مقر اليونسكو؟
يقع مقر اليونسكو في ساحة فونتينوي (Place de Fontenoy) في باريس، وقد افتتح المبنى الرئيسي لمقر المنظمة يوم 3 نوفمبر 1958، وقد صمم على شكل حرف Y، إذ يلقب بـ “النجمة الثلاثية”، وقد أقام صرحه ثلاثة مهندسين من جنسيات مختلفة، تحت إشراف لجنة دولية، على اثنتين وسبعين عمودًا من خوازيق الخرسانة، وهذه الصفات المعمارية البديعة للمبنى جعلته معلمة مشهورة عالميًا.
ويتكون مقر اليونسكو من ثلاثة مبان أخرى غير المبنى الرئيسي: المبنى الأول معروف باسم “الأكورديون” ويضم قاعة بيضوية الشكل ذات سقف نحاسي مطوي، تُعقد فيها الجلسات العامة للمؤتمر العام، أما المبنى الثاني فمكعب الشكل، والمبنى الثالث يتكون من طابقين ومكتبين مجوفين تحت مستوى الشارع، إلى جانب حوالي ستة أفنية صغيرة مغمورة.
وهذه المباني تحتوي على العديد من الأعمال الفنية المفتوحة للجمهور، وحالما حازت الخطط المعمارية المبنى الرئيسي في ساحة فونتينوي على الموافقة، كلفت اليونسكو عددا من الفنانين الكبار (بيكاسو، بازين، ميرو، تابييس، لو كوربوزييه…) لإنشاء أعمال لتزيين المباني المستقبلية بأعمال تعكس التنوع في الإبداع الفني في جميع أنحاء العالم، وتهدف إلى استحضار السلام الذي تسعى له المؤسسة، كما حصلت المنظمة على أعمال أخرى تبرعت ببعضها دول أعضاء.
ما هي الإنجازات التي حققتها اليونسكو؟
تؤدي اليونسكو دورا مميزا في تعزيز أسس السلام الدائم والتنمية العادلة والمستدامة، وترفع رهانات استراتيجية لتعزيز التعاون في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والاتصالات والمعلومات، وفي ظل الضغوط المتصاعدة للتغيير التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وفي ظل التحديات الجديدة التي يواجها المجتمع الدولي تمكنت اليونسكو من تحقيق الإنجازات التالية:
- حفظ 1073 موقعًا من التراث العالمي في 167 دولة.
- تنسيق أنظمة الإنذار المبكر من أمواج تسونامي في جميع أنحاء العالم.
- قيادة الجهود العالمية للوصول إلى جودة التعليم للجميع.
- إعادة بناء الأضرحة في تمبكتو.
- إطلاق مختبر سيزامي للأبحاث العالمية في الشرق الأوسط.
- الدفاع عن حرية التعبير وتدين قتل الصحفيين.
- إخراج معبد أنغكور من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
- نشر “التاريخ العام للإنسانية: إفريقيا، آسيا، الثقافة الإسلامية، الكاريبي”.
- ضم 195 دولة عضوا، و11 عضوا منتسبا، و 11,000 مدرسة منتسبة.
- جمع 177 دولة طرفا في اتفاقية التراث غير المادي.
- تبني شبكات الشباب في 9 بلدان متوسطية.
- تحديد مساحة مواقعها في 10 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل حجم الصين.